|
" كم أشرقت رايات " |
(كم أشـرقت في سـماء المجد رايـاتُ) |
وكم تألقَ فـي الأفــلاكِ مـنْ قَـمَـرٍ |
وكـم تسـامـتْ بعزِّ الدينِ هـامـاتُ |
وكـم تربَّـعَ فـوقَ الشـُّــمِّ ذو أدبٍ |
قـدْ خلَّدَتـْهُ برغـمِ المـوتِ أَبْـيَـاتُ |
وكـمْ تَرَدَّى رِدَاءَ المــوتِ ذو شَـرَفٍ |
وأرهقتْنَـا بِمَا يُضْـنِـي الجِـرَاحَـاتُ |
(يا حسـرتَا أينَ أحـرارُ الحمى ذهبوا ) |
هل ضـرَّسَـتْهُمْ بفكِّـيْهَا المُـلِـمَّـاتُ |
وا يـوسـفَـاهُ تركـتَ الدارَ مرتحِـلا ً |
كـأنَّ عمـرَكَ في الدنيَـا سُـوَيْعَـاتُ |
كـمْ زيَّنتكُمْ مِـنَ الأخـلاقِ مَكْـرُمَـةٌ |
وكـمْ دعتْكُمْ لبـذلِ الخـيـرِ عَـادَاتُ |
وكـانَ فيكمْ لـذِي الحـاجـاتِ ملتجـأٌ |
وللمعـنَّـى وذِي الإعسـارِ رَوْحَــاتُ |
قدْ عشـتَ ترنُو إلى الفـردوسِ فِي أَمَلٍ |
والمخلصـونَ لهمْ في الخـلدِ غـايـاتُ |
فقدَّرَ اللـهُ أن تمضِـي علـى عَـجَـل ٍ |
تُطْـوَى بِخَطْـوِكَ للخُـلْـدِ المَسَـافاتُ |
مضـيتَ تركـضُ نحو اللهِ مبتهـجـًا |
ومـنزلُ البَـرِّ يومَ الحشْـرِ جَـنَّـاتُ |
يا يوسـفَ العظمِ قـدْ ودعتنـا أسـدًا |
لـهُ علـى صـهوةِ الأشعارِ صَـوْلاتُ |
يا يوسـفَ العظمِ كمْ سـطرتَ ملحمـةً |
لها على صـفحـةِ التـاريـخِ رَايَـاتُ |
يا يوسـفَ العظمِ قـدْ أورثتـنَـا دُرَرًا |
فكمْ تسـامتْ لكـمْ فِـي النَّظْـمِ آيَـاتُ |
جادتْ بكمْ مِنْ "مَعَـانِ الخـيرِ " غَـادِيةٌ |
واسـتقبلتْكُـمْ بِبَـابِ القُـدْسِ مَـأْسَـاةُ |
فكمْ نظـمـتَ لعينِ القـدسِ قـافـيـةً |
أنغـامُـها لسـماءِ الشـعـرِ مِـرْقَـاةُ |
كمْ عشـتَ تبذرُ زرعَ الخيرِ معتصـمًا |
بِحَـبْـلِ ربِّـكَ لا تُـثْـنِـيـكَ مَلْهَـاةُ |
يا شَـاعرَ المسـجدِ الأقصى لكَ انتظمتْ |
مِـنْ كـلِّ بحـرٍ تَـبَـارِيـحٌ وآهَـاتُ |
يا أيُّهَـا البلبـلُ الشَّـادِي علـى وَتَـرٍ |
أحـييتَ جـيـلاً لهُ في البأسِ غـاراتُ |
يا شـاعرَ الأردنَ المِعْطَـاءَ عِشْـتَ أبًا |
للثـائـريـنَ وللأَشْــعَـارِ ثَـوْرَاتُ |
كَـمْ عِشْـتَ تهـتفُ بالقـرآنِ مبتهـلا ً |
ورايـةُ الحـقِّ تَسْـبِـيـحٌ وآيـَـاتُ |
كمْ عِشْـتَ تَهْـتِفُ والإخـوانُ فِي جَذَلٍ |
(اللـهُ غـايتُنَـا الرَّحْـمَنُ لا الـَّلاتُ ) |
(كمْ عِشْـتَ تَهْتِفُ للقُـدْسِ التي سُـلِبَتْ ) |
وَكَـمْ توالـتْ لكمْ بالثَّـأْرِ صَـيْحَـاتُ |
ودَّعْتَنَـا جَـبَـلاً يَسْـمُـو بِهَـامَـتِـهِ |
تظلُّهُ مِنْ سَـمَـاءِ العِـزِّ غَـيْـمَـاتُ |
يا مَنْ تَرَكْـتَ دموعَ العَـيْنِ سَـائِـلَـةً |
والحُـزْنَ يأكـلُ مِنْ قَلْبِـِي وَيقْـتَـاتُ |
الغـمُّ ألبَسَ وَجْـهِي مِـنْ غِـلالَـتِـهِ |
والصَّـدرُ أرهـقَـهُ شَـجْـوٌ وأنـاتُ |
الأرضُ تبكـيكَ والأزهـارُ كاسـفــةٌ |
والطـيرُ يـنحبُ والسـبعُ السـماواتُ |
والأفـقُ يمـلأهُ مِـنْ فقدِكـُمْ شَـجَـنٌ |
والبحـرُ ترهـقُهُ بالحُـزْنِ مَـوْجَـاتُ |
يا شَـاعرَ الأردنَ المِعْـطَـاءَ مَـعْـذِرةً |
ففِـي رِثَـائِـكَ خَـانتنِي العِـبـَاراتُ |
حـتَّـى بكـيتُـكَ بالآهـَـاتِ زَافِــرةً |
وزفـرةُ الـوجـدِ أنـَّـاتٌ و آهَــاتُ |
إنـي كـتـبتُ بدَمْـعِ العَـيْنِ قَـافِـيَـةً |
حَـيْـرَى تئـنُّ بِهَـا للـرُّزْءِ تـاءاتُ |
نسجتُهَا مِنْ شَـرَايِـينِـي مُـضَـرَّجَـةً |
كـتبتُها والأسَـى حـولِـي غَمَـامَاتُ |
كـتبتُـهَـا بمـدادِ القـلـبِ بـاكـيـةً |
تشـكو الفـراقِ وللأشـواقِ هَيْـجَـاتُ |
كـتبـتُهَـا بـدمِـي المَـوَّارِ نَـازِفَـةً |
حُرُوفُهَـا الحُمْرُ فِي الآفَـاقِ صَيْحَـاتُ |
مَاتَ الذينَ أحالُـوا الحَـرْفَ قُـنْبُـلَـةً |
والشَّـعرَ نـارًا لها عَصْـفٌ وفـوراتُ |
يا يوسـفَ العظمِ عشْ في الخلدِ مبتسـمًا |
تؤويكَ تحتَ ظـلالِ العـرشِ جـنَّـاتُ |
سيحـفـظُ الدهـرُ ما سـطَّرْتَ مِنْ دُرَرٍ |
وَلَنْ يُعَـفَّـى لَكُـمْ رَسْــمٌ وَشَـارَاتُ |
ولنْ تغـيـبَ عنِ الدنيَـا جـواهـرُكُـمْ |
حتَّـى تزولَ مِنَ الخلْـقِ السـَّمَـاواتُ |
فاللـهُ يرفـعُ أهلَ الفضـلِ مَـنْـزِلَـةً |
ويذكـرُ الدهـرُ أقـوامـًا وَإِنْ مَـاتُوا |
ستصـدحُ الأرضُ والأطيـارُ في طَرَبٍ |
(كمْ أشـرقَتْ فِي سَـمَاءِ المجدِ رَايَاتُ) |