إن كان سؤالها جاء وفق قواعد التعامل المهذب بحثا عن لمسة تواصل أو دفقة ود وثار الرجل فإنما ذلك دليل ضعف وفقدان لمعاني الرجولة واهتزاز يخفيه بالثورة والغضب وجهالة بمعاني العلاقة الزوجية القائمة على التواد والتراحم والتواصل بنقاء وصفاء ووفاء.
وأما إن كان سؤالها جاء بنبرة التسلط أو التملك أو التعدي أو التأفف فإن رده حينها قد يكون مبررا وإن حسن من الرجل الحقيقي أن يحلم ويحتوي ويهدهد النفس ويوجه التصرف لما فيه الخير فإن في الرفق واللين سبيل خير وبركة ، ولا يجب على الزوج أن ينسى الفضل بينه وبين زوجه.
وأما إن كان سؤالها جاء بقصد الشك والطعن والتأنيب والتنكيد فإن سبب الغضب يكون منطقيا ربما وإن كانت المثالية في الحلم والاحتواء أجمل ولكن يظل رد الفعل هنا أقرب للمتوقع في أرض الواقع.
وإجمالا فإن السؤال هذا لا يمكن الحكم عليه إلا بأسلوب طرحه وغايته ، فهو قد ينتقل في معناه وغايته من النقيض إلى النقيض إذ قد يعبر عن حب وشوق وقلق أو في حالة أخرى قد يعبر عن غضب ونفور وتحضير لمشكلة مقصودة من طرفها. وأجدر بالرجال أن يحلموا ويصبروا ، وأجمل بالنساء أن يتذكرن قول تلك المرأة العربية الأصيلة حين خطبها رجل فقال لها: أنا رجل سيء الخلق. قالت له: أسوأ منك خلقا من تحوجك إلى سوء الخلق.
تحياتي