كنتُ يا صاحبي أعدُّ الثواني وفؤادي معلقٌ بالأماني كنتُ بين الرجا وبين دعائي ولِفرط الأسى عقرتُ لساني كنتُ في وحشتي أسيرَ همومي يهجرُ الشعرَ والبيانَ بناني كنتُ للهمِ أُطعمُ القلبَ جمراً وَ كأنّي بين الردى والسِنانِ وعزائي اليقينُ إذ كلُّ بَرٍّ مُبتلىً والجزاءُ خضرُ الجِنانِ يا "رفيق الحروفِ" عشتُ كئيباً بين همّي وحسرتي كم أُعاني لا أنيسٌ أراهُ يحملُ همّي لا ولا طابَ لي غرامُ الغواني وكـأنّي في هذه الأرضِ فردٌ لا أرى في الحياةِ غيرَكَ جاني أنتَ يا صاحبي أنيسُ فؤادي أنت يا مؤنسي سميرُ جِناني ذلك البدرُ إذ يغيبُ مشوقاً ثم يضوي بدراً يُعيدُ التهاني وتمرُّ العِجافُ لمحاً سريعاً ويسيغ الرضا بسبع المثاني مرحباً مرحباً وأهلاً وسهلاً أثمرَ الحبُ يانعاً في كياني نحمدُ اللهَ إذ يعودُ مُنيراً لرياضِ الشعورِ ربُّ المعاني
*************
العنوان مقتبس من قول ابن الجهم:
***
والبدرُ تُدركهُ السِرارُ فتنجلي أيامهُ وكأنّهُ متجددُ !