|
من أنتِ؟ في كلِّ الدروب أراكِ |
وأراكِ في سهوي وفي إدراكي |
وأراكِ في الأنهارِ في خُضرِ الرُّبى |
في البدرِ في الآفاقِ في الأفلاكِ |
وأراكِ في كلِّ النِّسَاءِ ولا أرى |
فيهنَّ إلاّ ما ترى عيناكِ |
يا توأمي يا نصفَ روحي يا أنا |
يا خافقي الغضَّ الذي يَهْواكِ |
يا صورتي في الماءِ .. يا أُسطورتي |
يا قيمتي: أنا .. منْ أنا؟ إلاّكِ |
يا أروع اللحظاتِ يا أغلى المُنَى |
يا أعذبَ النسماتِ .. ما أحلاكِ |
يا بردَ أيامِ الصقيعِ ودفئَها |
يا باقَةَ الأزهَارِ والأشواكِ |
يا جنّةَ المُشْتَاقِِ .. يا نارَ الجَوَى |
مَنْ لِي بِمِثلِكِ فِتْنَتي وملاكِي |
تستغربين .. أهيمُ فيكِ ولم تكُن |
خطرتْ -على مرِّ الهوى- لُقْيَاكِ |
|
عَيناكِ حدَّثتا : بأنّ لقاءَنا |
شَفَتاكِ أَوْمأَتا : بأنّكِ توأمي |
نادَيْتِني .. أنا عاشقٌ لبـَّاكِ |
أنا لم أَهِمْ بسواكِ عشقاً سامياً |
كلاَّ .. ومَا صَدَقَ الهَوَى لِسِوَاكِ |
أنا ما عَرَفْتُ الحبَّ إلا حينمَا |
أبصرتُ رُوحي في وَمِيضِ سَنَاكِ |
|
إنْ كنتِ في هذا الوُجودِ قصيدةً |
أوْ كنتِ في رَحْبِ الفَضاءِ مَجَرَّةً |
أنا نَجْمُكِ الهادي الذي ضَوَّاكِ |
أوْ كنتِ في قَعْرِ المُحيطِ مَحَارَةً |
أنا أَعْيُنُ الغوّاصِ والسّمّاكِ |
أوْكنتِ في الدِّينِ الحنيفِ شَعِيرَةً |
أنا أَدْمُعُ العُبَّادِ والنُّسَّاكِ |
|
للرُّوحِ توأَمُها الوحيدُ .. وللنّوى |