|
لا تَكتُمي الإِحساسَ إِلّا تَنطِقي |
بِالحُبِّ تُقتَلُ دونَهُ الكَلِماتُ |
لَو أَنَّني صُغتُ الشُّعورَ قَصائِداً |
ضاقَت بِوَصفِ مَشاعِري الأَبياتُ |
وَ لَكُنتُ أَبعَثُ لِلنَّوى بَرقِيَّةً |
وَ مِدادُها يا حُلوَتي العَبَراتُ |
أَلّا تُجامِلَ إِن رَأَيتَ صُدودَها |
وَ خُذِ الحَياةَ فَقَد دَعَتكَ حَياةُ |
إِن شَيَّعَتكَ فَقُل لَها مُتَلَطِّفاً |
هَذا القَضاءُ تَلُفُّني الآهاتُ |
إِنّي نِهايَةُ كُلَّ حُبٍّ صادِقٍ |
وَ لِكُلِّ قَلبِ نابِضٍ صَرَخاتُ |
لا تَقهَري قَلبي بِصَمتِكِ إِنَّهُ قَد |
شَيَّبَتهُ بِصَمتِكِ اللَفَحاتُ |
مِثلي يَعيشُ عَلى الجَحيمِ مُسَهَّداً |
وَ تَهُزُّهُ وَ تَهُدُّهُ النَكَباتُ |
عِشرونَ عاماً لَم أَرى نَوماً وَلا |
زارَ العُيونَ وَ قَد مَرِضنَ سُباتُ |
مَحمودُ مِثلي بَل وَ عَمرو مِثلُهُ |
إِنّا تَغَشَّت روحُنا الصَّدماتُ |
لا تَعجَبَنَّ إِذا ارتَجَفنا كُلُّنا |
إِنَّ ارتِجافَ العاشِقينَ ثَباتُ |
أَسرارُنا بُحنا بِها فَلَعَلَّنا |
نُهدى إِلى أَمرٍ بِهِ قُرُباتُ |
أَو عَلَّنا لَمّا نَبوحُ بِشَجوِنا |
نَبقى عَلى مَرِّ الزَمانِ عِظاتُ |
بِاللَهِ هَل مِن سامِعٍ قَصَصي إِذا |
أَحكي وَ تَكسو نَبرَتي الحَسَراتُ |
زَمَناً كَتَبتُ عَنِ النِّساءِ قَصائِداً |
مُلِأَت بِأَشجانٍ لَها صَفحاتُ |
وَ ظَنَنتُ نَفسي عاشِقاً حَتى غَزَت |
أَنحاءَ عَقلي وَ الفُؤادَ فَتاةُ |
فَكَأَنَّها عَمَدَت إِلى طَلَلِ الهَوى |
وَ تَتابَعَت في إِثرِها النَّفَحاتُ |
فَبَنَت صُروحاً كَيفَ شاءَت ، غَرَّدَت |
وَ تَحَيَّرَت في صَوتِها الأَصواتُ |
وَ أَعادَتِ الجُثمانَ بَعدَ رَحيلِهِ |
وَ يُعَفِّرُ الكَفَّ الرَقيقَ رُفاتُ |
فَكَأَنَّهُ نَبتٌ تَرَعرَعَ وَ ارتَوى |
وَ تَفَتَّحَت في كَفِّها زَهراتُ |
وَ تَمايَلَت أَغصانُهُ مِن حُسنِها |
وَ غَشَتهُ في أَرضِ الهَوى سَكَراتُ |
لا تُوقِظي النَّشوانَ مِن أَحلامِهِ |
فَقَلائِلٌ في عُمرِهِ النَّشَواتُ |
لا تُوقِظيهِ بِطَعنَةٍ ثَورِيَّةٍ |
فَلَقَد أَضَرَّت قَلبَهُ طَعناتُ |
هي خِنجَرٌ أَشواقُنا بِقُلوبِنا |
هِي فَيصَلٌ مُستَرسِلٌ وَ قَناةُ |
هي أَن تُقامِرَ بِالحَياةِ وَ طيبِها |
وَ الوَجدُ يَربَحُ وَ النَّوى تَقتاتُ |