جاءَتْ تُراجِعني و تطالبني بالعودة إلى عهدٍ لا أدري بأيِّ اسمٍ أُسمّيه..
قُلْتُ لها:
خُذي حَدِيثَكِ مَكْذوباً و خَلّيني ما عادَ كِذْبُكِ يا حسناءُ يُغْرييني
خُذي حديثَكِ مَعْسولاً و لا تَقِفي مِثْلَ السُّقامِ على بابِ الشرايينِ
و لْتحْمِلي قِصَصاً حمْقاءَ كاذبةً من الخَيالِ إلى أَرْضِ الشياطينِ
و لتتْرُكيني وحيداً أشْتَكي أَلَمي و قَدْ ذُبِحْتُ على حُبّي بسكّينِ
خُذِي رَسائِلَكِ السوداءَ و ارتَحِلي ما عادَ أمْرُكِ بعْدَ اليومِ يعنيني
أَنا رَضيتُ و آثرْتُ الأسى بَدَلاً عن المزاعِمِ من لدْغِ الثعابينِ
أَنا رَضيتُ و آثرْتُ الشقى بَدَلاً عنْ غَصّةِ الموتِ مع عزْفِ السكاكينِ
ما عادَ لحظُكِ مكْحولاً يُحيّرُني أو عادَ قدُّكِ ممشوقاً يُسلّيني
ما عادَ ثَغْرُكِ فيه الخمرُ يُسْكِرُني و لا لُحونُكِ حينَ الشدوِ تُشْجيني
فقدْ بَرِئْتُ من الحمّى و قد رَحَلَتْ هَلاوِسٌ نَزَلتْ دهراً بمجنونِ
و عُدْتُ أحْمِلُ جُرحي نازفاً أملاً و في فُؤادي أَهازيجُ الرياحينِ
ألْقيتُ ذكراكِ للنسيانِ يأكُلُها يُضمّدُ الحزْنَ في قلبي و يُنْسيني
مودتي