(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ) (محمد:7-8)
--
"الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم "
( آل عمران : 173، 174 )
* * *
حبشىٌّ يلتقطُ الأخبارَ بمَقدُمِ قافلةٍ..
أو أصلِ خطابٍ عاد بهِ إقبالُ نذير .
حبشىٌّ
تغمُرُهُ الصحْراءُ .. هنا مَرْعى
وهنا أمرٌ ..
للسيّدِ يغتنمُ الحاجةَ ..
يُعطِى .. أو يمنَحُ ..
كان العبدُ الحبشىُّ رفيقَ الحاجةِ
مِن حلو الشىءِ ومن إيغالةِ كل مرير .
تقع الأنباء على أذنيهِ ولا يبرحُ
يسَّاءلُ فيمن جَدَّ حديثُ السَّاعةِ ؟؟
حلقاتٌ يُعقدُ فيها ذِكرُ القادِمِ بالتحريرِ
وقارعِ أسباب الفتحِ
و "إنَّا أرسلناك" و عن أحوالٍ
" فى الآفاقِ وفى أنفسهم "
و مُطَهّرِ هذا المَوْطىءِ
" مما كسَبَت أيدى الناس ".
ستسافر؟؟
هل تهملُ أمرَ أميّةَ؟؟
المجلسُ لا يَرحَم ..
التعذيبُ على (عين التَّاجرِ) منصوبٌ
السَّوطُ يُنَقّبُ عن آبار الدَمِّ
بأجسادِ رفاقِكَ ..
الحِقْدُ على أنسابِ بَنِى هاشم
ألهب رَملَ الفاقةِ ضعفين
ستسافر .. أين ؟؟
و حِبالُ الرّقَِ تُلَفْلِفُ وِجهاتٍ أربع
لا ضيرَ إذن
العَبدُ الأسمرُ مشدودٌ بين قُواهُ تعاظَمَ
عند السلطانِ العارى
أشهَدُ /
أبرأُ /
" إنِّى وَلَّيت" .
مَلعونٌ طاغوتُ الهاجِسِ حَيثُ أتيت .
* * * * * * *
وحدى ..
أتشمَّمُ بالرَّمضاءِ شوائى مِسكاً أذفر ..
أتَمَرَّسُ بالصَخرِ رياضةَ رفعِ الأثقالِ
أنا وحدى ،
أُشهِدُ مَن حولى كيفَ الإنسانُ يَرى
و النُّورُ على الأسْبابِ يُفَكّر .
مُمتَدٌّ بالصَحْراءِ أُسَجِّلُ/
ثَمَّ شُروعٌ فى قَتلى
و الشاهِدُ مَن عَطَّلَ ناموسَ التَّسليمِ
أماتَ السُّعْرةَ بَرداً و سَلاماً
يشهدُ أنِّى مَسَّنىَ الكُهَّانُ بنُصبٍ
ليس بنُصبٍ
و عَذابٍ .. ما كان جوار التثبيتِ / القولِ الثَّابتِ سمتَ عذاب ..
و العُصبةُ يبتدرون بأطوار الصَّخرِ هنا
دَوَراتٍ تدريبية ..
-هل يكفُر ؟؟
أجتازُ الدَّورةَ كلَّ نهارٍ يأتونَ
ليسمَعَ كُلٌّ منهم ما يُنبِتُ فيهِ
مكان الذَّيلِ ثمانين !
* * * * * * *
مِن تحتِ الصّخرةِ صوتى
يمتدُّ يُلَفلِفُ ما بين الجبلين
و يرفع نبراتِ النّذرِ بها
.
.
"أحدٌ"
ستَلُفُّ الرّيحُ الصَّرصرُ أعجازَ النخلِ
و يُقضى بالسَّيلِ
و يَحْلِقُ تاريخُ العُزَّلِ شاربَهُ الأرعن
"أحدٌ"
سيُدَبَّغُ جَلدٌ حربائىٌ ملآنُ
تُقَطَّرُ منه الألوانُ ولن يبقى
إلا لونُ الجيفةِ
يُنشرُ فى عين الشمس فتُعرِضُ بالإغرابِ
لكى تشرقَ فى جِهةٍ أهون
"أحدٌ"
ستُسَعَّرُ أضراسُ أُمَيَّةَ فى الدارينِ
و يَشهَدُ أن الكيدَ رخيصٌ
أن القلبَ المزدانَ بلونِ الحِبرِ
بساعةِ أن فُضَّت عنهُ الاعوانُ المشبوهةُ
ما حاز سوى أجواءٍ تلعن
"أحدٌ"
ستشُدُّ الأحداثُ الرَّحْلَ تسافرُ
ثم تؤوب وفى جعبتها أمرٌ بالإعدامِ
لقانونِ الصُّدفةِ
كى تُعلِنَ أن جرائِمَ لم يُحْفظ فيها التحقيقُ
وما أيدها أحدٌ ضِدَّ المجهولينَ
ستُفْصَلُ ..
تأتى الأقدارُ بما لا يَخطرُ بالآفاقِ
و ما لا يولَدُ فى طرحِ الأذهانِ
و ما لا يُستهجن
***********
لكَ وحدكَ حينَ يجىءُ الليلُ
سيَظهرُ أصنامُ الصَّحنِ على طاولةٍ
يبتَدِرونَ النَّردَ و يَصطحِبون زجاجاتِ البيرةِ
فى آخر ما يَمضى جلاّدُكَ
سوف ترى عَورةَ من خُطَّ عليه "هُبَل"
لم يعلُ "هُبَل"
حَنظَلةٌ ما شُلَّ ذراعُه!
سيُمازِحُ عيناً بالعينِ و سِنَّاً بالسِّنِّ
بأنَّ ذراعى يا قوم سليمة
و الكاهن يشتدُّ من الغيظِ
فلا التنجيم ولا التنويمُ ولا تطبيعٌ يحتالُ بها ..
أنت الآن على مَتنِ بصائرَ
يلتفُّ أذانك حول مساكننا فتطيب ..
مشهورٌ صوتك فى عِلّيّين إذا تَدرى
يتصافحُ والأقمارُ تحايا خمساً
تَصنعُ منه الأطيار بيوتاً وَتَريّة ..
تَطعَمُهُ الرّيحُ لتهدأَ ..
يمتَصُّ النّيزكُ مِنه نداوتَهُ للتَّصفيفِ
يُحالُ بها أطيافاً نورانية ..
يشتدُّ إذا جمَع الناس الأضغانَ لصوت الحقِّ
تنادى أن يعلو جند الرحمنِ
ويسقطُ .. أتباع أُمَيّة .