بعد أن أصبح الرأي
00 تهييجا للشعوب 00
وتحريضا على الإرهاب
قررت أن أسكت فمي
فكانت هذه الحكاية
لِي والفَمُ المَرْسُومُ في وجْهي حَكأيا
كَـمْ قد شَجَبْتُ حَدِيثَهُ
كَمْ قد زَجَرْتُ كلامَهُ
كمْ قد طَلَبْتُ سُكُوتَهُ
لِأُريحَ نفسي من أسايا
لكنهُ لم يَـرْعَـوِ
أبدا يخالفني هوايا
فأخذْتُ ريشَةَ مَرْسمي
وغَمَسْتُها حتى ارتوت
وأتيتُ للمرآة ِ أمحو رسْمَهُ
كي أستريحَ بِحَذْفِهِ
وأريح ُ دنيا هَدَّهَا
صوتُ الحقيقةِ فاضحا
أسرارَ هاتيكَ البلايا
وأعيشُ مرتاحَ الحَنَايا
فإذا بِهِ مِنْ تَحْتِ حِبري ضَاحِكا
فاشْتاطَ بي غَيْظٌ أَقَضَّ مَضَاجِعي
مَا يُضْحِكُكْ ؟؟؟
يا أيُّها الثَرَْثَارُ كُفَّ عنِ الأذى
فأجابني
إني لعينكَ تُرْجُمَانٌ
للهُدى أو للغُوايةْ
فإذا رأتْ خَيْرا نَطَقْتُ بِخَيرِها
وإذا رأتْ شَرأ تكونُ ليَ الرِّوايةْ
فأخذْتُ ريشَةَ مِرْسمي
وَمَحَوْتُ عَيْنَيَّ التي
حَمَلَتْ لذاكَ الفَمِّ أسبَابَ الغُوايةْ
وظنَنْتُ أنِّي قَدْ وَصَلْتُ إلى النِّهايةْ
فَسَمِعْتُ ضِحْكا قَدْ عَلا
وَرَجَعْتُ لِلْغَيْظِ المُحَنَّطِ في دمي
وسألْتُ عَنْ ضِحْكِ الفَمِ
فَأجًابني
والأُذْنُ تَأْتي بالحَدِيثِ المُفْعَمِ
عَنْ بعضِ أخْبَارِ الكِبَارْ
وتَئِنُّ مِنْ ألَمِ الصّغَارْ
تُكْوَى بأخْتٍ في العَرَاءْ
وَبِطِفْلَةٍ فِي النَّزع تَسْتَرْجِي الدَّواءْ
وتَحِنُّ لو يُجْدي الحنين
وتعيشُ هَمَ المُتْعَبينْ
وأنا لأذْنِكَ تُرْجُمَانٌ
يَرْوِي أخْبَارَ الدُّنَى
فأخذْتُ ريشَةَ مَرْسمي
ومَحَوْتُ رَسْمَ مَسَامِعي
واليومَ قلتُ سَأنْتَهي
وأناهُنَا فِي مَوْقِعي
لاعَيْنَ عِنْدي كَي تَرِى
والسَمْعُ باتَ مُغَيَّبا
ولسوفَ أقطع عَنْ فمي
أسباب هاتيك الغُواية
فَوَعَيْتُ ضِحْكا ساخِرا
جَازَ الحُدُودَ مُفَاخِرا
فَسألْتُ عَنْهُ أجابني
ماذا عَنِ العَقْلِ الرشِيدْ ؟
أوَ تُنْكِرُ الرَّأْيَ السَّدِيدْ
والقَلْبُ سِرٌ حَافِظٌ
لِلْهَمِّ مِنْ إرْثٍ بَعَيدْ
فَانْبِذْ بِعَقْلِكَ صَاحِبي
واطْرَحْ فُؤَادَكَ جَانِبا
خَلِّ الفُّؤادَ بِلا هُدَى
عِشْ مِثْلَ عَيْشِ الغَافِلينْ
واقْطَعْ بِقَلْبِكَ ذا الحَنِينْ
واقْنَعْ بِخُبْزٍ طَعْمُهُ
ذُلٌ بَئيسٌ أوْ مَهِينْ
فإذا رَضِيتَ حَياتَهُمْ
تَغْدو كما الأنْعَامِ
بين السادِرينْ
سَيَحِينُ وقْتٌ للـ ( نَّعَمْ )
وَسَيزْهُو نَصْرُ المُجْرِمينْ
فأخذْتُ ريشَةَ مَرْسمي
وَفَكَكْتُ عَنْهُ قُيُودَهُ
وأعَدْتُ مَوْضِعَ أعْيُني
ورسَمْتُ أذْنا من حنينْ
وأجَبْتُهُ قُلْ ما تَشا
لِيَزُولَ صُبْحُ أبي رِغَالْ
ويَعُودَ صُبْحُ المُخْلِصِينْ