"جنونٌ... جنونٌ"
تقولُ و تمضي
و أنزفُ نفسي على كلّ خطوة
و تنشقّ من ثرثراتِ الأصابع أوهامُُ خوفٍ
و يأتي ربيعُك دون زهورٍ و يأتي خريفي دون جديدٍ
أتدرين ماذا.؟..!!
أحبكِ لكن..
سئمتُكِ رملاً يبلّلُ مائي بحمّى الغرابةِ..
تدرينَ ماذا..؟!!
أحبّكِ لكن ..
نسيتُ بأنّكِ تنسين دوماً مفاتيحَ حَقْلكِ بين السنابلِ
و الزهرُ يعرفُ كيف يفتّشُ عنها و عنكِ و أعرفُ أنّي غيورٌ فلا تتركيني
فَحَقْلي مريضٌ بنقصِ المناعةِ
ليس يعرّف محصول حُلْميَ غيركَ شيءٌ
و فوق السنابل بدرٌ و نجمٌ و عشرونَ كوكبْ
و كيفَ يزولُ الغبار عن الحلم فجراً و يذهبْ...؟!
ألوذُ بعاصفةٍ في الهدوءِ و أنحازُ شرقاً إليك قليلاً
مع الريح أذهبُ حَيْثُكِ أنتِ
و ليس اتّجاهُكِ أبعدَ من نظرةِ الحرف ليلاً
سأطعنُ سطري هنا بالغرابة قبل ذهابي ..
و قبل ابتعادكِ حين اقترابي..
سأنحلُّ طيفاً وأنمو رذاذاً ..
ألستِ غمامي و لُغْزَ انسكابي..؟!!
سأهطل ُصوتيَ هذا و أرحلُ يوما
طريّاً
عصيّاً
ً و آتي لكي أستعيدَ نبوّةَ طُهْري فلا تنكريني إذا ما أتيتْ
و لا تعذليني إذا ما بكيتْ
فإنيَ ميْتٌ يحاولُ روحاً
و يفشلُ وقتاً و يرهقُ في ترجماتِ الضمائرِ
إنّ الضمائرَ ليستْ تُقدّمُ روحاً لميتْ..
فلا تنكريني إذا ما بكيْتْ..
فلمْ أدرِ يوماً بأني ابتدأتُ
فكيف أقولُ بأني انتهيتْ..