|
يا دار مية هل آنست من أحد |
غيري وغير غراب البين في بلدي |
قد بان لي صدقه فيما ادعى فنأوا |
وبان كذبي بدعوى الصبر والجلد |
فما انتفعت بعين بعدهم دميت |
ولا بقلب بتالي الضعن منعقد |
اما درى مطفيء نيران موقدهم |
بان اضعافها قد شب في كبدي |
إني تفقدت من غابوا بمن حضروا |
فلم يقع نظري منهم على احد |
ولم يقع نظري حتى على نفر |
فروا غداة حنين امس او احد |
فان وقفت على الأطلال بعدهمو |
فانما يبكي على بدد دد |
يا دار مية يا دارا قد اقتلعت |
عواصف الموت عنها آخر العمد |
كرسي ياسين لم يخجل كراسي من |
تخبؤوا خلفها في كل محتشد |
كم هامة ذات وجه ضاحك طلق |
لها قذال كطبل العرس مضطهد |
فيم القيامات قد قامت أفي رجل |
من غير كف ولا ساق ولا جسد |
باصغريه علا الطاغوت منفردا |
وما مع الله كرار بمنفرد |
ارثي بمرثاه كل العرب ما عبثت |
كف المنايا بهم كاليوم من أدد |
هذا زمان رياح المسلمين به |
عريانة وسيول العرب من زبد |
ودار مية في بغداد موحشة |
اقوت وطال عليها سالف الابد |
تكاثر الشعرا فيها على طلل |
تشكو فوارسه من قلة العدد |
السامري بها والعجل قد جمعا |
على الخوار رؤوس الأعرب المجد |
انى التفت اجد شارون لامعة |
فؤوسه بين حبل قد او وتد |
لو عاد موسى كليم الله ما احتملت |
يداه الواحه في قومه الجدد |
يا ايها العلم السيف احتمل شططي |
فقاصف الريح اعتى اليوم من حردي |
ارحل رشدت فما ظل الصليب هنا |
اعز من ظل عرش الواحد الاحد |
طاح البعير فلم تبق المدى شحما |
على سنام ولا لحما على عضد |
حتى استحالت غمامات الرشيد الى |
شواظ نار بكفي غير ذي رشد |
فما سلمت على عرض ولا عرض |
ولا تراث ولا جد ولا ولد |
بلى تحررت فانظر كيف ان يدي |
من غير قيد غدت حتى وغير يد |
وانظر الى عنقي من بعدما انطفات |
تلمس ذؤابة حبل فيه من مسد |
ما ساقني ظالم الا لسيده |
او جرني كافر الا لملتحد |
او حاد عني لحظ الروم ملتفتا |
الا وحدق لحظ الفرس في الرصد |
وبين هذي وهذي انتخي عربا |
اشد في حاجة مني الى المدد |
شيبان شيبها نطز القرود على |
بني ابيها وعوث الكلب في أسد |
اطبق جفونك ما هذا السواد ابي |
سوى غثاء يصيب العين بالرمد |
لا تلتفت يا ابي تالله يوشك ان |
يرمى بجمر من السجيل متقد |
يومي ليحسد امسي آملا بغد |
وليت كاليوم او كالامس كان غدي |
ويلمه الموت لم تبلل حيازمه |
ارواح اطفالنا سالت على الوسد |
حتى اتاك ومعذور على ظما |
فبرد روحك يشفي حر كل صدي |
سدد خطاي ابي كي اقتفي اثرا |
وراك اورق بين الجمر والبرد |
مآثرا كجنان الخلد ما خطرت |
يوما ببال ولا مرت على خلد |
وملحمات حروف الضاد ما برحت |
تدعوا لناسجها باليمن والسدد |
سبقت في الأرض من جاريت متسدا |
فجار من في السماء اليوم وابتعد |
وارفع شعارك فيها تفتحن به |
كل المغاليق م الأبواب والسدد |
وهل ترد السما من ليس مقتديا |
الا بنهج النبي الطاهر البرد |
حسدت حيا على ما فيك عظم |
وانت اولى واولى اليوم بالحسد |