الفكرةُ جاءتنى ذات مساءٍ
تحتمل البُشرى
أتبيَّنُ منها كيف وقفتُ أمامى
أُبصِرنى من جهةٍ أقرب
وأرانى / كيف وصلتُ /
إلى أين تقادَمَ مخطوط الأمسِ
وريب الأسطورةِ حول البئرِ لدىّ؟؟
الفكرة تدرى بتمام درايتها أن الوقتَ
يخالفنى لمطالبَ أخرى
الفكرة تدرى
لن أتركها رغم الوقتِ تُواصلُ
بالتحليق مسيرتها للبُعد..
تدرى!
لكن تسألنى صفةً أخرى كى تدخلَ
فى أجواء النص!
تسألنى إشراكَ الرفقةِ
تسألنى..
أن أتخذ مكانا بين القُرَناءِ وأقنعَ
بالغرفاتِ المملوءةِ أنفاساً لا أقْبَلُها
أختنقُ على أعتابِ جوارٍ ينبذُهُ من كان سَوِيَّاً
واستخرج من ذاتيتِهِ أطوار الغيرةِ
تزدحمُ الشَّارةُ والأسرارُ بهِ
الفكرةُ تدرى أيضاً
كم أخشى أن تزدان بغيرى
وأنا ،،
لن أقبل فى ذات اللحظة أن أُلحِقها
كذبَ الشعراءِ على مقطعىَ الأولِ
حاولتُ كثيرا أن أخبرها
أن الشعراءَ أناسٌ يعتبرون..
بالبحثِ كذلك عن أشياءٍ ضمن رغائبهم
سوف تكون !
والشاعر حين يلاطف أطراف الجملةِ
كالصيفِ يبالغُ فى رىِّ الصحراءِ لهيباً
عمَّن كان سِواها
تشتعل الجملةُ ..
والفكرة أكبرُ من أن تصبغها شُعلةُ إسراعٍ
نحو فضاءٍ لم يولد بعد!
أدركتُ ولكن بعد مرور الوقتِ
وبعد صراخِ الفكرة فى أُذُنَىَّ ثلاثاً
لم أكذب حين وعدتُ بأن أفسحَ
أبعادَ التجوالَ لكى تسلكَ منكِ الخطوةُ
فى طارقِ " ارحل"
ولَئِن عاتبتِ الآنَ مخالفتى للعهدِ فقوليها ..
أنَّكِ ساعةَ أن كنتِ أنا كنتُ
فكيف لمثلى أن يقتلَ ميلادَ الكينونةِ فى شِقَّين؟؟
أن يخلعَ من ميزانِ الكرةِ الأرضيةِ يرسو
فى جبلين ؟؟
جبلٌ للفكرةِ..
والآخر للتأويلِ ورصدِ المغناطيسيةِ بينهما
تشملُ دَورةَ أجزاءِ الأرض.
أنتِ حصيلتى الأولى والأخرى
تقنعنى (وكأنى من زمنٍ أعتاد الأمرَ):
لَسَوفَ أُسافرُ شهراً للمريخِ إذا جاء الصيفُ
وأَعْمَدُ للحُلمِ المتآكِلِ كى أهديكَ
حماساً لنصوصٍ أروع!
ماذا يصنعُ مثلى بالروعةِ بين نصوصٍ
لا تشبه قلبَهْ ؟؟
ماذا يتوقع حيث لهيب الفكرةِ
يُسْلِمُنى لبرودةِ أحرفِ أمثالٍ ينعتها "أروع"؟؟
ويطالبنى بالوعد !
وأنا إن لم أنسبها الآن إلىَّ
فهل أُسْمِى من قارب إياها
غير "اللص" أو "الشيطان" ؟؟
إنى مسكينٌ جداً .. حين أرى العمرَ تقاسمَ
شدو الدنيا ثم تجلى فى فكرة ..
والفكرةُ تبخلُ يا أحياىَ بأن ترحمنى
من بحثٍ لن يتصدَّقَ مهما طال علىَّ بمرآةِ أَلَق..!
ولقد أمضيتُ الحقبة لا أخشى
فالشعر إذا صُبَّ لآل الشعر بشيطانٍ
فإلىَّ يسوقُ الشعرُ مَلَك
16/4/2008