إنْ كانَ مِن كَرَمٍ هوايَ فَإنما
قد صِيغَ في كفِّ المتاعبِ رِفدُهُ
ألعمر تجربةٌ لِلَيلٍ ألْيَلٍ
بالسعي للعلياءِ يُشرقُ سَعدُهُ
وبه الرذيلةَ لا تُصَدُّ بمثلِها
فالليلُ ليسَ سوى الصباحِ يَصُدُّهُ
وهوى الشبابِ زِمامُ كلِّ أُحيمِقٍ
يَقتادُهُ نحوَ المهالِكِ وَجدُهُ
لم يَدْرِ وهوَ يَخوضُ كلَّ مُصيبةٍ
يُنجيهِ منها هزلُهُ أم جِدُّهُ
لا تَمدَحَنْ أو تَهجُوَنَّ أُحَيمقاً
إنَّ الذي يُهجَى بِهِ هُوَ حَمدُهُ
ودعِ الفضولَ منَ الكلامِ فإنهُ
ألمرءُ في فضلِ المناطقِ لَحدُهُ
هل أضحكَ الرجلَ المصافي ودُّهُ
..ولربما أبكى المشاحِنَ حقدُهُ
والعمرُ حَظُّكَ أنتَ إنْ يَكُ بائساً
يُجديكَ ماذا إنْ تَطاوَلَ مَدُّهُ
مَرُّ السنينَ على الذي هِيَ خَصمُهُ
ليستْ كَمَرِّ سنينَ مَنْ هِيَ جُندُهُ
والعقلُ سيفٌ لو يُسَلُّ فِرَندُهُ
لا يَنْبُوَنَّ عن الحقيقةِ حَدُّهُ
والحِلمُ قد يُنجي الحليمَ أَقَلُّهُ
في درءِ نازلةٍ فكيفَ أَشَدُّهُ
وأذى الغباء لصحْبه منْ حيثُ لا
يَقوى على الضَّرَرِ العدوُّ وكيدُهُ
مازن عبد الجبار ابراهيم العراق