أعتَنِقُ رموشَكِ لو تَدْرينْ
و أُحبُّ فصول السوسَنِ في عيْنيكِ و هبّاتِ الياسْمينْ
و تنامينْ..
و يغارُ غزالٌ عسليٌّ..
يجتازُ الكلماتِ إليكِ في نَسْمَةِ شوقٍ و حنينْ
لو تَدْرينْ
تحمِلُني ريشَةُ دَنْدَنتي ..
و تُسافرُ في الحُلُمِ الأقصى ..
بي
في رمشِكِ..
و فراشَةُ نيسانَ تُرَفرِفُ في الشَذَرِ الضوئيّ الساطعِ..
و عيونُكِ تزدادُ جنوناً
و جنوناً ..
و أنا المصلوبُ أُعاني في الظلّ المدفونْ
و تنامينْ
أعتنقُ رموشَكِ لو تدرينْ
أعتنقُ الأزليّةَ تَترامى بحراً صوفيّاً..
و الشطآنَ الشُّقْرَ تُداعبُ موجَتَكِ الشفقيّةَ...
و النورَسَ يهْطُلُ ضَحِكاتٍ من رمشتِكِ الأحلى..
و تُدغدِغُ ضفّةَ أحلامي نَسَماتُُ العطرِ المُتدَفّقِ من قَلْبِ رياحينْ
لو تدرينْ..
يحترقُ القَمَرُ الفضيُّ
تَتَخطّفُني سُحُبٌ و خيالاتٌ أُخرى..
غيرُكِ أنتِ..
غيرُ رموشِكِ..
غير العاصفةِ المنحوتةِ ..
في نفسي أصلاً من قبلِ التكوينْ..
و تنامينْ ..
لا تدرينْ..
أنّي مشنوقٌ مضطربٌ فوقَ رموشِكِ..
أغتنمُ السَّكْرَةَ كي أهذي ..
بالموتِ الأوّلِ و الأعمَقِ..
لا تدعيني أصحو أبداً..
فأنا لن أخرجَ من بُعْدي ..
لن أتركَ غيْهَبَةَ شعوري...
كي أُطْفِئ ناراً أشعلَها ثلجُ الأشعارِ المسفوحةِ في تشرينْ
و تنامينْ
و ينامُ الثلجُ الهَزَليُّ على أكوامِ القشّ الصيفيّةِ...
يعصُرُني عَرَقٌ سَبَليٌّ..
لا بَرْدٌ في طَقْسِيَ هذا يُطْفِئُ صحرائي..
لا حرٌّ يُشعِلُ أشلائي..
و شعوري متّقِدُ الدهشَةِ..
و الدهشَةُ تُغرِقُني أكثَرَ ممّا يلزمُ كي أنزفَ أكثرَ..
و أُحبّكِ أكثرَ..
و أُسافرَ حرفاً مُنصَهِراً في رَعشاتِ الوقْتِ..
و أسقطَ في النسيانِ..
و في حقبَةِ ما قبل التدوينْ
و تنامينْ
و يموتُ خريفي كي تُزْهِرَ في فصلِ أنيني و حنيني..
أفراحُ السوسَنِ و الياسْمينْ
لو تدرينْ ..