أبَديّةَ العيْنَيْنِ
لا لنْ تَنْتَهي أبَداً ..
فأنْتِ المستمرُّ المستحيلُ..
المستحيلُ المستمرُّ ..
و أنْتِ آفاقُ البعيدِ إلى البَعيدْ
أَنْتِ الرّجوعُ من السرابِ إلى الخيالِ المنطقيّ إلى الحقيقةِ
أنتِ عاصفةُ التراكيبِ الأليفةِ في احتمالاتِ الحروفِ...
و نقطَةُ العَدَمِ الشّريدةِ في المكانِ اللاّمكانيّ المكانِ...
المستظلِّ بعقربِ الزَمَنِ القعيدْ
أَبَديّةَ العينينِ
لا لن تنتهي أَبَداً ..
ففي عَيْنيْكِ تأويلُ المسافةِ..
بين إغفاءِ السكونِ الباطنيّ ..
و بين أحلامِ الذبولِ المخمليِّ..
على خدودِ اللاّحُدودْ
تَمْشينَ فوْقَ الرمشِ رمشِ الوقْتِ..
تَسْقينَ السحابَ المالِحَ المنبوذَ دمعاً من تقاليدِ البُكاءِ..
و تزرعينَ الصمتَ ناراً في شرايينِ الرمادِ..
و تَبْذُرينَ الشّعْرَ في كَبِدِ الشرودْ
عشْرونَ قافيةً تُبرّرُ دهشتي ..
و أنا أُحلّلُ بُعْدَ صُدْفَتِنا..
و أَجْمَعُ للكَلامِ العسجديِّ التّبْرَ من دفْقِ الفؤادِ..
و مِنْ رمالِ الشوْقِ..
آآآآهْ
لوتَعْلَمينَ مرارةَ التاريخِ يختَصرُ الغرامَ..
و قَدْ قطَعْتُ جنوحَهُ فوق اضطراباتِ القصيدْ
أبديّةَ العينينِ
و الجَدَليّةُ العُظمى ..
و فلْسَفَةُ التصوّفِ..
و التشكّلُ في التشتّتِ..
و النواميسُ الوليدةُ بين أشباحِ الضلالِ..
و رقْصةُ المَطَرِ المُنَزّهِ عن قُنوطِ الريحِ..
و العَبَثُ البليدْ
كُلُّ اغتِراباتِ الجمالِ..
و عُنْفُوانِ النشْوَةِ الأقوى لنظْرَتِكِ المُهَذّبةِ الترنّحِ..
شهْوةُ الأَلَقِ المُمَزّقِ عطرُهُ النبوَيُّ في آثامِ عينيْكِ..
و ذرّاتُ انتقالِ الآيةِ المجرحَةِ الأولى..
و سِفْرُ العابرينَ إلى الهلاكِ..
المُثْقَلينَ بصَعْقَةِ الشّغَفِ الشّديدْ
أَبَديّةَ العيْنينِ ..
لا لنْ تنتهي أبداً..
و أرْوحُ الغيابِ تحطُّ أنساماً على أغْصانِكِ الذَهَبيّةِ الرعشاتِ..
و القطْرُ النديُّ ينزُّ قُدّاساً من الطُهْرِ المُعَمّدِ بالورودْ
لَنْ تَنْتَهي أبَداً..
تعيشينَ القصيدةَ كُلّها..
عُمْرَ الحُروفِ..
فَما القديمُ و ما الجديدُ...!!
و ما القريبُ و ما البعيدُ..!!
و أنْتِ تَرْجَمةُ المدى ...
نَحْوَ الأساطيرِ الطويلةِ ..
في فراغاتِ البدايةِ و النّهايةِ..
حيثُ تصويرُ الوجودْ..
يا أَنْتِ يا كلَّ التَقلّصِ و التمدّدِ في عِباراتِ الخُلودْ..
يا أنتِ يا كُلّ الخُلودْ..