|
وتمـــوتُ ذكــرانا وينتحـرُ القمــرْ |
|
|
وعلى الشفاه هوىً تبعثر في السفـرْ |
وخطىً يعـانقُ دربَها أسفُ النوى |
|
|
فتغــّــردُ العبـــراتُ أغنيـــةَ َالقــــــدرْ |
وتضيعُ من قلمي الحروفُ وسطْرُها |
|
|
ويذوبُ في غسقِ الرحيلِ سنا العمرْ |
ألـــمٌ يعربدُ --- يسْتبيحُ مشاعــري |
|
|
فتسافــرُ الكلماتُ في سُحُبِ الفِكَـــــرْ |
وهنــــاك قد لفَّ الضبـــابُ مدينتي |
|
|
وعــلا ملامحَها المواجعُ والضجــــرْ |
وكسـا الشوارعَ والوجوهَ خريفُهـا |
|
|
وتراقص الصوتُ الحزينُ على الوترْ |
وعلى الرصيفِ ينـامُ حلمُ صباحِنــا |
|
|
عارٍ ... تشرّدَ في الدروبِ ويَحْتضــرْ |
ولأننــــــا حــــرفٌ تلعثمَ في فمـي |
|
|
ومُنـــىً يشتّتها المخـاوفُ والحــــذرْ |
وسفينُ في الطوفانِ ضلّ شراعُهـا |
|
|
فرمـــى بها أملُ النجاةِ إلى الحفـــــرْ |
ولأنّنـــــي بشــرٌ يعــــــاندُ دربـَــه |
|
|
عشق المُحالَ وفيه قد صَحِبَ الخطـرْ |
ولأنــّــــك الآمالُ في صَخَبِ الدُنــى |
|
|
وهدى المسافرِ لو يفارقـُــه القمــــرْ |
لكــــنّ في زمني نُبــاعُ ونُشْتــرى |
|
|
ويُكبـــّــلُ الإحســـاسُ فيه ويَنْكســـرْ |
وتغيبُ خلفَ دُجى الظنـونِ حقيقتي |
|
|
وتجفُّ غابــاتُ النخيلِ على النَهَـــــرْ |
عَصِفَ البعـادُ بكّل ما ملكتْ يــدي |
|
|
وغــدي تناثرَ فوقَ أشْرعةِ السهــــرْ |
فغـــدا الحنينُ إلى شواطئ ذاتنـا |
|
|
صبحاً يراودنـــــا ويهجرُهُ السحــــرْ |
سكن الفــــراقُ دمـــاءنا وقلوبَنـا |
|
|
عُـدْنا ... فأنْكرنا الأحبة ُوالحجـــــرْ |
شيءٌ تكسّر في النفـوسِ فلم يعـدْ |
|
|
زمـنُ البراءةِ يحتوى زمنَ البشـــــرْ |
فأنـــــا وأنْتِ برغمِ كـــلِّ حنينـــا |
|
|
كــربىً يخاصم أرضَها أملُ المطـــــرْ |
كطيورِ أتعبها الرحيــلُ فعــاودتْ |
|
|
تبغي البقاءَ فلم تجدْ حضنَ الشجــــرْ |
كـورودِ ضاع رحيقـُـها وربيعُهـا |
|
|
صارتْ رسوماً في السطور وفي الصورْ |
عــدْنـا ولمْ يعدِ الهـوى سكناً لنــا |
|
|
فكـــأنّـنـا حـلـمٌ وضـــــاع بـــــلا أثــــــرْ |
عبـثـــاً نحـاول أن نلمْلم مـا مضـى |
|
|
ومـتــى تجـمّـــع مـا تـفرّق وانْـشطــــرْ |