|
تعالى كطيف في سماء الأسى يهفو |
وهل يُغلق الأبواب في جوّها الطيفُ؟ |
تعلّق قبل الموت عند وفاتنا |
بحبل على جيد العروبة يلتفّ ُ |
تمسّكتِ الأشواق في ليل غربتي |
به حينما خانوا هواه وما وفّـُوا |
وقد كان كالإحساس يحيا مخضّبا |
هواجسُه هيهات أنهارُها تصفو |
وها غابت الآمال من كلّ مهجة |
وعادا نخيلا في دمي التمْر و السعْفُ |
أمانيك يا بغدادُ يجتاحها لظى |
يُهيّجُ نار الحقد في عمقه القصْفُ |
فما تذرف العينان إلاّ قصائدا |
يُصوّرُ وجه الأرض في وجهها الوصْفُ |
ففي الأرض أمصار تقاتل بعضها |
وفي البحر أشلاء على سطحه تطفو |
وفي النفس آلام تذبّحُ نصفها |
ويرفض أن يقتصّ من نصفه النصفُ |
أنا أنت يا بغداد قلبي حرائقٌ |
تبيد غرام الخائنين وتصطفّ ُ |
أنا أنت يا بغداد أحمل رايتي |
وأحمي هوى الأحباب هل مثلنا يجفوا؟ |
تكاثرت الأوجاع فينا وقادنا |
جنون تربّى بين أحضانه الخوفُ |
أنين اليتامى يستغيث ويرتقي |
إلى الأفق الأعلى بأبوابه يغفو |
يُناجي إلاه الكون و الأفـْق ذابلٌ |
ووجه الدياجي في سماواته سقفُ |
ألا أيّها الجرح الذي ملأ المدى |
قـُتلنا فلمْ نثأرْ لميْت ولمْ نعفوا |
وكنّا إذا داس الهوان قلوبنا |
أرامل دهر يستبدّ به الضعفُ |
تُحاصرنا الأرزاء من كل وجهة |
ويجهد في إفناء أحلامنا الحتفُ |
أبادوك يا بغداد هل من تميمة |
تبدّد عصرا خير أسمائه الزيْفُ |
رياح المآسي عاصف بعد عاصفٍ |
تناوب فينا في مدًى كلّه عصْفُ |
أرى ردّة في الجوّ تعلو وتختفي |
فيا ليته يأتي لإظهارها الكشفُ |
ويا لهف نفسي هل يكون لنا علا |
وهل يُنبت الأمجاد في أرضنا اللهفُ |
تهدّمت الأقوال.. خارت قصائدي |
تمزّق في هيجائها اللفظ و الحرفُ |
ألا أيها الطيف الذي كان هاهنا |
يُريق دماء الغاصبين ولا يعفو |
ألا أيها الطيف المقدّس ها أنا |
أعاتبُ قوما قادهم بعدك الخوفُ |