مرت تعذب عاشق الأحزان وتقيد نار الصب بالحرمان فتمايلت كل الغصون للثمها ليضم عود البان عود البان رفقا محصنة الدلال ترفقي بالفارس الفتّاك في الميدان سهمٌ أصاب فؤاده فأحاله للعشق ينشي معلما ومباني فأقام صرحا للجمال بقلبه يعلو على صرح بكل زمان يا ربة الحسن المكلل بالصفا قمر بدا في جنة الرضوان وكأنما حور العيون جميعها أهدتك سحر الحور والولدان خمرية فيها الجمال معتق خمرا يداعب جفنها الوسنان أرسلت مع عود البنفسج لوعتي فإذا البنفسج ضمها بحنان و بكيت حتى صار دمعي أبحرا علّي أصادفها على شطآني مجنون ليلى سوف يمسي عاشقا لو مر يوما في الهوى ورآني ولسوف يغدو ابن الملوح عاقلا لو ذاق ما ذقت الذي أضناني فأنا الذي حكتُ الزهور قصائدا ونثرتها دررا على التيجان وأنا الذي أمطرت كل مليحة شعرا كغيث المزن في الأوطان وأنا البحيصيّ المخضب بالهوى بدر السماء ونجمها يرعاني والله لو علم ابن شوقي مجلسي لأتي يشيد بحكمتي وبياني ياه لقلبي كم توسده الأسى وبدا يقلب جمره بسنان والسهد مالي حيلة في نابه فأراه أثقل رقة الأجفان وكأنما اختار الجفون سحائبا إذ أمطرت من دمعها الهتان أفنيت زهرات الشباب بحبها وجعلت منها زهرة البستان أنا باختصار سوف أوجز قصتي متضرعٌ للخالق الرحمن يا رب أنت خلقتها وعلمتني ما مر غير حروفها بلساني