بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،
أما و قد طال الغياب ، و أحسبُ أني في إحدى قائمات النسيان ، إلا أني لا زلتُ أحن إلى موردٍ من مواردي الأولى التي نهلتُ منها وعللت .
أعزمُ إن شاء الله على نشر ما كتبتُ من قصيد مذ غيابي و بعد حضوري إن شاء المحيي ، آملاً منكم أن أكون تحت أضواء التأديب و التهذيب .
هذه قصيدة نظمتُها في العام الماضي ، أي بعد ستة عشر سنة من ميلادي d:
زفـرةُ عـاشـِق !
بُحْ يا خليلي بوجدٍ منكَ يستَتِرُ بُح علَّ وجدَكَ بالتنفيسِ يختدِرُ بُح لا توارِ بتُرب القلبِ مُوجِعَةً فالشوكُ ينبتُ حتى لو نأى المَطَرُ والوَجْدُ هَولٌ يَشيبُ المَفرقانِ لهُ والكَتمُ تَبلى به الأرواحُ و الصورُ لا تُخفِيَنَّ وليدَ الوَجْدِ عَن هَزَلٍ فأيسَرُ الوَجْدِ لا يُبقي ولا يَذَرُ أنْطِق فؤادَك ثُم اصطفَّ جانِبَنا لسنا فُرادى على الأهوالِ نقتِدرُ فالوَهْنُ يُخبي نفوساً في تَفَرُّقِها و الجَمعُ مِن جَلْدِهِ يجثو له العَسِرُ نحنُ الصَّوادي وَلجنا العشقَ مملَكَةً ظَنَّاً بِعَرْشٍ فكانَ العرشُ يستَعِرُ لو نعلمُ الغيبَ ما سِرنا بِطُرقَتِهِ لو يعلم الوجدُ ويحي أننا بَشَرُ نحنُ الحيارى بِكفِّ الموتِ مَنزِلُنا لا شمسَ تُنظِرُنا نوراً ولا قَمَرُ نذوبُ في القبضِ حتى في تبسُّطِها ذُبنا بأوهامِنا نشقى و نَنتَحِرُ باتت جوارحُنا بالسُّمِّ مُفعَمةً قلْ لي بِربِّكَ كيف الكَتمُ يحتضِرُ ؟ لولا التَّقلُّب في حالٍ و في زَمَنٍ ما كانَ في قلبِنا يا صحبُ مصطَبَرُ لا ليسَ نجزعُ من همٍّ ولا ألمٍ فَكُلُّ ما يقصِدُ الدنيا هو القدرُ