ولدي الحبيبْ
يا مَنْ أتيتَ إلى الحياة ولم ترَ
الوجهَ القبيحَ بيومنِا
الماضي الكئيبْ
يوماً ستسأل يا صغيريَ
كيف سار بدربِنا الذُّلُّ البغيضْ
أو كيــف نــام النجــمُ
في حضن التشرذمِ والحضيضْ
أو كيف صرنا
من بغاثِ الطير.. نِخشى
والذُّبابْ
المِلحُ في أعماقِنا حلوٌ ,
بأمرِ النارِ ,
والدولار
والفكرِ المُعابْ
هذا لأنَّ القمحَ في أعماقِنا
ما عاد ينمو .. والضميرْ
فبأيِّ حقٍّ يا بنَيَ تريدُنا
أن نطلبَ التبجيل َ
من ربِّ الشَّعيرْ
وبأيِّ وجهٍ سوف نبقىَ
في الحياه
مدُّ اليدينِ طريقُنا
لا دربُ تقرير المصيرْ
***
الناسُ في أنحاِء كوكبنِا الحزينِ
يفكرونْ
ويسابقونَ الموتَ
للمريخِ والأقمارِ (دوماً ) يصعدونْ
وسفائنُ العُربِ الجريحةِ
في البلاهةِ غارقةْ
لا النجُم لاح لليلها
أو أينعتْ
في الأْفق يوماً ... بارقةْ
وجميعنا
في حفلِة الزَّار العقيمْ
نمشي كما القطعانِ خلفَ إمامِنا
هذا السَّقيمْ
ونرددُ الدعواتِ للشيطان ِ
- ذى اليانك ِ –
ونسعى للصلاه
ونحِج كعبتَه ُ
ونحلمُ بالنجاه
من بطشه ِ الصعبِ الأليمْ
***
يا طفليَ المحبوبَ ما هذى الحياه
- في رأينا –
إلاَّ الرغيفْ
إلاَّ الرغيف وحُلم " دِشٍّ "
بالسعادةِ والحريمْ
ما همنا إلا الحريمْ
أو من ينال المجدَ
في التصفيقِ للتيجانِ
والعَهْر المقيمْ
***
هذا الزمانُ زمانُنا
قد كان عصراً
للتملق , واجترار الذكرياتْ
وبكاءُ أطفالٍ
وموتُ القُبَّراتْ
كانت لنا في عالمِ الأمجادِ
أعلامٌ ...
وكانتْ أغنياتْ
من جرح قُرطبةٍ أتيتُ
أجرُّ أذيالَ الشَّتاتْ
وجلستُ في حطينَ أنشدُ
ما تبقى من رُفاتْ
ناديت ُ لم يأت ابنُ أيوبٍ ....
ولا سيفُ الوليدْ
ناديتُ جاوبني الصدى :
ماذا تريد ؟!
ووقفتُ أرقبُ عودةَ الأصحابِ
والأملَ البعيدْ
والأفْقُ يُملأ بالفرنجةِ ... والوعيدْ
ناديت جاوبني الصدى :
هل من مزيدْ ؟!
***
يا طفليَ المنظورَ في رحم الحِياه
ها أنتَ تشرقُ في الفلاه
وعليكَ أعباءٌ كثيره
ميراثُنا
دمعٌ
وقهرٌ
واحتلالْ
وبكاءُ أطلالٍ
وبعضٌ من ضَلالْ
وشموعُنا في الأسرِ
مطفأةٌ كسيره
أنا مشفقٌ
يا زهرةَ الصبَّار
من عبءٍ
ينوء بحمله أعتي الجبالْ
لكنني
أرنو إليكَ بعين حبٍّ ملؤها
زَينُ الرجالْ
وأراك في عين الحقيقةِ ممسكاً
بارودةً للحقِّ نافضاً العروشْ
وتؤم أسرابَ الجيوش ْ
في كلِّ شبر يشتكي
ظلمَ الطُّغاه
وتعيدُ أطواقَ النجاه
لقبيلةٍ
كانت تسمى بالعَرَبْ
يا طفليَ المنشودَ
في ناي الرُّعاه !
***