|
حِكَايَتُنَـا جمْـرٌ أذاب فؤاديا |
و ملحمةٌ أضحتْ شعارَ حِداديا |
حِكَايَتُنَا لُغْزٌ أرى فيه عِبرةً |
ِلمَنْ كان ذا قلبٍ يُرَاعِي الأياديا |
سَقَتْنِي اللَّيالي محنةً إِثْرَ محنةٍ |
وصار منَ الأهوالِ يكبو جواديا |
تقطَّعتِ الأسبابُ بي و تمزَّقَتْ |
ولم يبقَ لي ركنٌ عليهِ اعْتماديا |
فحتىَّ الأخلاّءُ الذين ادَّخَرْتُهمْ |
لِنَائبةِ الأيَّام كانوا أعاديا |
وليس بغيرِ اللهِ يسْتَمْسِكُ الفتى |
و لوْ كان مضطرّاً و لوْ كان صادِيا |
و أَنْ يُنْزَعَ الجِلْدُ الذي فوقَ أَعْظُمِي |
لَأَيْسَرُ عندي مِنْ زَوالِ اعْتقاديا |
تعاليْتَ يا ربَّ السماوات والثَّرَى |
أَجِرْ مُهجتي إنِّي أخافُ ارْتِدَادِيا |
و كنْ لي مُعيناً يا إلهي فإنَّنِي |
بدونك لا أدْري بُلوغَ مُراديا |
و كن لي أنيسًا رحمةً وتفضُّلاً |
فأنتَ الذي ما زال جودُك باديا |
فكمْ لك منْ نُعْمَى عليَّ و منّةٍ |
أروحُ بها زهْوا و أرفلُ غاديا |
أَبُوءُ بإسرافي و طُولِ جَهالتي |
وكثرةِ تفريطي و سَهْوِ فؤاديا |
ذُنوبٌ أحاطتْ كالسُّرادقِ بالْحَشَا |
فزادتْ فؤادي في هواهُ تماديا |
غفلتُ عنِ القرآن و الذِّكرِ غفلةً |
نسيتُ بها قبريْ و يومَ معادِيا |
أمِنْتُ بجهليْ مكْرَ ربِّي و بأسَه |
و خُضْتُ مع الشَّيْطان بحرًا و واديا |
كأنِّي بنفْسِي لا تُريدُ خَلاصَها |
وقدْ رضِيَتْ إبليسَ للرَّكْبِ حاديا |
لكنّني -و الحمد لله- واثقٌ |
بأن لا يرُدَّ اللهُ صِفْرًا أياديا |
و إنِّي لَأَرْجُو أنْ تُكفِّرَ حَوْبَتيْ |
دَواهٍ توالَتْ و اسْتَقَرَّتْ بِنَادِيا |
دواهٍ جسامٌ قدْ أقضَّتْ مضاجعي |
و صار بها لونُ الحياة رماديا |
فياربِّ لا تتْرُكْ عُبَيْدَكَ سادِرًا |
بظُلمةِ هذا البُعدِ عنكَ و عاديا |
و لا عذْرَ لي إلاّ رجائي لرحمةٍ |
تَلُمُّ بها شَعْثِي و تُحْيِي رَمَاديا |