1 ) أعجبتني هذه المحاورة لسببين:
الأول : أنها كانت بالفعل محاورة جماعية بدأها شاعرنا الاستاذ / سلالي( طارق السكري ) ..ثم شارك في الحوار درهم جباري.. ومن ثمّ تداخلت فيها مشاركات كل من الأستاذ / أدهم نعمان .. والأستاذ / لقمان الشميري.. والاستاذ/ بحر السكون.. وأصبحت قصيدة رائعة وكأنها قصيدة لشاعر واحد.. وهذا يدل على تناغم وانسجام كبيرين بين الشعراء.
الثاني: أنك لو نظرت إلى أبيات كل شاعر على حدة لوجدتها نسيجا متكاملا بمفرده أو قصيدة كاملة لوحدها، وربما احتاج بيت أو بيتان إلى تغيير حرف واحد أو كلمة واحدة في أحدى المشاركات، لكنه تغيير لايكاد يلحظ.
هذان السببان جعلاني أفرد لها موضوعا في صفحة واحدة (بعد الأذن من الجميع) .. لتسهيل قراءتها سواء كشعر جماعي أو منفرد.. وقد يكون هذا أطول موضوع في الادبي حتى الآن لكن محتواه يبرر طوله حسب رأيي.
أولا: محاورة السراب في الأوركسترا الجماعية:قال البردوني مرة :
======================
سار والدرب سراب في سراب ....
وقلت أنا :
(سلالي)
سار والدرب سراب في سراب تعصف الريح أمانيه العـذاب يتلوّى في عـروق الذكريـات يتمطى في شرايين السحـاب ربمـا ينسكـب الفجـر غـدا كالأماني الخضر مابين الشعاب ربما يورق في كـف الـردى وطن حـر وشعـب لايهـاب
(درهم جباري)
سـار والـدرب طويـل شـائـك خلفه تجـري وحـوش وذئـاب ومضـى نحو غـد يرجـو بــه زورقا يجتـاز أمـواج الصعـاب علّـه يحظـى بفـجـر بــازغ يحتويـه بعـد ظلـم وعــذاب فيـرى الدنيـا بوجـه مـشـرق ليـس فيـه ملمـح للإكتـئـاب أتـــراه بـالــغ غـايـتـه أم سيطويه الردى قبل الأيـاب ؟! جـــوّبت آهاتــه قائلــة : أطفىء الشيبُ مصابيح الشباب
(سلالي)
كـان لـي منـه بريـق طالـع حينما سـار مضيئـا كالشهـاب رحـت أسّائـل عنـه قيـل لـي ليـس فيـه ملمـح للإكتـئـاب قلت فـي نفسـي شقـيّ ضائـع كيف يغفو ؟ كيف يجتاز الصعاب؟ قيل : لا بـأس ! أشـاروا ثقـة قيـل : داووه مصـاب بالغيـاب
قلت هـل يمضـي بـه زورقـه ماخراً – رغم الصعوبات- العباب نحـو بــرّ آمــن أو وطــن يحمـل القـرآن نهجـا وكتـاب وطــن يحـضـن حـريـتـه مثلمـا تحتضـن الأرض التـراب وعزيـز يرفـع الـهـام كـمـا ترفع الشم ذراهـا فـي السحـاب ويـرى العـدل قويـا شامـخـا راسخا كالطود مابيـن الهضـاب
(أدهم نعمان )
أتـرانـي كلـمـا أمسـكـتـه ذاب في عيني خيوطـا وضبـاب أجتلي في الدرب شيئـا واضحـا أجتلـي ظـلا وقوتـا وشــراب أجتلـي روحـي التـي ذوّبـهـا نورس البحر وكـأس الإغتـراب وطــن مغـتـرب مـرتـهـن في دمي يغلـي ضـلالا وعـذاب كـان بالأمـس إمامـي هـدهـد لا تسل بعـد المشاويـر غـراب ربمـا ينسكـب الفـجـر غــدا أين من عينيّ هـذا الإنسكـاب؟! ربمـا أضحـى قويـا شامـخـا راسخا كالطود .. هاتي ياربـاب إننـي أعتصـر الهـم ســدى لا تقـل إنـي فتشقيـك الحـراب لسـت مغصوبـا ولا مغتصـبـا قبل بدء الشوق كان الإغتصـاب
(سلالي)
لست إلا الشمـع أجـرى دمعـه ليضـئ الـدرب للكـل فــذاب ربمـا ينتـشـر الـنـور بــه فـي دياجيـر أمانينـا الغضـاب ربمـا يصبـح للعـلـم سـنـا هديـهُ يشمـل أجيـال الشبـاب ربمـا ينتصـر العـقـل عـلـى منطق الثـأر وتحكيـم الحـراب ربمـا نقضـي عـلـى أمـيـةٍ أنشبت في شعبنـا ظفـرا ونـاب فمتـى يبلـغ حلـمـي شـأنـه ومتى يعشوشب القفـر اليبـاب؟
(أدهم نعمان)
أرهقـوه !! لـم يـزل محتضنـا بين عينيـه هتافـات الصحـاب يمـزج البـرق بـه غضبـتـه فـإذا مـا قـال صاعقـة أجـاب يطلـب الأرض عـلـى علتـهـا من رأى مثلي فتونـا بالخـراب؟ أيهـا اليمـن الــذي أعشـقـه إن في العشق جراحـات عـذاب كيف لـم تأسـرك آمـال الصبـا كيف لم تقتلك آلام الغيـاب ؟؟ّ!! : (ربمـا ينتصـر العقـل علـى منطق الثـأر وتحكيـم الحـراب) (ربمـا نقضـي عـلـى أمـيـةٍ أنشبت في شعبنا ظفـرا ونـاب) دوّخـي ياكـأس فـي سـورتـه قطع الذكرى.. أضيئـي ياحبـاب كيـف يعشوشـب قفـر هاهنـا والسحابات خبرناهـا سـراب ؟!
(سلالي)
يا صـلاة الشعـر فـي محرابـه يا نجوم الليـل يـا خيرالثـواب يا افتخار المجـد فـي أحضانـه يا اشتعال الليل في رأس الشبـاب بـتّ ظمـآن وكأسـي مـتـرع وكأن الماء فـي كأسـي سـراب
(لقمان الشميري)
وأنـا فـي وحـدتـي أنشـدهـا أن تزيح الهـم عنّـي والعـذاب مثـل طفـلٍ شـاردٍ يرنـو إلـى مـن سيهديـهِ طريقـاً للإيـاب أظلمت دنياي فـي عينـي فمـا أبتغـي منهـا أمانيهـا العِـذاب
(بحر السكون)
ودمـوع القلـب كـم أهرقتـهـا حينمـا عانيـت نـار الإغتـراب ودعاني الشوق أن أمضـي إلـى أرض أجدادي ولو كانـت خـراب فبهـا فخـري ومنهـا نشوتـي تتجلـى بيـن أهـل وصـحـاب وإذامـا أسفـر الظـلـم بـهـا عن جبين لونـه لـون الغـراب وفشـى فيهـا فسـاد طـاغـي كاد أن يلمس أطـراف السحـاب فغـدا يحـمـل فــي طيـاتـه مشعـل النـور بحـرف وكتـاب وغـدا ينتصـر الـحـق بــه ويُوارى الظلم في بطـن التـراب
(درهم جباري)
إيهُ.. يا شعبي ويا أرضـي ويـا كل أحبابي ويـا كـل الصِحـاب يا جبـالاً شامخـاتٍ فـي العُلـى يا بحاراً يا سمـاءً يـا سحـاب حطموا اليأس بعـزمِ وانهضـوا لا تلينـوا لا تذلـوا للصِـعـاب
(بحر السكون)
طهروا الأرض من الباغـي فمـا عاش شعب إن رضى الذل إهـاب واجعلوا الوديـان نيرانـا لمـن جـاس فيهـا بفسـاد وخـراب هذه الشـم التـي تعلـو غـدت من جحيم الظلم تشكو والهضـاب فلتثـوري همـم الـقـوم فـقـد ضاقـت الدنيـا بجـور وعـذاب
(درهم جباري)
ثـورةٌ تقتـلـع الظـلـم كـمـا يُقلع الضرس عن الفك المصـاب ثـورة بالـوعـي لا سـفـك دم فـي نواياهـا ولا زرع الخـراب ينـعـم الـكـل إذا سـانـدهـا ثقـة فيهـا بـلا أدنـى ارتيـاب ويعيش الشعـب شـوراه التـي طالمـا كانـت أمانيـه العِـذاب أهـي شـورى أم ديمقراطيـةٌ ؟ لايهم الاسـم أو نـوع الخطـاب بـل يهـم العـدل إن واكبـهـا ورضت عنها الملاييـن الغضـاب
(أدهم نعمان)
عندها تشرق شمس الخيـر فـي يمن الحكمة كي تجلـي الضبـاب وضميـر الشـر يمسـي مغربـا عن حمى الأحرار ينزاح العـذاب ويهـب الشعـب ينهـي فـقـره ويداوي جرحـه بعـد المصـاب هـل سيدنـو ذلـك الحلـم غـدا ياغدي أسألك هل لي بالجواب ؟!
(درهم جباري)
يا غدي أسألْكَ مـا خبـأت لـي هل تراني في طريقي للصـواب؟ هل سيحلو المرّ من بعـد العنـا ويزيح الحـق أوهـام السـراب؟ أم تُـرى يعثـر حظـي مثلـمـا كان في سابق عهدي والغياب ؟!
(بحر السكون)
إننـي أستجـوب الغيـب لـمـا يتلظى فـي دمـي مـن إلتهـاب وأحـس الوخـز فـي قلبـي إذا لمحت عيني غيما فـي السحـاب أتـرانـي يـاغـدي مكـتـحـل بضياء الفجر ردي يـا هضـاب ؟ فلقـد أدمـت مآسـي موطـنـي مهجة حـرى طواهـا الإغتـراب
(درهم جباري)
غـادة الحـي التـي أعرفـهـا حينمـا ودعتُهـا كانـت شبـاب والليالـي البيـض مـا أجملهـا حينمـا رنّـت لياليهـا الربـاب آه يـا نفسـي التـي أظلمـهـا باغترابي ويل هـذا مـن غيـاب كلمـا مـرت نسيمـات الصَّبـا وبها من وطنـي نسـمٌ رِطـاب (فبهـا فخـري ومنهـا نشوتـي تتجلـى بيـن أهـل وصحـاب)
(لقمان الشميري)
غـادة الحـي غـدت شمطـاء لا فتنة فيهـا ولا شهـد الرضـاب كل مـن هـام بهـا هـان بهـا كل مـن نادمهـا نـال العقـاب فـإذا العاشـق قــد غـادرهـا ومضـى نحـو دروب الإغتـراب وإذا الطـامـع يلـهـو عابـثـا كعميـل مـن بقايـا الإنـتـداب يحزن القلـب لمـا صـار بهـا فمتـى تعتـق ياقـوم الرقـاب؟
(أدهم نعمان)
ومتـى يُحتـرم العـقـل بـهـا ويعيش المرء مرفوع الجنـاب ؟ ومتـى ينعـم مــن خيراتـهـا كل محروم وتتوارى الصعـاب ؟ ليعـود الطائـر الشـادي إلــى روضها يشـدو بألحـان عِـذاب بعدمـا عانـى عذابـات النـوى وأمضّتـه جـروح فـي الغيـاب هل له مـن لحظـة يحيـا بهـا طائرا فوق البساتيـن الرحـاب ؟
(درهم جباري)
هل لـه مـن حلـمٍ فـي وطـنٍ أحسن الظن بـه عمـراً فخـاب؟ هل له مـن أمـلٍ مـن بعـد أن سدّ ليل اليأس عنـه كـل بـاب؟ قيل (لا يأس مع العيـش) فهـل بوحنا يـأسٌ وشكوانـا سـراب؟ لا وربي مـا عرفـت اليـأس أو حسـب العقـل لـه أي حسـاب ماخشيـت الظالـم الباغـي ولا راعني البطش ولا سـوء المـآب في سبيل الحق تعلـو صرختـي خشُـن المرتـع أو لـذّ وطـاب فمـع الظالـم لا تجـدي المنـى لا ولا يثنيـهِ لـومٌ أو عـتـاب
(أدهم نعمان )
كيف يثنـي اللـوم طـاغ قلبـه قُد من صخر فلم يخش العقـاب ؟ لـم يعـد يأبـه بالجـوعـى ولا بـات يعنيـه طمـوح للشبـاب وحـده يحيـا ليبـنـي مـجـده وليغور الشعب في جوف التـراب لـم يعـد يرجـو بفعـل جـنـة أو يبالي ما يرى يـوم الحسـاب هـو للظـلـم أسـيـر عـابـد أوَ يخشى الله من في الظلم غاب ؟
(درهم جباري)
كيـف يخشـاهُ وقــد خالـفـهُ وتمادى وتـوارى فـي الحجـاب صرخـة المظلـوم لـن تتركـهُ عابثاً بالشعب لا يخشـى العتـاب سـنـة اللهِ الـتـي نعـرفـهـا قالها جـلّ عـلاهُ فـي الكتـاب كـل قـهـارٍ وجـبـارٍ ومــن سام هذي الناس أنـواع العـذاب يمهـل الله لـهُ فــي ظلـمـهِ ثم عنـد الأخـذ يشتـد العقـاب
(بحر السكون)
==========================
ثانيا: العزف المنفرد لكل شاعر:
1- العزف المنفرد للأستاذ سلالي ( طارق السكري ):
سار والدرب سراب في سراب تعصف الريح أمانيه العـذاب يتلوّى في عـروق الذكريـات يتمطى في شرايين السحـاب ربمـا ينسكـب الفجـر غـدا كالأماني الخضر مابين الشعاب ربما يورق في كـف الـردى وطن حـر وشعـب لايهـاب كـان لـي منـه بريـق طالـع حينما سـار مضيئـا كالشهـاب رحـت أسّائـل عنـه قيـل لـي ليـس فيـه ملمـح للإكتـئـاب قلت فـي نفسـي شقـيّ ضائـع كيف يغفو ؟ كيف يجتاز الصعاب؟ قيل : لا بـأس ! أشـاروا ثقـة قيـل : داووه مصـاب بالغيـاب أتـرانـي كلـمـا أمسـكـتـه ذاب في عيني خيوطـا وضبـاب أجتلي في الدرب شيئـا واضحـا أجتلـي ظـلا وقوتـا وشــراب أجتلـي روحـي التـي ذوّبـهـا نورس البحر وكـأس الإغتـراب وطــن مغـتـرب مـرتـهـن في دمي يغلـي ضـلالا وعـذاب كـان بالأمـس إمامـي هـدهـد لا تسل بعـد المشاويـر غـراب ربمـا ينسكـب الفـجـر غــدا أين من عينيّ هـذا الإنسكـاب؟! ربمـا أضحـى قويـا شامـخـا راسخا كالطود .. هاتي ياربـاب إننـي أعتصـر الهـم ســدى لا تقـل إنـي فتشقيـك الحـراب لسـت مغصوبـا ولا مغتصـبـا قبل بدء الشوق كان الإغتصـاب أرهقـوه !! لـم يـزل محتضنـا بين عينيـه هتافـات الصحـاب يمـزج البـرق بـه غضبـتـه فـإذا مـا قـال صاعقـة أجـاب يطلـب الأرض عـلـى علتـهـا من رأى مثلي فتونـا بالخـراب؟ أيهـا اليمـن الــذي أعشـقـه إن في العشق جراحـات عـذاب كيف لـم تأسـرك آمـال الصبـا كيف لم تقتلك آلام الغيـاب ؟؟ّ!! دوّخـي ياكـأس فـي سـورتـه قطع الذكرى.. أضيئـي ياحبـاب كيـف يعشوشـب قفـر هاهنـا والسحابات خبرناهـا سـراب ؟!
=============
2- العزف المنفرد لدرهم جباري:
سـار والـدرب طويـل شـائـك خلفه تجـري وحـوش وذئـاب ومضـى نحوغـد يرجـو بــه زورقا يجتـاز أمـواج الصعـاب علّـه يحظـى بفـجـر بــازغ يحتويـه بعـد ظلـم وعــذاب فيـرى الدنيـا بوجـه مـشـرق ليـس فيـه ملمـح للإكتـئـاب أتـــراه بـالــغ غـايـتـه أم سيطويه الردى قبل الأيـاب ؟! جـــوّبت آهاتــه قائلــة : أطفىء الشيبُ مصابيح الشباب ودمـوع القلـب كـم أهرقتـهـا حينمـا عانيـت نـار الإغتـراب ودعاني الشوق أن أمضـي إلـى أرض أجدادي ولو كانـت خـراب فبهـا فخـري ومنهـا نشوتـي تتجلـى بيـن أهـل وصـحـاب وإذا مـا أسفـر الظـلـم بـهـا عن جبين لونـه لـون الغـراب وفشـى فيهـا فسـاد طـاغـي كاد أن يلمس أطـراف السحـاب فغـدا يحـمـل فــي طيـاتـه مشعـل النـور بحـرف وكتـاب وغـدا ينتصـر الـحـق بــه ويُوارى الظلم في بطـن التـراب طهروا الأرض من الباغـي فمـا عاش شعب إن رضى الذل إهـاب واجعلوا الوديـان نيرانـا لمـن جـاس فيهـا بفسـاد وخـراب هذه الشـم التـي تعلـو غـدت من جحيم الظلم تشكو والهضـاب فلتثـوري همـم الـقـوم فـقـد ضاقـت الدنيـا بجـور وعـذاب عندها تشرق شمس الخيـر فـي يمن الحكمة كي تجلـي الضبـاب وضميـر الشـر يمسـي مغربـا عن حمى الأحرار ينزاح العـذاب ويهـب الشعـب ينهـي فـقـره ويداوي جرحـه بعـد المصـاب هـل سيدنـو ذلـك الحلـم غـدا ياغدي أسألك هل لي بالجواب ؟! إننـي أستجـوب الغيـب لـمـا يتلظى فـي دمـي مـن إلتهـاب وأحـس الوخـز فـي قلبـي إذا لمحت عيني غيما فـي السحـاب أتـرانـي يـاغـدي مكـتـحـل بضياء الفجر ردي يـا هضـاب ؟ فلقـد أدمـت مآسـي موطـنـي مهجة حـرى طواهـا الإغتـراب فمتـى يُحتـرم العـقـل بـه ويعيش المرء مرفوع الجنـاب ؟ ومتـى ينعـم مــن خيراتـه كل محروم وتتوارى الصعـاب ؟ ليعـود الطائـر الشـادي إلــى روضه يشـدو بألحـان عِـذاب بعدمـا عانـى عذابـات النـوى وأمضّتـه جـروح فـي الغيـاب هل له مـن لحظـة يحيـا بهـا طائرا فوق البساتيـن الرحـاب ؟ ( فمـع الظالـم لا تجـدي المنـى لا ولا يثنيـهِ لـومٌ أو عـتـاب ) 2 ) كيف يثنـي اللـوم طـاغ قلبـه قُد من صخر فلم يخش العقـاب ؟ لـم يعـد يأبـه بالجـوعـى ولا بـات يعنيـه طمـوح للشبـاب وحـده يحيـا ليبـنـي مـجـده وليغور الشعب في جوف التـراب لـم يعـد يرجـو بفعـل جـنـة أو يبالي ما يرى يـوم الحسـاب هـو للظـلـم أسـيـر عـابـد أوَ يخشى الله من في الظلم غاب ؟
=============
3- العزف المنفرد للأستاذ أدهم نعمان :
أترى يمضـي بـه زورقـه ماخراً – رغم الصعوبات- العباب؟ نحـو بــرّ آمــن أو وطــن يحمـل القـرآن نهجـا وكتـاب وطــن يحـضـن حـريـتـه مثلمـا تحتضـن الأرض التـراب وعزيـز يرفـع الـهـام كـمـا ترفع الشم ذراهـا فـي السحـاب ويـرى العـدل قويـا شامـخـا راسخا كالطود مابيـن الهضـاب لست إلا الشمـع أجـرى دمعـه ليضـئ الـدرب للكـل فــذاب ربمـا ينتـشـر الـنـور بــه فـي دياجيـر أمانينـا الغضـاب ربمـا يصبـح للعـلـم سـنـا هديـهُ يشمـل أجيـال الشبـاب ربمـا ينتصـر العـقـل عـلـى منطق الثـأر وتحكيـم الحـراب ربمـا نقضـي عـلـى أمـيـةٍ أنشبت في شعبنـا ظفـرا ونـاب فمتـى يبلـغ حلـمـي شـأنـه ومتى يعشوشب القفـر اليبـاب؟ ومتى تقتـلـع الظـلـم به ثورة او تنزع الضرس المصـاب ثـورة بالـوعـي لا سـفـك دم فـي نواياهـا ولا زرع الخـراب ينـعـم الـكـل إذا سـانـدهـا ثقـة فيهـا بـلا أدنـى ارتيـاب ويعيش الشعـب شـوراه التـي طالمـا كانـت أمانيـه العِـذاب أهـي شـورى أم ديمقراطيـةٌ ؟ لايهم الاسـم أو نـوع الخطـاب بـل يهـم العـدل إن واكبـهـا ورضت عنها الملاييـن الغضـاب غـادة الحـي غـدت شمطـاء لا فتنة فيهـا ولا شهـد الرضـاب كل مـن هـام بهـا هـان بهـا كل مـن نادمهـا نـال العقـاب فـإذا العاشـق قــد غـادرهـا ومضـى نحـو دروب الإغتـراب وإذا الطـامـع يلـهـو عابـثـا كعميـل مـن بقايـا الإنـتـداب يحزن القلـب لمـا صـار بهـا فمتـى تعتـق ياقـوم الرقـاب؟ هل لـه مـن حلـمٍ فـي وطـنٍ أحسن الظن بـه عمـراً فخـاب؟ هل له مـن أمـلٍ مـن بعـد أن سدّ ليل اليأس عنـه كـل بـاب؟ قيل (لا يأس مع العيـش) فهـل بوحنا يـأسٌ وشكوانـا سـراب؟ لا وربي مـا عرفـت اليـأس أو حسـب العقـل لـه أي حسـاب ماخشيـت الظالـم الباغـي ولا راعني البطش ولا سـوء المـآب في سبيل الحق تعلـو صرختـي خشُـن المرتـع أو لـذّ وطـاب فمـع الظالـم لا تجـدي المنـى لا ولا يثنيـهِ لـومٌ أو عـتـاب
============
4- العزف المنفرد للأستاذ لقمان الشميري:
يا صـلاة الشعـر فـي محرابـه يا نجوم الليـل يـا خير الثـواب يا افتخار المجـد فـي أحضانـه يا اشتعال الليل في رأس الشبـاب بـتّ ظمـآن وكأسـي مـتـرع وكأن الماء فـي كأسـي سـراب غـادة الحـي التـي أعرفـهـا حينمـا ودعتُهـا كانـت شبـاب والليالـي البيـض مـا أجملهـا حينمـا رنّـت لياليهـا الربـاب آه يـا نفسـي التـي أظلمـهـا باغترابي ويل هـذا مـن غيـاب كلمـا مـرت نسيمـات الصَّبـا وبها من وطنـي نسـمٌ رِطـاب (فبهـا فخـري ومنهـا نشوتـي تتجلـى بيـن أهـل وصحـاب)
==================
5- العزف المنفرد للاستاذ بحر السكون:
هاأنـا فـي وحـدتـي أنشـدهـا أن تزيح الهـم عنّـي والعـذاب مثـل طفـلٍ شـاردٍ يرنـو إلـى مـن سيهديـهِ طريقـاً للإيـاب أظلمت دنياي فـي عينـي فمـا أبتغـي منهـا أمانيهـا العِـذاب إيهُ.. يا شعبي ويا أرضـي ويـا كل أحبابي ويـا كـل الصِحـاب يا جبـالاً شامخـاتٍ فـي العُلـى يا بحاراً يا سمـاءً يـا سحـاب حطموا اليأس بعـزمِ وانهضـوا لا تلينـوا لا تذلـوا للصِـعـاب يا غدي أسألْكَ مـا خبـأت لـي هل تراني في طريقي للصـواب؟ هل سيحلو المرّ من بعـد العنـا ويزيح الحـق أوهـام السـراب؟ أم تُـرى يعثـر حظـي مثلـمـا كان في سابق عهدي والغياب ؟! كيـف يخشـى الله من خالـفـهُ وتمادى وتـوارى فـي الحجـاب صرخـة المظلـوم لـن تتركـهُ عابثاً بالشعب لا يخشـى العتـاب سـنـة اللهِ الـتـي نعـرفـهـا قالها جـلّ عـلاهُ فـي الكتـاب كـل قـهـارٍ وجـبـارٍ ومــن سام هذي الناس أنـواع العـذاب يمهـل الله لـهُ فــي ظلـمـهِ ثم عنـد الأخـذ يشتـد العقـاب
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
1 ) هذه المحاورة جرت في منتدى آخر وقد أعد الموضوع وقدم له ونسقه الأستاذ أدهم نعمان.. وقد وضعته كماهو بإستثناء بعض التصرف .
2 ) البيت المقتبس للأستاذ نعمان من نفس المحاورة .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
للجميع غزير المحبة .