|
حــدّثيني ... |
ــــــ |
حدثيني عن الهوى حدثيني |
يا منى الروح يا ربيع السنينِ |
وخذيني إلى زمان الأغاني |
وعلى ضفة الغرام انثريني |
وابعثي الشعر في عروقي نديًّا |
يعزف العشق في أرقِّ لحونِ |
وأطـلِّي من غيهب الليل بدرًا |
عسجديًّا يمحو ضباب العيونِ |
أنا قفـرٌ فجدّدي خصب روحي |
وازرعيها بالورد والياسمينِ |
أنا حـزنٌ معتَّقٌ نسِيَتْني |
حانة الهـجر في جرار الحنينِ |
أنا قلبٌ تعاورته سيوفٌ |
لا تبـالي بمخلصٍ أو خـؤونِ |
أنا قيسٌ فهـل تكونين ليلى |
جسَّدَتْهـا هواجس الشعر دوني |
حُلُمًا كنتِ راود العمر دهرًا |
فتجـلَّيْ حقيقـةً واسـكنيني |
لك سافرت من تخوم الدّياجي |
هاربًا من صبابتي وجنـوني |
نُصْـبَ عينيَّ ملتقاك، وحسبي |
أن تكوني ملاذ جـرحي.. فكوني |
وافتحي الباب لاشتياقي وضمّي |
ما تبقّـى من أضـلعي وأنيني |
إن أشاحَتْ بوجهها طـرقاتي |
عن شجوني وأعرضَتْ فاقْبَلِيـني |
لاجئًا جئتُ مثخنـًا بهمومي |
باحثـًا عنك في الرّؤى واليقين |
بعد عمـرٍ مسربلٍ بالرزايا |
و زمـانٍ مجـلّلٍ بالشّجـونِ |
وليـالٍ صَحِبْتُهـا مستكينًا |
لِمُـدى اليأس واحتراب الظّنونِ |
وضياعٍ في وحشة الدهر أودى |
بشـبابي واقتـادني لمنـوني |
جئتك اليوم والجراح احتمـالي |
وريـاحي تشـوّفَـت للسّكونِ |
صـوبَ عينيك أستحثُّ المطايا |
أَنشُد الأمن في ظلال الجفـونِ |
يا هوى القلب مزّقتني ظـروفي |
واستباحت جيوش قهري حصوني |
فامنحي الشّاعر المخُوف أمانًا |
في حمى الحب والوصـال الحنونِ |
عاشقًـا جئت فاقبليني وإلاّ |
.. كان حقًّـا عليكِ أن .. تقتليني |
ـــــــــــــ |
|