|
جـرح الكـرامـة |
حَيَاتِـي جِـرَاحٌ وَدَائِـي عَصِـيبُ |
فَدَمْعِـي بِحَـارٌ وَحُـزْنِـي قِفَـارٌ |
وَقًـوْلِي شُجُـونٌ وَشِـعْـرِي لَهِيبُ |
وَلَيْلِي عَنَـاءٌ وَصُبْحِـي شَـقَـاءٌ |
وَلَحْنِـي بُكَـاءٌ وَعَـزْفِـي نَحِـيبُ |
وَأَرْضِـي حُطَـام ٌوَقَـوْمِي سِقَـامٌ |
وَصُبْحِـي ظَـلامٌ وَحَقِّـي سَـلِيبُ |
أَيَحْيَـا الْحُفَـاةُ بِأَرْضِـي مُلُـوكـاً |
وَأَحْيَـا بِأَرْضِي كَـأَنِّي غَـرِيـبُ؟! |
أَرَى الْقَلْبَ يَغْـدُو كَـفَجْرٍ ضَحُـوكٍ |
وَيُمْـسِـي كَـأنََّـهُ لَيْـلٌ كَـئِيـبُ |
وَصَـارَتْ حَيَاتِـي كَحِصْنٍ تَدَاعَى |
تَوَالَـتْ عَلَـى جَـانِبَيْـهِ الْكُـرُوبُ |
كَـأَطْـلالِ قَـبـْرٍ عَلَـيْهَـا رُكَـامٌ |
وَللْبُـومِ يُسْمَـعُ فِـيـهَا النَّعِـيـبُ |
أَعِيشُ وَفِي الْقَلْـبِ زَفْـرَةُ حُـزْنٍ |
وَفِـي الْوَجْهِ مِمَّـا لَقِينَـا شُحُـوبُ |
وَآهَـاتُ صَـدْرِي كَـنَارٍ تَلَـظَّـى |
تَكَـادُ لَهَـا الشَّـامِـخَـاتُ تَـذُوبُ |
تَعَـضُّ النَّـوَائِبُ فِينَـا وَتَمْضِـي |
وَكَـمْ مَـزَّقَتْنَـا أُخَـيَّ النُّـيُـوبُ |
وَكَـمْ دَاهَمَتْنَـا وُحُـوشُ البَرَارِي |
وَحَـامِي الْحِـمَى وَالْحَقِيقَـةِ ذِيـبُ |
وَذِئْـبُ العُـدَاةِ بِأَرْضِـي طَـلِيـقٌ |
وَكَـفُّ الأُبَـاةِ عَلَـيْهَـا رَقِـيـبُ |
وَلِلظَّـالِمِـيـن بِأَرْضِـي نَصِـيبٌ |
وَمَالِـيَ غَيْـرَ الشَّـقَـاءِ نَصِـيبُ |
سِـهَـامُ الْمَصَـائِبِ أَنَّـى اتَّجَهْنَـا |
أَتَتْنَـا وَفِـي الْقَلْبِ دَوْمـاً تُصِـيبُ |
دِمَـاءٌ وَقَـرْحٌ وَمَـوْتٌ وَحُـزْنٌ |
وَشَـكْوَى وَنَـوْحٌ وَدَمْـعٌ صَبِيـبُ |
تَرَى الدَّمْـعَ يَنْـزِفُ مِنْ كُـلِّ عَيْنٍ |
وَغَـيْـمَـةُ أَحْـزَانِـنَـا لا تَغِـيبُ |
نَبِيتُ وَقَـدْ أَغْـرَقَتْنَـا الأَمَـانِـي |
وَنُصْبِـحُ قَدْ فَـاجَـأَتْنَـا الْخُطُـوبُ |
وَنَغْفُو وَفِـيـنَـا تَبِيتُ الْخَطَـايَـا |
وَنَصْحُـو وَقَـدْ أَثْقَلَتْنَـا الـذُّنُـوبُ |
وَقَـدْ أَرْهَقَتْنَـا سَـمُومُ الأَعَـادِي |
وَهَـاجَتْ بِأَرْضِ الفِـدَاءِ الْحُـرُوبُ |
فَفِي الْقُـدْسِ نَجْمُ الْيَهُـودِ تَعَلَّـى |
وَبَغْدَادُ فِيـهَـا تَجَلَّـى الصَّـلِيـبُ |
وَجَرَّعَنَـا الصِّـرْبُ كَـأْسَ الْهَوَانِ |
وَأَشْبَعَنَـا الـرُّوسُ هَـوْلاً يُشِـيبُ |
وَكَـمْ ضَـجَّ فِي الْمَشْـرِقَـيْنِ نِدَاءٌ |
إِلَى نَجْـدَةِ الْمُسْـلِمَـاتِ يُهِـيـبُ |
فَيَـا وَيْـحَ قَوْمِـي أَلَمْ يَسْـمَعُـوهُ |
وَكَـيْفَ الضَّمَـائِـرُ لاتَسْـتَجِيـبُ |
رَمَـتْنَـا السُّنُـونَ بِـدَاءٍ عُضَـالٍ |
لَـهُ فِـي الضَّمَـائِـرِ وَقْـعٌ رَهِيبُ |
فَبِتْنَـا وَبَـاتَتْ سُـمُـومُ النِّفَـاقِ |
لَهَـا فِـي عُـرُوقِ الأَنَـامِ دَبِيـبُ |
فَمَهْمَـا سَـقَانَـا مِـنَ المُـرِّ نَذْلٌ |
لَقَـالَ الْمُغَـنـُّونَ أَنْتَ الطَّـبِيـبُ |
وَمَهْمَـا دَهَتْنَـا رِيَـاحُ الدَّوَاهِـي |
فَصَمْتُ الحُثَـالَـةِ فِينَـا عَـجِـيبُ |
أَرِيـحَ الكَـتَائِـبِ هِبِّـي وَثُـورِي |
فَقَـدْ طَـابَ للْقُـدْسِ مِنْكِ الهُبُـوبُ |
فَأَنْـتِ النَّسَـائِـمُ فِـي نَشْـرِهَـا |
وَأَنْـتِ الحَـنَـانُ وَأَنْـتِ الْحَـبِيبُ |
أَرِيجُـكِ يُفْـعِـمُ رِيـْحَ الشِّـمَـالِ |
وَعِنْـدَ الشَّـدَائِـدِ أَنْتِ الْجَـنُـوبُ |
بِعَصْـفِكِ تحْيَـا قُلُـوبُ الـرِّجَـالِ |
وَمَجْـدُ الأُبَــاةِ إِلـيْـنَـا يَـؤُوبُ |
لَعَـلَّ الضَّـمَـائِـرَ فِـي أُمَّـتِـي |
إِلَـى أَهْلِهَـا الصَّـامِتِيـنَ تَثُـوبُ |
مَتَى يَعْشَـقُ القَـوْمُ رُوحَ النِّضَـالِ |
فَيَمْضِـي إِلَى القُـدْسِ جَيْشٌ مَهِيبُ |
مَتَـى يَبْعَثُ اللـهُ فِينَـا صَـلاحـاً |
فَيَسْرِي الضِّيَـاءُ وَيَجْلُو الْغُـرُوبُ |
وَيَـرْتَـجُّ سَـفْـحُ الْمُكَـبَّرِ مِنـَّا |
وَيَنْهَـالُ فَـوْقَ العُـدَاةِ الْكَـثِيـبُ |
وَيَهْتُـفُ للنَّصْـرِ فِـينَـا خَطِـيبٌ |
وَيَصْـدَحُ بِـالْفَخْـرِ فِينَـا الأَدِيـبُ |
أُدَاوي جِـرَاحِي بِأَنَّـاتِ حُـزْنِـي |
وَجُـرْحُ الكَـرَامَـةِ أَنَّـى يَطِـيـبُ |
إِلَى اللـهِ أَشْكُـو جِرَاحِـي وَبثِّـي |
فَمَنْ لِـي سِـوَاكَ فَأَنْتَ الْقَـرِيـبُ |
فَعَجِّـلْ إِلَهِـي بِنَـصْـرٍ قَـرِيـبٍ |
فَأَنْتَ السَّـمِـيـعُ وَأَنْتَ الْمُجِـيـبُ |