رَجَعَ بِخُفَّيْ ( مُنتَظَرْ )
شِعر : مأمون مباركة
انظُر انظُرْ في المِشهادْ
( مُنتَظَرٌ ) يقذِفُ أرجُله
الإصبعُ في إثرِ الإصبَعْ
لم تَكفِ فألقى ما غَطَّى
مِخلَبَهُ ردحاً فتجلَّى
دونَ عناء
ويكادُ لِفَرطِ تَحَفُّزِه
يُلقي بالجسدِ بأكمله
في وَجهِ الهدَفِ المرصودْ
في المجهولْ
يا لِلْهَوْل
أَ أَبو الهَوْلْ
من أضحى (مَلطشةَ) السَّهرةْ
فترَنَّحَ يُمْناً أو يَسرَهْ
يتفادى
بل قُلْ يتحاشى
شيئاً من نُمرة خمسينْ
ننعته في بلدِ العُربِ بِنَعتِ حِذاءْ
***
المشهد أَشكلَ في نظري
أَحذاءٌ ما ألقيَ عفواً
أم أنَّ القابِعَ خلفَ الحانوتِ الخشبيِّ
بِظَهرِ المَشْهَدِ
كانَ حِذاءْ
&&&
انظُر انظُرْ
نَجمٌ مِنْ شِلَّةِ هُلْيودْ
سَحَبَ السَّحْبَه
في بَلَدٍ لا يَعرِفُ نَسَقاً
فَإذا بالسَّحبَةِ ( كَشكولْ )
قَدِّر ما تَصنَعُ يا مُترَعُ
وتَرَنَّحْ لِتحاشي الصَّدمَة
ناوِر يَمْنَه
ناوِرْ يَسْرَه
فالقادِمُ ليسَ حديقَةَ وَرْدْ
القادِمُ ليسَ بِرَقصَةِ سيفٍ
ليسَ بِقُبلَةِ وُدْ
القادِمُ هذا كُتلَةُ حِقدٌ
فَتَعَلَّمْ مِن هذي اللَّحظةِ
فنَّ الزُّهدْ
***
انظُر انظُرْ
مَنْ يتَدَلَّى
في الطرف الآخرِ في الصورهْ
ويَكادُ يجودُ بِدمعتهِ
مِن خَزْوَتِهِ
فالضَّيفُ القادِمُ للتَّوِّ لِنَيلِ وِسامْ
قد باءَ بِسوءِ استِقبالْ
ماذا يَصنَعْ
فالكَرَمُ العربيُّ الليلةَ
فاقَ الحَدّ
عُرجونٌ لَم يَملِك أمراً
لسنا نَعرِف
عرجونٌ يبكي أم يَضحَك
أم يَتَفَرَّسُ ردَّةَ فِعلٍ طُبِعَت في وَجهِ المُصطادْ
عرجونٌ بَرِمٌ بالقاعة
استَعَرَتْ كلُّ ملامِحِهِ
وملامِحُ ضيفٍ قدْ ولَّتْ
عنهُ الأمجادْ
وسيَغدو في أقرَبِ وقتٍ
ضَيفَ حَصادْ
***
احْذَرْ احْذَرْ
فَكِلابٌ تنبَحُ في القاعة
هَرَعَت في نَزَقٍ وجنون
ظنَّت أنَّ الفَردَةَ لحمة
فَتداعَتْ
عَرَباً
أغراباً
منهم مَن لاذَ بِصاحبهِ
يَشتَمُّ مُحيطًا في إثرِه
علَّ الرِّزقَ سيأتي طُرًّا
منهم أيضاً
نُبَّاحٌ من نوعٍ آخَرْ
مَلَؤوا القاعةَ رَكلاً لكماً
وبِلا قَصدٍ
زادوا للبَطَلِ تألُّقَهُ
وتَدَفُّقَهُ
وتنادَوْا
في يومِ المَحشَرْ
صَرَخوا أمروا
أنْ يُنزَلَ بِسِتارِ المشهد
هل أُنْزِلَ بِستارِ المشهَدْ
لا والله
ليسَ قُبَيلَ وداعٍ طاغٍ
أيِّ وداعْ
توديعٌ من نوعٍ آخر
وسياقٌ عربيٌ آخر
عربيٌّ من نوعٍ آخر
لم نتعوَّدْ
منه على رغمِ تجذُّرِهِ
ما يُشجينا
قُم فاسقينا
نَخبَكَ يا هذا الزَّيديَّ المُفعَمَ بِملامِحَ غيريَّة
نخبَكَ لا تُفقِدنا اللَّحظَة
واسْعَد وتمَدَّدْ وتسَوَّدْ
تصويباتُكَ هذي الليلة
ذهبَت مثلاً
***
أتُرى حقًا فِعلاً صِدقاً
ما نَسَج الراوي ذي السهرة
كنتُ أظن
بِأنَّ الماء الراكدَ حيناً
في الواحات
ما عادَ يثورُ لِغليان
وبأنَّ الحطبَ البُنّيَّ بأرضِ الصحراءِ العربيةِ
صارَ رماداً
لا يَصلُحُ حتى لِرِثاءْ
لكنْ جاءْ
من أيقَظَ عنترةَ ورُمحاً
وسيوفاً طالَ تغَيُّبُها
من قصةِ داحسَ والغبراء
شَحَذَ السَّباطَ وهيَّأَهُ
في هيأَةِ رَدٍّ مصقولْ
من رامَ فلن يعدِمَ لغةً
تتماهى فيها صفةُ اللامعقولِ
وما اعتُبِرَت
في عُرفِ سلاطينِ الفوضى الخلاقةِ
معقولاً
مُقنِعَةٌ لُغَةُ اللامَعقولْ
في زَمَنٍ لا معقولٌ فيه
ما زَوجٌ واحدُ
ما ألقى
( مُنتَظَرٌ ) ألقى زَوجَينْ
زَوجٌ في وجهِ الأغرابِ
وزوجٌ في وجهِ الأعرابْ
دمشق 14/12/ 2008