|
بكيتُ وما في العين دمعٌ فأدمع |
ولا القلبُ خفاقٌ بفَرحٍ فأهجعُ |
طويتُ وسادي أستريحُ فإذ به |
من الشوك والأحزان يُسقى ويُزْرَعُ |
أتيتُ سأُلقي ما تنوءُ بحملهِ |
متونُ قوافي الشِّعرِ يا قومُ فاسمعوا |
لديَّ بحورُ الهَمِّ ضجت بخافقٍ |
وفي هذه الأبياتِ خَطبٌ مُرَوِّعُ |
خَبَرْتُ مآسي المسلمينَ فَطَوَّحَتْ |
بيَ الدّارُ إذْ أضحى بها الهَجْرُ يُشْرَعُ |
أراذِلُ خَلقِ اللهِ ساموا لنا الأذى |
ونحنُ نِيامٌ مُستَهامٌ ومولَعُ |
نبيتُ بِأَحوالٍ ونُمسي بغَيرها |
إلامَ تَفَرُّقُنا وكيفَ سنرجِعُ |
نقولُ سيأتي الفجرُ بعدَ هُنَيهَةٍ |
وأبعدُ منّا الفجرُ والقومُ تُبَّعُ |
تشيبُ نواصي الشِّعرِ في وصفِ أمّةٍ |
علاها بُغاثُ الناسِ يلهو ويرتَعُ |
نخورُ بأدنى العزمِ والعَزمُ واجِمٌ |
فَكيفَ يخورُ اليَومَ فَحلُ مُمَنَّعُ |
وصارَ فتيتُ الأمسِ أعتى عتادنا |
عَليهِ نقيتُ الرَّجعَ والغيرُ يدفَعُ |
وإنِّي لمِنْ وَقعِ المصائبِ مُثقَل |
ٌبِلادٌ تُحيدُ الدينَ والوَصلُ يُقطَعُ |
عراقٌ لَهيبُ النارِ صارَ بَهاؤه |
أسيرَ بواكي الموتِ والغَربُ مَرجِعُ |
وفي هِمَّةِ الأفغانِ شَجْوٌ مُصَدَّعٌ |
وفي الغارِ أهلوها طريدٌ ومُتبَعُ |
أطَرتُ إلى الشيشانِ قلباً مُحَلِّقاً |
فَعادَ ذَبيحَ النَّفسِ تَرجوهُ أربُعُ |
سَرَجنا إلى أرضِ الرَّسولِ خيولَنا |
وَعادَتْ تُجيدُ الآه فالفِسقُ موسِعُ |
سلامٌ على طه الذي لِردائه |
أتتْ جَنَباتُ الكُفْرِ تَهوي وتَركَعُ |
وإنْ رُمتَ عيشاً ليسَ فيهِ هناءَةٌ |
فَعَرِّجْ على أرض الذينَ تَقَطَّعوا |
بلادٌ بإشلاءِ الرجالِ صريعةٌ |
وَشَعبٌ إليهِ الذَّبحُ يَمضي ويَهرَعُ |
على عَتَباتِ القُدسِ سالَتْ دِماؤنا |
ويا لِضياءِ القُدسِ يُذوى ويُلْفَعُ |
ونَمضي إلى الموتِ الزؤام كأننا |
خُلِقنا على الأكفانِ ظُهراً تُشَيَّعُ |
بِنابُلْسَ أرْضِ النارِ ثارِتْ أُخوَّةٌ |
على نَهجِ هادي الكِونِ ذاقوا وجَرَّعوا |
فعملاق هذا الجيلِ ليسَ كَغيرِهِ |
وهيهاتَ عنهُ من يُرَقَّى ويرفَعُ |
قضى النَّحْبَ لاقى اللهَ والوَعدُ صادقٌ |
وفي جَنَّةِ الرحمنِ راضٍ ويَهجَعُ |
وفي سورةِ الإسراءِ ضُمَّتْ نُبوءَة |
ٌبأنَّ أوانَ الوَعدِ دانٍ وموقَعُ |
وفي سُنَّةِ العَدنانِ أنّ َرِباطَنا |
لِيومِ لِقاءِ اللهِ يا رَبُّ هَلْ وَعوا |
جنينٌ على الأشلاءِ حَطَّتْ رِكابَها |
وصاحَت خذوني ضاقَ في الصَّدْرِ موجِعُ |
ونادَتْ نواصِي أُمَّةٍ لم يَعُد لها |
مِنَ النَّخَواتِ الصِّيدِ نابٌ ومَقْطَعُ |
ألمْ تَسمَعوا يا أُمَّةً طالَ نومُها |
بِمُعتَصمٍ باللهِ يُدْعى فَيَجْمَعُ |
هَجَرْنا ديارًا و هْيَ خيرُ مَنازِلٍ |
فَهُجِّرَتِ الأَرْواحُ مِنَّا تُقَطَعُ |
أيا حرَّ أنْفاسي وَلَهفي ولَوعَتي |
على خَيرِ أرضٍ كيفَ تَشْقى وتَجزَعُ |
فهذي فِلِسطينٌ وتِلْكَ خُطوبُها |
سلامٌ على الدُّنيا إذا ضاقَ مَوسِعُ |
أيا هذهِ الدُّنيا الغريبةِ إنَّنا |
ضُيوفٌ على الأيَّامِ والضَّيْفُ يُرفَعُ |
أَتُقْطَعُ أَوْصالٌ وتَشْخَصُ مُقْلَةٌ |
أجيبي فَمِنْكِ الصَّمتُ كالسُّمِّ يُنْقَعُ |
و أَرخي رحالي إنْ أرَدْتِ مَذَلَّةً |
فَلَستُ مِنَ القَوْمِ الذينَ تَقَعقَعوا |
وقالوا كَوَتنا النَّارُ داروا جُلودَنا |
وَهَل كانَتِ الجَنَّاتُ حَلوى تُوَزَّعُ |
نسينا هَجيرَ الجوعِ في شِعبِ طالبٍ |
وكَيفَ أدارَ الكَوْنَ قَوْمٌ تَجَوَّعوا |
فَأَينَ مِنَ العربِ العِظامِ مَواقِفٌ |
تُعَمِّرُ نَخْلَ البيدِ والبيدُ بَلْقَعُ |
وإنَّا رِجالُ اللهِ يا قَوْمُ إنَّنا |
سَلائِلُ مَجدٍ لَيسَ فيهِ مُقَنَّعُ |
ولَسْنا مِنَ الرهط الذينَ إذا هُمو |
رَأَوْا عادِياتِ الدَّهرِ وَلُّوا ووَدَّعوا |
جُبِلنا على الإقْدامِ في كُلِّ جَحْفَلٍ |
فَدانَت إلينا الرومُ تَذوي وتُصْرَعُ |
ولَيسَ إلى الفَخْرِ العريضِ رِغابُنا |
ولكِنْ إلينا الفَخْرُ يَسعى وَيَطْمَعُ |
سَلِ الأَنْجُمَ اللائي شَدَدنا وَثاقَها |
بِأَرواحِ جُندِ اللهِ كيفَ تُشَعْشَعُ |
وكيفَ تُنيرُ اللَّيلَ والليلُ حالِكٌ |
بناصِرِ ذاكَ الدِّينِ يَشْدو فَيُسْمَعُ |
سأُلقي على الأسماعِ خيرَ قَصائد |
أُرَدِّدُ شِعْري صادياً وَلْتُرَجِّعوا |
فَأَنتُم صَهيلُ الخَيلِ يا أَهلَ ضِفَّةٍ |
وأنتُمْ صَليلُ السيفِ يا غَزَّةَ اقْطَعوا |
أيا صَهوةَ الثُّوَّارِ والحُرُّ ثائرٌ |
أثيروا غُبارَ النَّقْعِ دُكُّوا وأَوجِعوا |
وداووا صُداعَ الرَّأسِ في البَترِ راحَةٌ |
أذيقوا بَني صُهيونَ هَمَّا ورَوِّعوا |
وصونوا دِماءَ المُسلِمينَ فإنَّها |
لَسِرُّ طَهورِ الأرْضِ إنْ سالَ مَوْضِعُ |
وكونوا على البَتَّارِ خيرَ مُوَحَّد |
ٍأنيخوا جِبالَ الهَمِّ فالنَّصرُ طَيِّعُ |
وتِلكُمْ مُعَلَّقَْتي أرَدْتُ عياذَها |
مِنَ الأَعْيُنِ الرَّقطاءِ والعَوذُ يَنْنفَعُ |
وَلَستُ بِكَعبٍ أو زُهيرٍ وإنَّما |
على صَهَواتِ الخَيلِ شِعري يُرَبَّعُ |
وأنْسِجُ منْ حُلوِ القَصائدِ نَجْمَةً |
عليها يسيرُ الرَّاغِبُ المُتَوَسِّعُ |
غديرٌ منَ الأشواقِ في كُلِّ خَفْقَةٍ |
وما بَينَ ضِلْعي خافِقٌ مُتَوَجِّعُ |
وَأَطْمَعُ في عَفوِ العَفُوِّ وفَضْلِهِ |
لِغَيرِ هُداهُ لَستُ أَحْني وأَخْضَعُ |
أيا سيِّدي الجُمهور هذي رِوايَتي |
وذاكَ شُعوري خَلْفَهُ الشَّمسُ تَسطَعُ |
خُذوني فَإنِّي مِنكُمو وإليكمو |
ولَستُ بِغَيرِ طِباعِكُمْ أتَطَبَّعُ |
عليكم سلامُ الله رُدُّوا تحيتي |
ورحمته والحق باقٍ ويُتْبَعُ |