|
" أمواتٌ يخيفهم الفناءُ " |
رســـــــولَ اللهِ لا تعــتبْ علينَــــا |
وبتنـــــا كالقطيـــــعِ بغــــيرِ راعٍ |
لغـــــــيرِ القــوتِ ليــسَ لـــهُ ولاءُ |
عبـدْنَـــــا الخوفَ دونَ اللهِ ربــــًًًًًًًّا |
فمـــاتَ الحسُّ وانقطـــــعَ الرجــاءُ |
وأنبتَ خوفُنــَا فِي الأرض جـيـلا |
لغـــــيرِ الذلِّ ليـسَ لـهُ انتمــــــــاءُ |
رَعَــــاعٌ جلُّ ســــــادتِهمْ عـــبـيـدٌ |
وأشـــــبـــــاهٌ حــــرائـرُهُمْ إِمــــاءُ |
وأحـــــــــلامٌ تهــــيـمُ بكـــــلِّ وادٍ |
مِـنَ الدنيـَـــــا وأفـــــئـدةٌ هـــــــواءُ |
وألبـــابٌ تُشَـــــدُّ إلى ســــــــرابٍ |
ويملأُهَـــــا مِـنَ الدَّجَــــلِ الهُــــرَاءُ |
مــــلايـــيــنٌ تتيــــهُ بكــلِّ أرضٍ |
وتمضــِي مِثْلَمَـا يَمْضِــــي الغـــُثَــاءُ |
كأســـــرابِ النِّعَــاجِ إذَا أُرِيعَـــتْ |
مَضَتْ والصــمــتُ يقطعُــهُ الثغـــاءُ |
وحـبُّ العـــيشِ نكـبتُنَـا وفينَــــــا |
بهـــــذَا الـذلِّ يكـــتـمــــلُ البــــــــلاءُ |
أموتَى يحـذرونَ الموتَ تَعْســــًا |
لأمــــــــواتٍ يخـيفــــــهُمُ الفــنــــــاءُ |
جــــدارُ الصـــمتِ عندهـُمُ مـتينٌ |
وفِي أفواهــــــهِمْ ضُـــــــرِبَ البنــاءُ |
أبعدَ اليومِ نقبعُ فـِي سُـــــــــــبَاتٍ |
ونبكِــــي مثلمَــــــا تبكــــِي النســــاءُ |
أََيُحـْرَقُ أهلُـــنَـا ونظلُّ مَــــوْتـــَى |
وفـــوقَ القبـــرِ ينتحــــبُ الحـيــــــاءُ |
نصفِّقُ للطغــــاةِ وهمْ ســـقونـَــا |
مرارَ الخســـْفِ مُــــذْ نزلَ القضــــاءُ |
أنبقَـــــى خــــانعـينَ لكلِّ وغْـــــدٍ |
يُجَـرِّعُنَـــــا الأسَــــى أَنَّى يشــــــــــاءُ |
رويدَكَ أيُّهَـــا البـاغــــِي تَمـَهَّـــلْ |
ففِـــي أوطـــــانِنـَـــــا وُلِدَ الإبـــــــــاءُ |
فسلْ عنَّا ترابَ الأرضِ واســــــألْ |
عنــــانَ الأفــــقِ تنبئكَ الســـَّـمـــــــاءُ |
وســــلْ عنَّـــا ربوعَ القـدسِ لمَّـا |
بصـــــوتِ العـــــزَِّ قدْ صـــــدحَ النداءُ |
فهبَّ الشــــعـبُ بركــــانـــًا يدويِّ |
وفــــارَ الجـــــمرُ وانتثــــرَ الهبــــــاءُ |
وســــلْ بغـــدادَ عنـــَّا يومَ ثُرْنـَـا |
بوجــــهِ الظلـــمِ وانتفــــضَ الحــــذاءُ |
وسـلْ عنْ فتيــةِ القسَّـــامِ وانظرْ |
لحيفَــــــا يـــومَ يـنـبئُــكَ الفـــــــــــداءُ |
فيا مغـــرورُ قدْ جئنـــاكَ صفَّـــا |
وجـــندُ اللــــهِ ليـسَ لهـــمْ كـــِفـَـــــاءُ |
ســـيأتيكَ الردَى مــِنْ كـلِّ حَـــدْبٍ |
بأيدينــــــــَا ويلـقــــاكَ الشــــقــــــاءُ |
فـلا تفــرحْ فنصـــــرُ اللــــــهِ آتٍ |
ووعــــدُ اللــــــهِ لو تدرِي قضـــــــاءُ |
فإنْ ســـــــــالَ الدمُ المَوَّارُ مِنَّــــا |
وحـلَّ بســــاحةِ العــــــــزِّ البــــــــلاءُ |
فإنَّ البأسَ يجعـلُـــنـَا أســـــــــودًا |
وزرعُ العــــــــزِّ تنبتُـــهُ الدمــــــــــاءُ |
ستبقَى غزةُ الأحـــرارِ صـــــــرحًا |
علَى ذرواتِــــــــهِ يعلُــــو اللــــــــواءُ |
ويبقََـــى المرجفــــــونَ كذيلِ كلبٍ |
طــوالَ الدهــــــرِ ليسَ لهُ اســـــتواءُ |
لهمْ فِي كلِّ زعـــزعـــــةٍ هـــريـرٌ |
لهمْ فِي كـــلِّ ناحيـــــــــةٍ عـــــــــواءُ |
تكشَّــــــفَ خبثُـــهُمْ للناسِ طـــُرًّا |
فليسَ علَـــى مســــــــــاوئِهُمْ غطــاءُ |
بنِي الإســـــــلامِ لا تصغُوا لقومٍ |
لهـــــمْ فِي كــــــــلِّ مرحلــــةٍ هـــراءُ |
يبيعــــــــونَ البــــــــلادَ بكــلِّ ودٍّ |
لمنْ عــــبثُوا بهَــــا وهـــمُ ســــــواءُ |
وقومُوا إخوةَ الإســــــــلامِ هيَّـــا |
إلى التحـــــريرِ قـــدْ برحَ الخـــــفـــاءُ |