كيف نصبح جيوكندا ؟!
جيوكندا ( أى المبتسمة ) هو اسم اللوحة الأسطورية التى حيرت الفنانين، والمؤرخين، و علماء النفس. إنها اللوحة التى رسمها الفنان الإيطالى ليوناردو دافنشي لسيدة اسمها موناليزا .
أثناء رسم اللوحة، كانت الموناليزا تحمل فى أحشائها طفلها الأول، و كان هذا سر ابتسامتها الرائعة. أحمل أنت ما يجعل السعادة فيك نابضة ، لتضخ ملامحك الخير لنفسك ، و للآخرين ، احمل الشفافية بينك و بين الله ، احمل الصدق و الوفاء و النبل و كل المعانى السامية التى تطهر النفس البشرية، و ترتقى بها إلى السماء ، فيترجمها القدر سعادة و ابتسامات مورقة مشعة .
و إن كان ما نحمله فى دواخلنا هو منبع السعادة فـالبيئة الخارجية أيضا لها تأثير ، لهذا كان دافنشي يأتى بالفرق الموسيقية للموناليزا لتتوهج الابتسامة أكثر و أكثر . ساعد أنت فى إتيان كل ما ، أو من يجعلك سعيدا ، اجعله بالقرب منك .
لا تسمح لشمس الحزن بالبزوغ إلا على فترات متباعدة ، لا تعانق بنفسك إخطبوط الإكتئاب من أجل أناس لا يستحقون التفاتتك ، حاول قدر استطاعتك تغيير الأجواء المحيطة بك .
قال د. امرسون " عندما يدخل شخص سعيد إلى غرفة ما ، يكون كما لو أن شمعة أخرى قد أضيئت ، فاذا رسمت ابتسامة جميلة على وجهك فإن النتيجة لن تكون فقط هى رد الناس لهذه الابتسامة إليك ، و لكنك أيضا ستشعر بالسعادة " .
صديقى القارىء ليست فقط السعادة المعنوية ، ذلك أن الإبتسامة تعتبر سلسبيل حياة يمكننا الإرتواء منه ، فـفيها شفاء من الأمراض ، و تعد متنفسا لأصحاب الإضطرابات النفسية و التوترات العصبية حتى أن الأطباء فى إحدى المستشفيات فى ولاية كاليفورنيا استخدموا العروض الكوميدية و الأفلام الفكاهية كـإحدى و سائل العلاج للمرضى ، و بالفعل كانت النتائج مدهشة .
بالإضافة إلى أن الإنسان المبتسم بطبيعته أقدر على التخيل و الإبداع لأن الابتسامة تزيد من نشاط الذهن و تقوى القدرة على تثبيت الذكريات و توسيع ساحة التعمق الفكري !
رغم ذلك ننسى الابتسام خاصة مع التقدم فى العمر ، فـالأطفال يبتسمون و يضحكون 400 مرة باليوم أما الكبار 14 مرة !
أخي القارىء ، هيا .. أفتح النوافذ .. كن كـشمس الضحي التى تغمر الأرجاء بفيض أشعتها و تبدد ظلام الحزن . أتعرف كم عضلة تستخدم كي تتهجم ؟ 62 عضلة أى - تقريبا - معظم عضلات وجهك الـ 80 . بينما 14 عضلة فقط لتبتسم و 26 لتضحك . هيا بنا نتعلم من سيدنا و حبيبنا النبي ( صلي الله عليه و سلم ) ، قال أبو الدرداء : ما رأيت رسول الله قال شيئا إلا وهو يبتسم . و قال الرسول ( ص ) : " إن الله يحب السهل الطلق " أى الباسم الطلق الوجه .
الإبتسامة هبة من الله عز و جل للبشر لإنعاش الأعضاء و استرخائها و لما لها من أثر فى النفوس و غرس لأواصر الألفة في القلوب .
و أخيرا : إذا كنت سعيدا ستبتسم، وإذا كنت مسرورا ستضحك، و إذا لم تكن تشعر بأى من هذه الأحاسيس فقم برسم إبتسامة غير صادقة ! إلى أن تتقن و تتعود على القيام بذلك دون مجهود .. حيث أن العقل الباطن لا يستطيع أن يفرق بين الشىء الحقيقى و الغير حقيقى - هو فقط يخزن المعلومات - و على ذلك فمن الأفضل أن تقرر أن تبتسم باستمرار .. حتى لو ابتسامة ساخرة !!
بقلم / أسماء عايد