في انتظار بلقيس
بلقيس...
يا ابنة التّاريخ أنت...
تقف الكلمات عند عرشك
عاجزة
تعوزها الكلمات...
يرتسم السّحر على ملامحك الشّرقيّة
قصيدة سرمديّة...
تبحث في عينيك
عن ألق الرّبيع
يعانق مملكة الورد...
لم أعرف غيرك امرأة
شقّت عباب التّاريخ، لتحتلّ مرافئ القلوب...
ها أنا.. على أعتاب الزّمن.
أقف مندهشا...
يصافح سمعي
صوت من سبأ...
يحملني على أجنحة الريّح
إلى مملكة'' سليمان''
إلى قصر'' ممرّد من قوارير''
أيّها الملك الحكيم
ما تخلّف الهدهد إلاّ لأمر عظيم
إنّها بلقيس
نفحة من عطور اليمن
و عبق الزّمن ....
***
و يصلني عطر بلقيس
من تجاويف التّاريخ
فتستفيق فيّ أوجاع لم تنم
أوجاع الزّمن الرّديء...
لطالما انتظرتك يا بلقيس
لأسألك
عن شمسنا الّتي أصبحت تشرق من الغرب
و عن سمائنا الّتي غادرتها البلابل
و عن ربانا التي اغتيل فيها التّين و الزّيتون
و عن أطفالنا الّذين
ينزلون من أرحام أمّهاتهم شيوخا
و عن خبزنا المعجون بماء الوجه
و عن دمائنا الّتي لم يعد لها ثمن .
و عن أبنائنا الّذين يبحثون عن وطن
فهلاّ أجبتني...
لماذا يسكن أحلامنا الوجع
و يستفيق في قلوبنا الجشع
و العنكبوت... العنكبوت...
يجول في أوطاننا الرّهينة
و ينسج من حولنا خيوطه اللعينة
و الكلّ في خدورهم نيام
تراود أحلامهم أسطورة السّلام
أبطالنا العرب
***
يا ابنة التّاريخ يا بلقيس
تعبت و طال بي الرّحيل
و وهن العظم منّي...
و هؤلاء أصحابي و إخوتي
يحصدون من حولي السّراب
و يدفنون رؤوسهم في التّراب
جعلوا فينوس رمزا للجمال
هتفوا صباحا و مساء
فينوس....
فينوس...
و هتفت في سمع الزّمان
مردّدا:
بلقيس...
بلقيس...
29/01/2009
محمد الصالح الغريسي