|
ليت الهوى سلك الطريقَ ويسَّرا |
وأزاح ما أخفى الدليلُ وأظهرا |
ومشى على وقع المسافةِ ينتشي |
عطراً على موج الحنين تكسّرا |
يحنو وما أضناه غيرُ توجسٍ |
يسعى اليه مخيَّراً و مسيَّرا |
ويَعدُّ أسراب الحمام وما يرى |
إلا عيونًا أرهقتهُ تقهقرا |
يدنو اليها في سماء فضائها |
فتردُّه أعمى وكان المبصرا |
حَمَل الهوى والشوق في أغوارهِ |
ونما بضوءٍ صادقٍ مذ أزهرا |
يلهو بصوتٍ مايزال يؤمُّه |
وينامُ في أصدائهِ متحيِّرا |
يأويه في صمتٍ يلوكُ شقاءهُ |
ويذودُ عن بقيا حديثٍ أجهرا |
يستافُ أضواءًا يكبِّل خطوها |
عُـثـَرٌ من الظلماتٍ لن تتغيَّرا |
يمشي إليها إن تغيَّر وجهُها |
وتعودُه إمّا تراهُ تصبَّرا |
فيعيشُ يبحثُ عن جليسٍ يرتضي |
ألاّ يراه مُعلَّماً ومقصِّرا |
أعطى المفاتيحَ التي أمضى بها |
عمراً وأخفاها اللُّهاثُ وأنكرا |
وحكايةٌ ما زال ينحتُ ليلها |
ندمٌ تحوَّطهُ الملامُ وكدَّرا |
أغرى المسير وعجَّلت خطواتهُ |
شوطٌ تمنى لو يفيهِ تستُّرا |
وضع النُقاطَ على الحروفِ وماجنى |
من روضها لما أفاض واثمرا |
أغرى وازبد يستحثُّ جِنانَهُ |
لما تحوَّطها الخواءُ وأقفرا |
وخلا الى زمنٍ طواهُ بحسرةٍ |
تركتهُ في منفى الهمومِ مُبعثرا |
تركتهُ يشقى في غياهب يقظةٍ |
يهفو اليها طائراً مستبشرا |
وَنَستْ رواهُ وجودهُ في محنةٍ |
خرساءَ أنطقها نداهُ فأمطرا |
نَظَرتْ به الاصوات قبل وصولها |
وأستوقفتهُ بظلِّها مُتعثِّرا |
ويسائل الجدران هل أمسي مضى |
أم ما يزال بسوطهِ متبخترا |
ويُعيدُ يومي للوراء منكأً |
جرحاً على مر السنين تجذرا |
يمضي بأخطاء السنين يعدُّها |
ويعيذها إلاّ تراهُ ولا يرى |