السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة . اطلعت على الاسئلة واجاباتها وكنت اتوقع ان تكون اسئلة مغايرة لما هو مستهلك في نظرية الادب. لكن مع هذا فان الاجابات تنم عن سعة رؤية والتزام بمنحى وظيفي للادب له سماته الخاصة. لكن ما استوقفني قولك: (( القصة القصيرة لا تصور مجتمعا ولا تعبر عن مجتمع كما يعتقد الكثيرون ولا تهمها أية طبقة اجتماعية لأنها مشغولة دوما بالمأزق العويص الذي وضع فيه الفرد بدون علمه. إنها تعبير عن صوت فردي معزول ومتفرد قد تمثله شخصية تحمل ملامح فئة اجتماعية مغمورة ومهمّشة داخل مجتمع يطحن الأفراد والجماعات. )). كيف؟ من قال هذا؟ قال به كثيرون منهم اصحاب النقد الجديد ( اليوت نموذجا ) وهم يسوّغون للادب مفهوما لا صلة له بالوظيفة وهم معنيون فقط بالجمالية التي مهما دافعوا عنها لم يستطيعوا خلعها عن الواقع والوظيفة بكل تفرعاتها واشكالها. ومع ذلك فلا باس؛ فهذا اتجاهك وقناعاتك وهو يتقاطع مع فكرة الالتزام في الفن، واظنه يتقاطع مع رؤيتك التي اتت في نتاجاتك، وفي قابل الاسئلة التي اجبتي عنها مشكورة فقلتي عن القاص: (( رسالته كرسالة أي أديب ومفكر وفنان: تقديم عمل أدبي ناضج، محاربة الفساد والقبح وخدمة كل ما هو نبيل وأخلاقي، الإنصات إلى الشعب والتعبير عن همومه ومتطلعاته ومحاولة تقديم حلول منطقية إن استطاع ذلك )). وهذا راي له انصاره ومؤيدوه، لكن الا ترين انه مغاير لما سلف من اجابةٍ لك ادرجتها آنفا؟ ارجو التوضيح لنعرف المسارات ونحددها على بينة.
الشكر لك وبارك الله فيك وفي الاستاذ السائل