أحدث المشاركات

لبنان» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» تعقيبات على كتب العروض» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» نظرات فى تفسير سورة الإخلاص» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» ( و كشـفت عن ساقيها )» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الأصواتيون وعِلم العَروض العربي.. عجيبٌ وأعـجب..!» بقلم ابو الطيب البلوي القضاعي » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» الخِصال السّبع» بقلم مصطفى امين سلامه » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رباعيات للشاعر صلاح چاهين» بقلم سالى عبدالعزيز » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» المعاني النحوية - رأي في آيات زوال الكيان الصهيوني» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» من هو السامري - رأيي» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» دفق قلم القرآن والإنصات» بقلم نورة العتيبي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 20

الموضوع: ميلاد النبي ، ميلاد أمة بأسرها * مجموعة من المقالات *

  1. #1
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.10

    افتراضي ميلاد النبي ، ميلاد أمة بأسرها * مجموعة من المقالات *

    ميلاد نبي.. مولد أمة
    د. عبد الستار إبراهيم الهيتي

    في فترة من فترات التاريخ الغابرة، وعلى ثرى البقعة المباركة
    التي اختارها الله لتكون مثابة للناس وأمنا،
    وفي ظل أجواء مليئة بالجهل والظلم، وتحكـم الغني بالفقير،
    وسيطرة القوي على الضعيف كان العالم كله يرقب ولادة جديدة
    تنتشل الأمة من وهدتها، وتطيح بالظلم والطغيان لتضع الأمور
    في نصابها وتعيد للإنسانية كرامتها وترتفع بالبشرية
    من حياة الذل والضياع متطلعة بها إلى حياة العزة والمجد.

    وسط هذه الأجواء الملبدة بغيوم الجهل والشرك والوثنية
    كانت الولادة المرتقبة، فانتبهت مكة على إيقاع صوت الحق
    ينطلق من بين أزقتها، وأفاقت تلك المدينة المقدسـة الوادعة
    على أنغام الترحاب بالوليد اليتيم الذي لم يكن يخطر ببال أحـد
    أنه سيكون منقذا لأمة ومؤسسا لحضارة
    ومعلما للبشرية وقائدا لركب الإيمان والتوحيد.

    إنه في صبيحة الثاني عشر من ربيع الأول كان العالم
    على موعد مع العلم والفضيلة والحضارة التي انطوت
    جميعها فتمثلت بالميلاد الميمون لرسول الله صلى الله عليه وسلم
    في وقت كانت فيه البشرية بأمس الحاجة إلى تصحيح الأفكار
    وبناء العقائد وبرمجة الرؤى والتوجهات،
    بحيث أصبح ذلك الميلاد علامة مضيئة في التاريخ الإنساني
    ليس للمسلمين فحسب وإنما للإنسانية جمعاء على اختلاف مللها
    وتعدد نحلها، ويؤكد هذا المعنى ما أشار إليه أحد الشعراء
    المسيحيين بقوله:

    أمحـمد والمجد بعض صفاته *** مجّـدت في تعليمك الأديانا
    بعث الجهاد لدن بعثت وجردت *** أسياف صحبك تفتح البلدانا
    رفـعت ذكـر الله في أميـة **** وثنيـة ونفحـتها الإيـمانا
    مرحـا لأمـي يعـلم سـفره *** نبغـاء يعـرب حكمة وبيانا
    إنـي مسيحي أحـب محـمدا *** وأراه في فلك العلا عنـوانا

    لم يكن ميلاد محمد بن عبد الله العربي القرشي حدثا تاريخيا عابرا
    يمر عليه المؤرخون مرورا وإنما مثـّل من خلال نبوته
    ورسالته أبرز دعوات الإصلاح والتربية في دنيا البشرية
    على الإطلاق، فقد استطاع أن يجعل من جزيرة العرب مصدر
    إشعاع فكري وثقافي وحضاري،
    قدمت الأمة من خلاله للعالم صياغة روحية ومادية حملت بين طياتها
    معالم البعد الرسالي لدعوة الإسلام عقيدة وشريعة ومنهج حياة،
    حيث تمكن محمد «صلى الله عليه وسلم»
    أن يتبوأ قمة الهرم ليكون على رأس المصلحين
    الذين كان لهم أثر بارز في توجيه البشرية نحو الفضيلة والرشاد،
    وفي هذا يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:

    المصلحون أصابع جمعت يـدا *** هي أنت بل أنت اليـد العصماء

    ففي ميدان الإصلاح العقائدي والفكري كان لمحمد
    «صلى الله عليه وسلم» الفضل الكبير في ترسيخ معالم عقيدة التوحيد
    التي تعني إفراد العبودية لله تعالى ونبذ الشرك والوثنية
    والإطاحة بعبادة الأصنام لتخليص الفكر البشري من سفاهات العقائد
    الباطلة والترفع به عن عبادة البشر أو الحجر:

    بك يا ابن عبد الله قامت سمحة *** للحق من ملل الهدى غـراء
    بنيت على التوحيد وهو حقيقة *** نادى بها سـقراط والحكماء

    وفي ميدان الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي كان لمحمد
    «صلى الله عليه وسلم» الباع الطويل في بناء نظرية اقتصادية
    ترعى الفقراء وتهتم بشؤونهم وتحافظ على حقوقهم من أن يتعدى
    عليها المتنفذون وأصحاب رءوس الأموال،
    كما كان له الفضل الكبير في تحقيق العدالة والمساواة
    بعيدا عن التمايز الطبقي أو التفاوت الاجتماعي:

    جاءت فوحـّدت الزكاة سبيله *** حتى التقى الكرماء والبخلاء
    أنصفت أهل الفقر من أهل الغنى *** فالكـل في حق الحياة سواء
    فلـو أن إنسـانا تخيـّر ملـّة *** ما اخـتار إلا دينـَك الفقراء

    أما السياسة والقيادة عند محمد «صلى الله عليه وسلم»
    فلها نمط آخر وصيغة متقدمة لم يستطع العالم الذي يعيش اليوم
    أوج حضارته وقمة تقدمه الحضاري أن يصل إلى ذلك النهج
    السوي من حيث الوضوح في الطرح والصدق في التعامل
    والأمانة في العهود والعدل في الحكم،
    فمزج بذلك السياسة بالأخلاق والقيادة بالرحمة
    والإمارة بالمساواة، فتحقق بذلك حلم الفلاسفة القدماء
    وآمال المفكرين الحكماء:

    والدين يسـر والخلافة بيعة *** والأمر شورى والحقوق قضاء
    وإذا أخذت العهد أو أعطيته *** فجميع عـهدك ذمـة ووفاء
    وإذا رحـمت فأنت أم أو أب *** هذان في الدنيا هما الرحـماء

    وعلى أساس هذه الثوابت شـيّد «محمد النبي والرسول»
    قواعد حضارة عربية إسلامية، وبنى مجـداً وعزاً وعلماً لا يزال
    العالم ينهل منه ويفيد من طروحاته ويرجع إليه عند اشتداد الأزمات
    واحتلاك الخطوب، فالمصدر رباني إلهي، والصياغة محمـدية نبوية،
    وآليـة التطبيق عربية إسـلامية عاش العالم في ضلالها ردحا طويلا
    من الزمن ينعم بالأمن والأمان والخير والسلام،
    فلا ظلم ولا طغيان، ولا انتهاك ولا عدوان،
    الجميع تحت مظلة القانون سواسية، فكلكم لآدم وآدم من تراب،
    فلا ميزة لعربي على أعجمي إلا بالتقوى،
    ولا فرق بين مسلم أو يهودي أو نصراني من حيث الحقوق
    والواجبات، فلهم مالنا وعليهم ما علينا، ومحمد يقول:
    من آذى ذميا فقد آذاني،
    ويقول:

    إنه قد أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف
    تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد،
    وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها،
    القوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه،
    والضعيف فيكم قوي حتى آخذ الحق له.

    وهكذا قدم «محمد» برنامج عمل وصياغة قانونية لدولة العدل
    والتسامح والمساواة قبل أن يعرف العالم بوادر النهضة الحديثة
    وقبل أن تبرز طلائع الثورة الفرنسية التي يفخر الغرب بها
    وبطروحاتها حتى كان ميلاد محمد صلى الله عليه وسلم ميلاد أمة
    بكاملها شادت حضارة وأقامت دولة ونشرت
    في ربوع العالم العلم والمعرفة.

    إذا كانت هذه هي المعاني السامية التي قدمها محمد للعالم كافة
    وللعرب والمسلمين خاصة، فإن الأمة اليوم مطالبة ببرمجتها
    على أرض الواقع وتقديمها كحلول ناجعة للخلاص من حالة الضياع
    والتشرذم الذي آلت إليه أحوالها في كافة المجالات السياسية
    والاقتصادية والاجتماعية وإذا كان العامة من أبناء الأمة
    ملتزمين بالكثير من هذه المفاهيم والمعاني الكبيرة
    في علاقاتهم الدينية والأخلاقية، فإن خاصتها من المثقفين
    والسياسيين وأصحاب القرار يحتاجون إلى مراجعة حثيثة لأنفسهم
    ولخطواتهم ولقراراتهم لتأتي متفقة مع الإرث الحضاري
    الذي خلفه محمد بن عبد الله لهذه الأمة ولتحظى بالمكانة السامية
    التي حظي بها أسلافنا يوم سادوا العالم وقدموا له أفضل
    برامج الحياة سـياسيا واقتصاديا واجتماعيا،
    وإلى أن يتحقق ذلك فإن أولي الأمر في هذه الأمة وعلماءها
    ومثقفيها مطالبون بجهد كبير وسعي حثيث لتصحيح علاقاتهم
    مع الله أولا ومع شعوبهم ثانيا عن طريق الحوار الهادف البناء
    والمرونة في الطرح والتعامل والمشاركة الحقيقية لشعوبهم
    في آمالهم وآلامهم ليكونوا جزءا من الأمة وليس في
    أبراج عالية بعيدة عنها.
    http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=57594

  2. #2

  3. #3
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.10

    افتراضي منقول من موقع إسلام اون لاين

    ميلاد النبي: الحدث.. وطرق الاحتفال

    في ذكرى مولده: 12 ربيع الأول من عام الفيل
    سمير حلبي

    كانت "مكة" على موعد مع حدث عظيم كان له تأثيره في مسيرة
    البشرية وحياة البشر طوال أربعة عشر قرنًا من الزمان،
    وسيظل يشرق بنوره على الكون، ويرشد بهداه الحائرين،
    إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.

    كان ميلاد النبي "محمد" صلى الله عليه وسلم أهم حدث في تاريخ
    البشرية على الإطلاق منذ أن خلق الله الكون،
    وسخر كل ما فيه لخدمة الإنسان، وكأن هذا الكون كان يرتقب
    قدومه منذ أمد بعيد.

    وفي (12 من ربيع الأول) من عام الفيل شرف الكون بميلاد
    سيد الخلق وخاتم المرسلين "محمد" صلى الله عليه وسلم.

    وقد ذهب الفلكي المعروف "محمود باشا الفلكي" في بحث له
    إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولد يوم الإثنين
    (9 من ربيع الأول الموافق 20 من أبريل سنة 571 ميلادية).

    نسبه الشريف:
    هو "أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن
    عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة"، ويمتد نسبه إلى
    "إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان"،
    وينتهي إلى "إسماعيل بن إبراهيم" عليهما السلام.

    وأمه "آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة"،
    ويتصل نسب أمه مع أبيه بدءًا من "كلاب بن مرة".

    ورُوي في سبب تسميته أن أمه أُمرت أن تسميه بذلك وهي حامل،
    وروي أن جده عبد المطلب رأى في منامه كأن سلسلة من فضة
    خرجت من ظهره، لها طرف في السماء وطرف في الأرض،
    وطرف في المشرق وطرف في المغرب، ثم عادت كأنها شجرة،
    على كل ورقة منها نور، وإذ بأهل المشرق والمغرب يتعلقون بها؛
    فتأولها بمولود يكون من صلبه يتبعه أهل المشرق والمغرب،
    ويحمده أهل السماء فسماه "محمد".

    وتبدو أسباب التهيئة والإعداد من الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم
    في مهمته الجليلة ورسالته العظيمة، جلية واضحة منذ اللحظة الأولى
    في حياته، بل إنها كانت قبل ذلك، وقد تجلى ذلك حتى في اصطفاء
    اسمه صلى الله عليه وسلم، فليس في اسمه أو اسم أبيه أو جده
    ما يحط قدره وينقص منزلته، وليس في اسمه شيء محتقر،
    كما أنه ليس اسمه اسمًا مصغرًا تستصغر معه منزلته،
    وليس فيه كبرياء أو زيادة تعاظم يثير النفور منه.

    ابن الذبيحين:

    ويعرف النبي صلى الله عليه وسلم بابن الذبيحين، فأبوه
    "عبد الله" هو الذبيح الذي نذر "عبد المطلب" ذبحه ثم فداه
    بمائة من الإبل، وجده "إسماعيل" – عليه السلام-
    هو الذبيح الذي فداه ربه بذبح عظيم.

    وقد اجتمع للنبي صلى الله عليه وسلم من أسباب الشرف والكمال
    ما يوقع في نفوس الناس استعظامه، ويسهل عليهم قبول ما يخبر به،
    وأول تلك الأسباب كان شرف النسب
    "وأشرف النسب ما كان إلى أولي الدين،
    وأشرف ذلك ما كان إلى النبيين،
    وأفضل ذلك ما كان إلى العظماء من الأنبياء،
    وأفضل ذلك ما كان إلى نبي قد اتفقت الملل على تعظيمه".

    ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يهوديًا ولا نصرانيًا ولا مجوسيًا،
    لأنه لو كان من أهل ملة لكان خارجًا عن دين من يدعوهم فيكون
    عندهم مبتدعًا كافرًا، وذلك ما يدعوهم إلى تنفير الناس منه،
    وإنما كان حنيفًا مسلمًا على مله آبائه: "إبراهيم"
    و"إسماعيل" عليهما السلام.

    مولد النبي صلى الله عليه وسلم إيذان بزوال الشرك:

    كان مولد النبي صلى الله عليه وسلم نذيرا بزوال دولة الشرك،
    ونشر الحق والخير والعدل بين الناس، ورفع الظلم والبغي والعدوان.

    وكانت الدنيا تموج بألوان الشرك والوثنية وتمتلئ بطواغيت
    الكفر والطغيان، وعندما أشرق مولد سيد الخلق كانت
    له إرهاصات عجيبة، وصاحبته ظواهر غريبة وأحداث فريدة،
    ففي يوم مولده زلزل إيوان "كسرى" فسقطت منه
    أربع عشرة شرفة، وخمدت نار "فارس" ولم تكن خمدت
    قبل ذلك بألف عام، وغاضت بحيرة "ساوة".

    وروى عن أمه أنها قالت: "رأيت لما وضعته نورًا بدا مني ساطعًا
    حتى أفزعني، ولم أر شيئًا مما يراه النساء".
    وذكرت "فاطمة بنت عبد الله" أنها شهدت ولادة النبي
    صلى الله عليه وسلم وقالت: "فما شيء أنظر إليه من البيت إلا نور،
    وإني لأنظر إلى النجوم تدنو حتى إني لأقول لتقعن عليَّ".

    وروى أنه صلى الله عليه وسلم ولد معذورًا مسرورًا
    -أي مختونًا مقطوع السرة- وأنه كان يشير بإصبع يده كالمسبّح بها.

    محمد اليتيم:

    فقد محمد صلى الله عليه وسلم أباه قبل مولده،
    وكانت وفاة أبيه بالمدينة عند أخوال أبيه من "بني النجار"
    وهو في الخامسة والعشرين من عمره.

    وعلى عادة العرب فقد أرسله جدُّه إلى البادية ليسترضع في
    "بني سعد"، وكانت حاضنته "حليمة بنت أبي ذؤيب السعدي"،
    فلم يزل مقيمًا في "بني سعد" يرون به البركة في أنفسهم
    وأموالهم حتى كانت حادثة شق الصدر، فخافوا عليه وردوه
    إلى جده "عبد المطلب" وهو في نحو الخامسة من عمره.

    لم تلبث أمه "آمنة" أن توفيت في "الأبواء" – بين "مكة"
    و "المدينة" – وهي في الثلاثين من عمرها،
    وكان محمد صلى الله عليه وسلم قد تجاوز السادسة بثلاثة أشهر.

    وكأنما كان على "محمد" صلى الله عليه وسلم أن يتجرع مرارة اليتم
    في طفولته، ليكون أبًا لليتامى والمساكين بعد نبوته،
    وليتضح أثر ذلك الشعور باليتم في حنوّه على اليتامى وبره بهم،
    ودعوته إلى كفالتهم ورعايتهم والعناية بهم.

    محمد في كفالة جده وعمه:

    عاش "محمد" صلى الله عليه وسلم في كنف جده "عبد المطلب"
    وكان يحبه ويعطف عليه، فلما مات "عبد المطلب" وكان "محمد"
    في الثامنة من عمره، كفله عمه "أبو طالب"،
    فكان خير عون له في الحياة بعد موت جده،
    وكان أبو طالب سيدًا شريفًا مطاعًا مهيبًا،
    مع ما كان عليه من الفقر، وكان "أبو طالب" يحب محمدًا ويؤثره
    على أبنائه ليعوضه ما فقده من حنان وعطف.

    وحينما خرج "أبو طالب" في تجارة إلى "الشام" تعلق به "محمد"
    فرقّ له "أبو طالب" وأخذه معه، فلما نزل الركب "بصرى"
    -من أرض "الشام"- وكان بها راهب اسمه "بحيرى"
    في صومعة له، فلما رآه "بحيرى" جعل يلحظه لحظًا شديدًا،
    ويتفحصه مليًا، ثم أقبل على عمه "أبي طالب" فأخذ يوصيه به،
    ويدعوه إلى الرجوع به إلى بلده، ويحذره من اليهود.

    محمد في مكة:

    وشهد "محمد" صلى الله عليه وسلم حرب الفجار –
    الذين فجّروا القتال في شهر الله الحرام رجب-
    وكان في السابعة عشرة من عمره.

    وحضر "حلف الفضول" وقد جاوز العشرين من عمره،
    وقد قال فيه بعد بعثته: "حضرت في دار عبد الله بن جدعان
    حلفًا ما يسرني به حمر النعم، ولو دُعيت إليه اليوم لأجبت".

    وقد عُرف النبي صلى الله عليه وسلم – منذ حداثة سنه –
    بالصادق الأمين، وكان موضع احترام وتقدير "قريش"
    في صباه وشبابه، حتى إنهم احتكموا إليه عندما اختلفوا
    فيمن يضع الحجر الأسود في مكانه من الكعبة، حينما أعادوا بناءها
    بعدما تهدّمت بسبب سيل أصابها، وأرادت كل قبيلة أن تحظى
    بهذا الشرف حتى طار الشرُّ بينهم، وكادوا يقتتلون،
    فلما رأوه مقبلاً قالوا: قد رضينا بحكم "محمد بن عبد الله"،
    فبسط رداءه، ثم وضع الحجر وسطه، وطلب أن تحمل كل قبيلة
    جانبًا من جوانب الرداء، فلما رفعوه جميعًا حتى بلغ الموضع،
    أخذه بيده الشريفة ووضعه مكانه.

    وعندما بلغ "محمد" صلى الله عليه وسلم الخامسة والعشرين
    تزوج السيدة "خديجة بنت خويلد"، قبل أن يُبعث، فولدت له
    "القاسم" و"رقية" و"زينب" و"أم كلثوم"،
    وولدت له بعد البعثة "عبد الله".

    من البعثة إلى الوفاة:

    ولما استكمل النبي صلى الله عليه وسلم أربعين سنة كانت بعثته،
    وكانت "خديجة" أول من آمن به من النساء،
    وكان "أبو بكر الصديق" أول من آمن به من الرجال،
    و"علي بن أبي طالب" أول من آمن من الصبيان.

    وأقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث سنين يكتم أمره،
    ويدعو الناس سرًا إلى الإسلام، فآمن به عدد قليل،
    فلما أمر بإبلاغ دعوته إلى الناس والجهر بها،
    بدأت قريش في إيذائه وتعرضت له ولأصحابه،
    ونال المؤمنون بدعوته صنوف الاضطهاد والتنكيل،
    وظل المسلمون يقاسون التعذيب والاضطهاد حتى اضطروا
    إلى ترك أوطانهم والهجرة إلى "الحبشة" ثم إلى المدينة.

    ومرّت الأعوام حتى عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة فاتحًا
    –في العام العاشر من الهجرة- ونصر الله المسلمين بعد أن خرجوا
    منها مقهورين، ومكّن لهم في الأرض بعد أن كانوا مستذلّين مستضعفين،
    وأظهر الله دينه وأعز نبيه ودحر الشرك وهزم المشركين.

    وفي العام التالي توفي النبي صلى الله عليه وسلم في
    (12 من ربيع الأول 11هـ = 7 من يونيو 632م) عن عمر بلغ (63) عامًا.

    بدايات الاحتفال بالمولد النبوي:

    لعل أول من أحدث الاحتفال بذكرى المولد النبوي هو الملك المظفر
    "أبو سعيد كوكبري بن زيد الدين علي بن بكتكين"
    صاحب إربل، وكان أحد الملوك الأمجاد، وكان يحتفل به احتفالاً هائلاً
    يحضره الأعيان والعلماء ويدعو إليه الصوفية والفقراء.

    وقد اختلف العلماء حول شرعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف،
    وانقسموا بين مؤيد ومعارض، وكان من أشد المنكرين لذلك
    المعارضين له؛ باعتباره بدعة مذمومة الشيخ "تاج الدين اللخمي"
    الذي يقول:
    "لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب الله تعالى
    ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم،
    ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة الذين هم القدوة في الدين،
    المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بدعة أحدثها البطّالون،
    وشهوة نفس اعتنى بها الأكّالون".

    وقد انبرى الإمام "السيوطي" للرد عليه وتفنيد مزاعمه
    وإبطال حججه، وإذا كان بعض الناس يرتكبون أفعالاً منكرة
    في الاحتفال بالمولد، من لهو وصد عن ذكر الله وغير ذلك،
    فإن تعظيم هذا اليوم إنما يكون بزيادة الأعمال الصالحة والصدقات
    وغير ذلك من ألوان القربات إلى الله تعالى.

    وقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة
    فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا:
    هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم؛
    فصامه موسى. قال: فأنا أحق بموسى منكم؛ فصامه وأمر بصيامه..
    (بخاري: كتاب الصوم، باب صيام يوم عاشوراء، رقم 2004).

    ولعل في إشارة النبي صلى الله عليه وسلم إلى فضيلة هذا اليوم
    حينما سأله سائل عن صوم يوم الإثنين فقال: "ذلك يوم ولدت فيه"
    ففيه تشريف لهذا اليوم الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم.

    كيف نحتفل بالمولد؟:

    يميل أكثر العلماء إلى شرعية الاحتفال بالمولد النبوي،
    ووجوب إحياء هذه الذكرى بالذكر والعبادة، والتماس مواطن القدوة
    في حياة صاحب الذكرى صلى الله عليه وسلم،
    والاقتداء به وإحياء سننه، والسير على نهجه وشرعته.

    يقول الإمام "ابن حجر العسقلاني": "أصل عمل المولد بدعة لم تنقل
    عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة،
    ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها،
    فمن تحرّى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة".

    ويقول الإمام "السخاوي": "لو لم يكن في ذلك إلا إرغام الشيطان،
    وسرور أهل الإيمان من المسلمين لكفى، وإذا كان أهل الصليب
    اتخذوا مولد نبيهم عيدًا أكبر، فأهل الإسلام أولى بالتكريم وأجدر".

    ويقول العلامة "فتح الله البناني": "إن أحسن ما ابتُدع في زماننا
    هذا ما يُفعل كل عام في اليوم الذي يوافق مولده صلى الله عليه وسلم
    من الصدقات والمعروف، وإظهار الزينة والسرور، فإن ذلك
    –على ما فيه من الإحسان إلى الفقراء-
    مشعر بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه في قلب فاعل ذلك".

    من مصادر الدراسة:

    * تاريخ اليعقوبي: أحمد بن جعفر بن وهب بن واضح اليعقوبي
    – دار صادر – بيروت: [1412هـ = 1992م].

    * التقويم العربي قبل الإسلام وتاريخ ميلاد الرسول وهجرته
    صلى الله عليه وسلم: محمود باشا الفلكي – ترجمة:
    محمود صالح الفلكي – مجمع البحوث الإسلامية – القاهرة:
    [1389هـ = 1969م].

    * حسن المقصد في عمل المولد: جلال الدين عبد الرحمن السيوطي
    – تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا – دار الكتب العلمية –
    بيروت: [1405هـ = 1985م].

    * الرسالة الكاملية في السيرة النبوية: (ابن النفيس)
    علاء الدين علي بن أبي الحزم القرشي – تعليق وتحقيق:
    عبد المنعم محمد عمر – المجلس الأعلى للشئون الإسلامية –
    القاهرة: [1408هـ = 1987م].

    * سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: أبو محمد عبد الملك بن هشام –
    تحقيق ودراسة: مجدي فتحي السيد – دار الصحابة للتراث بطنطا:
    [1416هـ = 1995م].

    * سيرة النبي صلى الله عليه وسلم "المختصرة":
    أبو الحسن أحمد بن فارس بن زكريا – تحقيق:
    د. محمد كمال الدين عز الدين – عالم الكتب – بيروت: [1409هـ = 1989م].

    * عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير:
    (ابن سيد الناس) محمد بن عبد الله ابن يحيى
    – مكتبة القدسي – القاهرة: [1406هـ = 1986م].

    * غاية السول في سرية الرسول:
    زين الدين عبد الباسط بن خليل بن شاهين الحنفي –
    تحقيق: د. محمد كمال الدين عز الدين – عالم الكتب – بيروت:
    [1408هـ = 1988م].

    * المختصر الصغير في سيرة البشير النذير: (ابن جماعة)
    عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم ابن سعد الله – تحقيق:
    د. محمد كمال الدين عز الدين – عالم الكتب – بيروت:
    [1408هـ = 1988م].

    * نور اليقين في سيرة سيد المرسلين: الشيخ محمد الخضري
    (محمد بن عفيفي الباجوري) حققه وعلق عليه:
    سمير أحمد العطار – دار الحديث – القاهرة: [1412هـ = 1992م].

  4. #4
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.10

    افتراضي --- منقول ---

    أخلاق الحبيب صلى الله عليه وسلم

    الدكتور سلمان بن فهد العودة

    لم يكتب لأحدٍ من البشر من الأثر والخلود والعظمة
    ما كتب لصاحب النسب الشريف
    صلى الله عليه وسلم.
    ولقد دونت في سيرته الكتب، ودبجت في مديحه القصائد،
    وعمرت بذكره المجالس، وبقيت عظمته قمة سامقة لا تنالها الظنون.
    تقلبت به صروف الحياة من قوة وضعف، وغنى وفقر، وكثرة وقلة،
    ونصر وهزيمة، وظعن وإقامة، وجوع وشبع، وحزن وسرور،
    فكان قدوة في ذلك كله، وحقق عبودية الموقف لربه كما ينبغي له.

    ظل في مكة ثلاث عشرة سنة، وما آمن معه إلا قليل،
    فما تذمّر ولا ضجر، وجاءه أصحابه يشتكون إليه،
    ويسألونه الدعاء والاستنصار، فحلف على نصر الدين،
    وتمام الأمر، وأنكر عليهم أنهم يستعجلون،
    فكان الأمر كما وعد علما من أعلام نبوته، ونصرا لأمر الله،
    لا للأشخاص.

    وكان من نصره أن تأتيه وفود العرب من كل ناحية مبايعة على الإسلام
    والطاعة فما تغير ولا تكبّر، ولا انتصر لنفسه من قوم حاربوه
    وآذوه وعاندوا دينه.

    كما كان يقول أبو سفيان بن الحارث:

    لعـــــمرك إني يوم أحمل راية
    لتغــلب خيلَ اللات خيلُ محمدِ
    لكـــالمدلج الــحيران أظلم ليله
    فهذا أواني حين أهدي وأهتدي
    هـداني هــــادٍ غير نفسي ودلني
    عـلى الله من طردته كل مطرد
    وما حملت من ناقة فوق ظهرها
    أبر وأوفى ذمــــة من محــــمد

    فاستل العداوات، ومحا السخائم، وألّف القلوب، وأعاد اللُّحمة،
    وعرف عدوُّه قبل صديقه أنها النبوة، وأنه لم يكن صاحب طموح شخصي
    ولا باني مجد ذاتي.

    تعجب من عفويته وقلة تكلفه في سائر أمره، واحتفاظ شخصيته بهدوئها
    وطبيعتها وتوازنها مهما تقلبت عليها الأحوال، واختلفت عليها الطرائق.

    جوانب العظمة في شخصيته:

    قل إنسان إلا وله طبعه الخاص الذي يبين في بعض الحال،
    ويستتر في بعض، ويترتب عليه استرواح لقوم دون آخرين،
    ويحكم العديد من مواقفه وتصرفاته.. حاشاه صلى الله عليه وسلم؛
    فهو يُقْبِل بوجهه على كل جليس، ويخاطب كل قوم بلغتهم،
    ويحدثهم بما يعرفون، ويعاملهم بغاية اللطف والرحمة والإشفاق،
    إلا أن يكونوا محاربين حملوا السلاح في وجه الحق، وأجلبوا لإطفاء نوره
    وحجب ضيائه.

    كل طعام تيسر من الحلال فهو طعامه، وكل فراش أتيح فهو وطاؤه،
    وكل فرد أقبل فهو جليسه.

    ما تكلف مفقودا، ولا رد موجودا، ولا عاب طعاما،
    ولا تجنب شيئا قط لطيبه،لا طعاما ولا شرابا ولا فراشا ولا كساء،
    بل كان يحب الطيب ولكن لا يتكلفه.

    سيرته صفحة مكشوفة يعرفها محبوه وشانئوه، ولقد نقل لنا الرواة
    دقيق وصف بدنه، وقسمات وجهه، وصفة شعره، وكم شيبة في رأسه
    ولحيته، وطريقة حديثه، وحركة يده، كما نقلوا تفصيل شأنه في مأكله،
    ومشربه، ومركبه، وسفره، وإقامته، وعبادته، ورضاه، وغضبه،
    حتى دخلوا في ذكر حاله مع أزواجه أمهات المؤمنين في المعاشرة،
    والغسل، والقسم، والنفقة، والمداعبة، والمغاضبة، والجد، والمزاح،
    وفصلوا في خصوصيات الحياة وضروراتها.

    ولعمر الله إن القارئ لسيرته اليوم ليعرف من تفصيل أمره
    ما لا يعرفه الناس عن متبوعيهم من الأحياء، وما لا يعرفه الصديق
    عن صديقه، ولا الزوج عن زوجه، ولا كان أهل الكتاب يعرفون
    شيئا يقاربه أو يدانيه عن أنبيائهم وهم أحياء؛ وذلك لتكون سيرته
    موضع القدوة والأسوة في كل الأحوال، ولكل الناس.
    فالرئيس، والمدير، والعالم، والتاجر، والزوج، والأب،
    والمعلم، والغني، والفقير..

    كلهم يجدون في سيرته الهداية التامة على تنوع أحوالهم وتفاوت
    طرائقهم، والفرد الواحد لا يخرج عن محل القدوة به صلى الله عليه وسلم
    مهما تقلبت به الحال، ومهما ركب من الأطوار؛
    فهو القدوة والأسوة في ذلك كله.

    وإنك لتقرأ سيرة علم من الأعلام فتندهش من جوانب العظمة في شخصيته،
    فإذا تأملت صلاحيتها للأسوة علمت أنها تصلح لهذا العلم في صفته
    وطبعه وتكوينه، ولكنها قد لا تصلح لغيره.

    ولقد يرى الإنسان في أحوال السالفين من الجلد على العبادة،
    أو على العلم، أو على الزهد ما يشعر أنه أبعد ما يكون عن تحقيقه
    حتى يقول لنفسه:

    لا تـــعرضن لذكرنا مع ذكرهم
    ليس الصحيح إذا مشى كالمقعدِ

    فإذا قرأ سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحس بقرب التناول،
    وسهولة المأخذ، وواقعية الاتباع، حتى لقد وقع من بعض أصحابه
    ما وقع فقال لهم: «أنا أخشاكم لله، وأتقاكم له، وأعلمكم بما أتقي»،
    وقال: «اكلفوا من العمل ما تطيقون»، وقال: «إن هذا الدين يسر،
    ولن يشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبه، فسددوا، وقاربوا، وأبشروا،
    واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة، والقصدَ القصدَ تبلغوا».
    ولهذا كان خير ما يربى عليه السالكون مدارسة سيرته وهديه
    وتقليب النظر فيها، وإدمان مطالعتها، واستحضار معناها وسرها،
    وأخذها بكليتها دون اجتـزاء أو اعتساف.

    إن الله عز وتعالى لم يجعل لأحد وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم
    هذا المنصب الشريف؛ منصب القدوة والأسوة؛ لأنه جمع هدى السابقين
    الذين أمر أن يقتدي بهم {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام:90]،
    إلى ما خصه الله تعالى وخيَّره به من صفات الكمال ونعوت الجمال،
    ولهذا قال سبحانه:

    {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ
    وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرا} [الأحزاب:21].
    إن حياته صلى الله عليه وسلم وحياة خلفائه الراشدين هي المذكرة
    التفسيرية والترجمة العلمية لنصوص الشريعة.

    واقعية سيرته:

    ومن الخير أن تظل هذه السيرة بواقعيتها وصدقها محفوظة من تزايد
    الرواة، ومبالغات النقلة التي ربما حولتها إلى ملحمة أسطورية
    تعتمد على الخوارق والمعجزات، وبهذا يتخفف الناس من مقاربتها
    واتباعها ليكتفوا بقراءتها مع هزِّ الرءوس، وسكب الدموع،
    وقشعريرة البدن.
    إن الآيات التي تأتي مع الأنبياء حق، لكنها الاستثناء الذي يؤكد القاعدة،
    والقاعدة هي الجريان مع السنن الكونية كما هي.

    وكثيرون من المسلمين، وربما من خاصتهم يستهويهم التأسي بالأحوال
    العملية الظاهرة في السلوك والعبادة وغيرها، فيقتدون به
    صلى الله عليه وسلم في صلاته «صلوا كما رأيتموني أصلي»،
    وحجّه «خذوا عني مناسككم»، وسنن اللباس، والدخول والخروج.
    وهذا جزء من الاتباع المشروع، بيد أنه ليس كله، ولا أهم ما فيه؛
    فإن اتباع الهدي النبوي في المعاملة مع الله تعالى،
    والتجرد والإخلاص، ومراقبة النفس، وتحقيق المعاني المشروعة
    من الحب والخوف والرجاء أولى بالعناية، وأحق بالرعاية،
    وإن كان ميدان التنافس في هذا ضعيفا؛ لأن الناس يتنافسون
    -عادة- فيما يكون مكسبة للحمد والثناء من الأمور الظاهرة
    التي يراها الناس، ولا يجدون الشيء ذاته في الأمور الخفية
    التي لا يطلع عليها إلا الله، وربما تحرى امرؤ صفة نبوية في عبادة
    أو عمل واعتنى بها وتكلف تمثلها فوق المشروع،
    دون أن يكلف نفسه عناء التأمل في سر هذه الصفة وحكمتها
    وأثرها في النفس.

    وهذه المسائل -حتى التعبدية منها- ما شرعت إلا لمنافع الناس،
    ومصالحهم العاجلة والآجلة، وليست قيمتها في ذاتها فحسب،
    بل في الأثر الذي ينتج عنها فيراه صاحبه ويراه الآخرون.

    وإنه لخليق بكل مسلم أن يجعل له وردا من سيرة المصطفى
    عليه السلام، إن كان ناشئا فمثل (بطل الأبطال) لعزام،
    وإن كان شابا فمثل (الشمائل المحمدية) لابن كثير أو الترمذي،
    و( الفـصول) لابـن كثير، أو (مختصر السـيرة)،
    أو (الرحيق المختوم)، أو (تهذيب سيرة ابن هشام)،
    وإن كان شيخا فمثل (سيرة ابن هشام) أو (ابن كثير)،
    وإن كان متضلعا بالمطولات فمثل (سبل الهدى والرشاد)،
    وكتاب (نضرة النعيم).

    رزقنا الله حب نبيه، وحسن اتباعه ظاهرا وباطنا،
    وحشرنا في زمرته مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين
    والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

  5. #5
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم خليل مشاهدة المشاركة
    صلى الله عليه وسلم
    بارك الله فيك وبك
    ***********
    شكرا لك على المرور سيد إبراهيم .

  6. #6
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2009
    الدولة : العراق
    المشاركات : 1,193
    المواضيع : 98
    الردود : 1193
    المعدل اليومي : 0.21

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية بوغرارة مشاهدة المشاركة
    ميلاد نبي.. مولد أمة
    د. عبد الستار إبراهيم الهيتي
    في فترة من فترات التاريخ الغابرة، وعلى ثرى البقعة المباركة
    التي اختارها الله لتكون مثابة للناس وأمنا،
    وفي ظل أجواء مليئة بالجهل والظلم، وتحكـم الغني بالفقير،
    وسيطرة القوي على الضعيف كان العالم كله يرقب ولادة جديدة
    تنتشل الأمة من وهدتها، وتطيح بالظلم والطغيان لتضع الأمور
    في نصابها وتعيد للإنسانية كرامتها وترتفع بالبشرية
    من حياة الذل والضياع متطلعة بها إلى حياة العزة والمجد.
    وسط هذه الأجواء الملبدة بغيوم الجهل والشرك والوثنية
    كانت الولادة المرتقبة، فانتبهت مكة على إيقاع صوت الحق
    ينطلق من بين أزقتها، وأفاقت تلك المدينة المقدسـة الوادعة
    على أنغام الترحاب بالوليد اليتيم الذي لم يكن يخطر ببال أحـد
    أنه سيكون منقذا لأمة ومؤسسا لحضارة
    ومعلما للبشرية وقائدا لركب الإيمان والتوحيد.
    إنه في صبيحة الثاني عشر من ربيع الأول كان العالم
    على موعد مع العلم والفضيلة والحضارة التي انطوت
    جميعها فتمثلت بالميلاد الميمون لرسول الله صلى الله عليه وسلم
    في وقت كانت فيه البشرية بأمس الحاجة إلى تصحيح الأفكار
    وبناء العقائد وبرمجة الرؤى والتوجهات،
    بحيث أصبح ذلك الميلاد علامة مضيئة في التاريخ الإنساني
    ليس للمسلمين فحسب وإنما للإنسانية جمعاء على اختلاف مللها
    وتعدد نحلها، ويؤكد هذا المعنى ما أشار إليه أحد الشعراء
    المسيحيين بقوله:
    أمحـمد والمجد بعض صفاته *** مجّـدت في تعليمك الأديانا
    بعث الجهاد لدن بعثت وجردت *** أسياف صحبك تفتح البلدانا
    رفـعت ذكـر الله في أميـة **** وثنيـة ونفحـتها الإيـمانا
    مرحـا لأمـي يعـلم سـفره *** نبغـاء يعـرب حكمة وبيانا
    إنـي مسيحي أحـب محـمدا *** وأراه في فلك العلا عنـوانا
    لم يكن ميلاد محمد بن عبد الله العربي القرشي حدثا تاريخيا عابرا
    يمر عليه المؤرخون مرورا وإنما مثـّل من خلال نبوته
    ورسالته أبرز دعوات الإصلاح والتربية في دنيا البشرية
    على الإطلاق، فقد استطاع أن يجعل من جزيرة العرب مصدر
    إشعاع فكري وثقافي وحضاري،
    قدمت الأمة من خلاله للعالم صياغة روحية ومادية حملت بين طياتها
    معالم البعد الرسالي لدعوة الإسلام عقيدة وشريعة ومنهج حياة،
    حيث تمكن محمد «صلى الله عليه وسلم»
    أن يتبوأ قمة الهرم ليكون على رأس المصلحين
    الذين كان لهم أثر بارز في توجيه البشرية نحو الفضيلة والرشاد،
    وفي هذا يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
    المصلحون أصابع جمعت يـدا *** هي أنت بل أنت اليـد العصماء
    ففي ميدان الإصلاح العقائدي والفكري كان لمحمد
    «صلى الله عليه وسلم» الفضل الكبير في ترسيخ معالم عقيدة التوحيد
    التي تعني إفراد العبودية لله تعالى ونبذ الشرك والوثنية
    والإطاحة بعبادة الأصنام لتخليص الفكر البشري من سفاهات العقائد
    الباطلة والترفع به عن عبادة البشر أو الحجر:
    بك يا ابن عبد الله قامت سمحة *** للحق من ملل الهدى غـراء
    بنيت على التوحيد وهو حقيقة *** نادى بها سـقراط والحكماء
    وفي ميدان الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي كان لمحمد
    «صلى الله عليه وسلم» الباع الطويل في بناء نظرية اقتصادية
    ترعى الفقراء وتهتم بشؤونهم وتحافظ على حقوقهم من أن يتعدى
    عليها المتنفذون وأصحاب رءوس الأموال،
    كما كان له الفضل الكبير في تحقيق العدالة والمساواة
    بعيدا عن التمايز الطبقي أو التفاوت الاجتماعي:
    جاءت فوحـّدت الزكاة سبيله *** حتى التقى الكرماء والبخلاء
    أنصفت أهل الفقر من أهل الغنى *** فالكـل في حق الحياة سواء
    فلـو أن إنسـانا تخيـّر ملـّة *** ما اخـتار إلا دينـَك الفقراء
    أما السياسة والقيادة عند محمد «صلى الله عليه وسلم»
    فلها نمط آخر وصيغة متقدمة لم يستطع العالم الذي يعيش اليوم
    أوج حضارته وقمة تقدمه الحضاري أن يصل إلى ذلك النهج
    السوي من حيث الوضوح في الطرح والصدق في التعامل
    والأمانة في العهود والعدل في الحكم،
    فمزج بذلك السياسة بالأخلاق والقيادة بالرحمة
    والإمارة بالمساواة، فتحقق بذلك حلم الفلاسفة القدماء
    وآمال المفكرين الحكماء:
    والدين يسـر والخلافة بيعة *** والأمر شورى والحقوق قضاء
    وإذا أخذت العهد أو أعطيته *** فجميع عـهدك ذمـة ووفاء
    وإذا رحـمت فأنت أم أو أب *** هذان في الدنيا هما الرحـماء
    وعلى أساس هذه الثوابت شـيّد «محمد النبي والرسول»
    قواعد حضارة عربية إسلامية، وبنى مجـداً وعزاً وعلماً لا يزال
    العالم ينهل منه ويفيد من طروحاته ويرجع إليه عند اشتداد الأزمات
    واحتلاك الخطوب، فالمصدر رباني إلهي، والصياغة محمـدية نبوية،
    وآليـة التطبيق عربية إسـلامية عاش العالم في ضلالها ردحا طويلا
    من الزمن ينعم بالأمن والأمان والخير والسلام،
    فلا ظلم ولا طغيان، ولا انتهاك ولا عدوان،
    الجميع تحت مظلة القانون سواسية، فكلكم لآدم وآدم من تراب،
    فلا ميزة لعربي على أعجمي إلا بالتقوى،
    ولا فرق بين مسلم أو يهودي أو نصراني من حيث الحقوق
    والواجبات، فلهم مالنا وعليهم ما علينا، ومحمد يقول:
    من آذى ذميا فقد آذاني،
    ويقول:
    إنه قد أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف
    تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد،
    وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها،
    القوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه،
    والضعيف فيكم قوي حتى آخذ الحق له.
    وهكذا قدم «محمد» برنامج عمل وصياغة قانونية لدولة العدل
    والتسامح والمساواة قبل أن يعرف العالم بوادر النهضة الحديثة
    وقبل أن تبرز طلائع الثورة الفرنسية التي يفخر الغرب بها
    وبطروحاتها حتى كان ميلاد محمد صلى الله عليه وسلم ميلاد أمة
    بكاملها شادت حضارة وأقامت دولة ونشرت
    في ربوع العالم العلم والمعرفة.
    إذا كانت هذه هي المعاني السامية التي قدمها محمد للعالم كافة
    وللعرب والمسلمين خاصة، فإن الأمة اليوم مطالبة ببرمجتها
    على أرض الواقع وتقديمها كحلول ناجعة للخلاص من حالة الضياع
    والتشرذم الذي آلت إليه أحوالها في كافة المجالات السياسية
    والاقتصادية والاجتماعية وإذا كان العامة من أبناء الأمة
    ملتزمين بالكثير من هذه المفاهيم والمعاني الكبيرة
    في علاقاتهم الدينية والأخلاقية، فإن خاصتها من المثقفين
    والسياسيين وأصحاب القرار يحتاجون إلى مراجعة حثيثة لأنفسهم
    ولخطواتهم ولقراراتهم لتأتي متفقة مع الإرث الحضاري
    الذي خلفه محمد بن عبد الله لهذه الأمة ولتحظى بالمكانة السامية
    التي حظي بها أسلافنا يوم سادوا العالم وقدموا له أفضل
    برامج الحياة سـياسيا واقتصاديا واجتماعيا،
    وإلى أن يتحقق ذلك فإن أولي الأمر في هذه الأمة وعلماءها
    ومثقفيها مطالبون بجهد كبير وسعي حثيث لتصحيح علاقاتهم
    مع الله أولا ومع شعوبهم ثانيا عن طريق الحوار الهادف البناء
    والمرونة في الطرح والتعامل والمشاركة الحقيقية لشعوبهم
    في آمالهم وآلامهم ليكونوا جزءا من الأمة وليس في
    أبراج عالية بعيدة عنها.
    شكرا الاخت الفاضله على هذا الجهد الطيب وبارك الله فيك واعزك وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

  7. #7
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد العلوان مشاهدة المشاركة
    شكرا الاخت الفاضله على هذا الجهد الطيب وبارك الله فيك واعزك وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
    ************
    العفو أخي محمد العلوان .
    شكرا على المرور.

  8. #8
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.10

    افتراضي *** منقول ***

    ميلاد الرسول مستقبل جيل وليد *** محمد جمعة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    كلما أشرق عصر جديد، أو انبثق جيل وليد،
    أُحِسُّ بالحاجة الملحة إلى محمد - عليه الصلاة والسلام -،
    يستهديه ويستلهمه ويسير على دربه أملاً في حاضر مُثْمِر
    ومستقبل أكثر إشراقًا.
    في عصرنا تضخمت مشكلاتنا وكثرت مخاوفنا،
    وأوشك العالم أن يستحيل إلى غابة تسود فيها شريعة القوة،
    وتغيب عن الإنسان روح الإنسانية، هذه الشرور على الأرض،
    هذا الخطر الذي يستشري في السلوك الدولي، لا نجاة منه
    إلا بالعودة إلى نبي الإنسانية في سيرته وشريعته وكمال الإنسانية فيه.
    لقد رفع محمد - صلى الله عليه وسلم - لواء الحق وأعلى منار العدل
    ووطَّد قواعد الحرية وأرسى دعائم المدنية وآخى بين الإنسان
    وأخيه الإنسان دون اعتبار للجنس أو اللغة أو اللون،
    وأعلن منذ زمن طويل أن البشر جميعًا سواسية،
    لا فضل لأحد على غيره إلا بالعمل المثمر الذي يرضى عنه الله
    - عز وجل - والناس.
    محمد - صلى الله عليه وسلم - هو هذا الإنسان النبيل الذي نحاول
    جميعًا أن نكون في ظل الأرض، نتخلق بأخلاقه ونهتدي بهديه
    ونقتدي به في صبره وعفَّته وقناعته وجهاده، وتضحيته
    وعبادته وإيثاره الناس على نفسه.

    محمد - صلى الله عليه وسلم -..خافض الطرف، نظره إلى الأرض
    أطول من نظره إلى السماء، يمشي وراء أصحابه،
    يبدأ من لقي السلام، طويل السكوت، لا يتكلم في غير حاجة،
    يفتتح الكلام ويختتمه باسم الله، يُعَظِّم النعمة وإن دقَّت،
    لا تغضبه الدنيا ولا مكان لها، لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها،
    ضحكه التبسُّم، إذا انطلق فعليه البهاء،
    وإذا صمت فعليه الوقار أجود الناس وأسخاهم نفسًا،
    يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، ما سئل عن شيء قط فقال:
    لا، وما خُيِّرَ بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا.

    محمد - صلى الله عليه وسلم -.. خُلُقه القرآن، لا يتكلف في لباس
    أو طعام، يلبس جيد الثياب لمقابلة وفود أو لمناسبة عيد،
    يأكل ما يجده، فإن لم يجد بات طاويًا، وربما شَدَّ على بطنه الحجر
    من شدة الجوع، وهو الذي يستطيع أن يَمُدَّ بصره نحو السماء
    داعيًا بما يريد فيُسْتَجاب دعاؤه في الحال..
    ولكنه طراز فريد من البشر،
    الدنيا ليست أكبر همه، ولا نهاية المطاف عنده،
    وإنما هي في عقيدته لحظة زمنية عابرة بعدها عالم آخر خالد،
    فيه ما لم يَخْطُر على قلب بشر.

    محمد - صلى الله عليه وسلم -..
    في بيته يخصف نَعْلَه ويُرَقِّع ثوبه ويحلب شاتَه،
    يحكي أنس بن مالك - رضي الله عنه -
    خدمت مع النبي عشر سنين، فما قال لي:
    أفٍّ قط، ولا قال لشيء صنعتُه: لِمَ صَنَعْتَه؟ ولا لشيء تركتُه: لِمَ تَرَكْتَه؟
    لا يظلم أحدًا أجره.
    وتحكي عائشة زوجه-رضي الله عنها-:
    ما ضرب امرأة ولا خادمًا، ويحكي أبو هريرة -
    رضي الله عنه -: دخلت السوق مع رسول الله ليشتري سراويل،
    فوثب البائع إلى يَدِه يُقَبِّلُها، فجذب النبي - صلى الله عليه وسلم -
    يده ومنعه قائلاً: "هذا ما تفعله الأعاجم بملوكها ولست بملك،
    إنما أنا رجل منكم"، ثم أخذ السراويل فأردت أن أحملها فأبى،
    وقال: صاحب الشيء أولى بِحَمْلِه.

    محمد - صلى الله عليه وسلم -.. مع أصحابه لا يحب
    أن يقوم له أحد، ولا يُجابِه أحدًا بما يكره، وإذا بلغه من أحد
    شيء يكرهه نبَّه إلى هذا الخطأ بكلام عام من مثل
    (ما بال أقوام يفعلون كذا) دون أن يذكر اسم المخطئ،
    ينزل إلى الأسواق فيرشد الناس إلى الأمانة وينهاهم عن الخداع
    والغش في المعاملات، يُقَرِّب إليه أصحاب السبق في الإسلام والجهاد،
    ولو كانوا غمار الناس، يستشير أُولِي الرأي في السلم والحرب
    وأمور الدنيا، وينزل على آرائهم ولو خالَفَت رأيه.

    محمد - صلى الله عليه وسلم -.. الإنسان في خشيته وعبادته،
    كثير المراقبة لله - تعالى -، واسع الخشية منه، عظيم الطاعة له،
    يقوم الليل متهجدًا راكعًا ساجدًا حتى تتورم قدماه، وتفيض عيناه
    بالدمع حتى يسمع لصدره أزيز، فيثير ذلك السيدة عائشة زوجه
    - رضي الله عنها - وتسأله: أتفعل ذلك يا رسول الله وقد غفر الله
    لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فيجيبها: "أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا".

    سيدي يا رسول الله، في القلب والعقل جذوة من حب مقدس
    يشدنا نحوك، ويربطنا بك قائدًا وهاديًا وسراجًا يضيء حياتنا،
    ويأخذ بيدنا نحو الكمال الإنساني الذي أحسبه صعب المنال
    ولا يتحقق بعيدًا عن منهجك. نعيشك دمًا يجري في عروقنا،
    وسلوكًا يتبع خطاك، ويسير على دربك.

    صلى الله عليك في يوم مولدك، وفي كل يوم تشرق فيه شمس الله.

  9. #9
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.10

    افتراضي -- منقول --

    العلامة القرضاوي:
    الاحتفال بذكرى مولد النبي فرصة للتذكير
    بسيرة الرسول وشخصيته ورسالته
    2 مارس 2009

    الدوحة – الشرق:

    تساءل فضيلة العلامة د. يوسف القرضاوي عن بدعية وضلالة
    الاحتفال بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم وقال إنها
    فرصة للتذكير بسيرته صلى الله عليه وسلم، وبشخصيته
    وبرسالته العامة وقال في فتوى أصدرها بهذا الشأن
    إن ذكر النعمة مطلوب، نتذكر نعم الله، ونذكر المسلمين بهذه
    الأحداث وما فيها من عبر وما يستخلص منها من دروس..
    وكان نص السؤال:

    ما حكم الاحتفال بذكرى مولد النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم
    وغيره من المناسبات الإسلامية مثل مقدم العام الهجري
    وذكرى الإسراء والمعراج؟
    وقد اجاب فضيلته قائلا:

    بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ...

    هناك من المسلمين من يعتبرون أي احتفاء أو أي اهتمام
    أو أي حديث بالذكريات الإسلامية، أو بالهجرة النبوية،
    أو بالإسراء والمعراج، أو بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم
    أو بغزوة بدر الكبرى، أو بفتح مكة، أو بأي حدث من أحداث
    سيرة محمد صلى الله عليه وسلم، أو أي حديث عن هذه
    الموضوعات يعتبرونه بدعة في الدين، وكل بدعة ضلالة
    وكل ضلالة في النار، وهذا ليس بصحيح على إطلاقه،
    إنما الذي ننكره في هذه الأشياء الاحتفالات التي تخالطها المنكرات،
    وتخالطها مخالفات شرعية وأشياء ما أنزل الله بها من سلطان،
    كما يحدث في بعض البلاد في المولد النبوي
    وفي الموالد التي يقيمونها للأولياء والصالحين،
    ولكن إذا انتهزنا هذه الفرصة للتذكير بسيرة رسول الله
    صلى الله عليه وسلم، وبشخصية هذا النبي العظيم،
    وبرسالته العامة الخالدة التي جعلها الله رحمة للعالمين،
    فأي بدعة في هذا وأية ضلالة ؟!
    إننا حينما نتحدث عن هذه الأحداث نذكر الناس بنعمة عظيمة،
    والتذكير بالنعم مشروع ومحمود ومطلوب،
    والله تعالى أمرنا بذلك في كتابه
    (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم
    جنود فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها وكان الله
    بما تعملون بصيرًا، إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم
    وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا)،
    يذكر بغزوة الخندق أو غزوة الأحزاب حينما غزت قريش وغطفان
    وأحابيشهما النبي عليه الصلاة والسلام والمسلمين في عقر دارهم،
    وأحاطوا بالمدينة إحاطة السوار بالمعصم، وأرادوا إبادة خضراء
    المسلمين واستئصال شأفتهم، وأنقذهم الله من هذه الورطة،
    وأرسل عليهم ريحاً وجنوداً لم يرها الناس من الملائكة ،
    يذكرهم الله بهذا، اذكروا لا تنسوا هذه الأشياء،
    معناها أنه يجب علينا أن نذكر هذه النعم ولا ننساها،
    وفي آية أخرى
    (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن
    يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيدهم عنكم واتقوا الله وعلى
    الله فليتوكل المؤمنون)
    يذكرهم بما كان يهود بني قينقاع قد عزموا عليه أن يغتالوا
    رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكروا مكرهم وكادوا كيدهم
    وكان مكر الله أقوى منهم وأسرع،
    (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).
    ذكر النعمة مطلوب إذن، نتذكر نعم الله في هذا،
    ونذكر المسلمين بهذه الأحداث وما فيها من عبر وما يستخلص
    منها من دروس،
    أيعاب هذا ؟! أيكون هذا بدعة وضلالة؟!

  10. #10
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.10

    افتراضي --- منقول ---

    ميلاد الحق على الأرض .. وداخل الإنسان

    عباد الله.. إنّا نحتفل ونتذكَّر ونتذاكر في هذه الأيام بمولد
    رسول الله صلوات الله وسلامه عليه..
    وهذا المولد كان نقطة تحوّل على هذه البشرية وعلى هذه الأرض..
    يرمز لمعانٍ كثيرة.. ويبلغنا رسالةً عن معنى الحياة
    وعن معنى الوجود على هذه الأرض..
    وكما نتذاكر في كل مناسبة بأن كل حادثةٍ وكل مناسبةٍ وكل واقعةٍ
    حدثت ووقعت على هذه الأرض.. هي رسالة من الله لنا..
    علينا أن نقرأها.. وأن نتأملها.. وأن نتعلمها..
    وأن نحوِّلها الى عمل نقوم فيه وسلوك نسلكه..
    في معاملاتنا وفي أحوالنا على أرضنا..

    إن هذا المولد قبل كل شيء.. هو إشارة الى مولد معنى الحق
    وكلمة الحق ورسول الحق ونور الحق.. في الإنسان..
    فالإنسان هو أرض.. الإنسان هو مجتمع.. الإنسان هو أمة..
    الإنسان عالم كبير.. إن قانون الحياة الذي نتعلمه

    وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (الإسراء 17: 15)

    إن الرسول هو معنى الحق الذي يتجلى والذي يبلغ والذي يوجه
    والذي يُرشد ويُعلِّم.. وما الرسالات السماوية التي ظهرت
    على هذه الأرض إلا لتكشف لهذا العالم وتعلِّمه عن قانون الحياة
    وعن قانون وجوده الذي هو قائم في إطاره..
    وعلى جميع المستويات.. تكون هناك رسالات..
    وقد ظهر على هذه الأرض في كل بقعة من بقاعها..
    من يعلِّم الناس عن قانون الحياة .. في الشرق وفي الغرب..
    في الشمال وفي الجنوب.. وفي كل إنسان أودع الله هذا المعنى فيه أيضا..
    بمعنى الفطرة وبمعنى الصبغة..

    صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً (البقرة 2: 138)

    فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا (الروم 30: 30)

    فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ (الأنعام 6: 14)

    أودع في الإنسان سره.. سر الحياة.. سر البقاء.. سر الخلْق..

    هذا السر الأعظم الذي أوجده الله في الإنسان..
    هو رسالة الحق الى الإنسان.. هو رسول الحق إلى الإنسان..
    فالإنسان فيه سر الله.. فيه كلمة الله.. فيه نور الله..
    فيه رسالة الله.. فيه رسول الله.. ولكن الإنسان لا يرى ذلك في وجوده..
    لأنه مشغول بخارجه.. مشغول بدنياه.. مشغول بعاجل أمره..
    لم يعطِي فرصة لهذا الوجود الحقي فيه ليظهر..
    لم يحاول أن يعكس البصر الى داخله..
    لذلك جاءت الديانات وجاءت الرسالات وجاء الأولياء
    وجاء عباد الله الصالحين.. الذين يوجهون الإنسان..
    الى أن ينظر الى داخله وأن يعكس البصر الى داخله..

    وفي أنفسكم أفلا تبصرون
    (الذاريات 51: 21)
    سنريهم ءاياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق
    (فصلت 41: 53)
    إن رسالات السماء جاءت لتساعد الإنسان أن يسمع ما فيه من حقيقة..
    وأن يقرأ ما فيه من حقيقة.. وأن يعكس البصر الى داخله..
    وأن يتعلم كيف يستمع الى رسول الله من داخله.. من فطرته..
    من حقيقته.. من سر الله فيه.. جاءت رسالة الحق..
    لتعلِّم الإنسان ذلك.. لا لأن تفرض عليه أشكالا وألوانا وصورا
    دون فهم أو وعي.. جاءت لتعلِّمه كيف يقيم صلة بينه وبين ربه..
    جاءت لتعلمه كيف يعيش بحقيقته.. وكيف يتعرض لنفحات الله..
    جاءت لتعلمه كيف يتعامل فيما هو مخلَّف عليه في الأرض..
    جاءت لتعلمه كيف تكون له قِبلة وكيف يكون له هدف..
    جاءت لتعلمه أنه خُلق لحقيقة كبرى..
    وأن أمامه الطريق ليصل الى هذا الهدف والى هذه الحقيقة..
    بأن يعطي فرصة لمعنى الحق فيه أن يكلِّمه..
    ولمعنى الحق فيه أن يرشده.. ولمعنى الحق فيه أن يوجهه..
    ولا يكون ذلك إلا بأن يهيء وجوده لهذه الصلة بينه وبين
    ما فيه من حقيقة.. ولا تقوم هذه الصلة وهو منغمس في
    الدنيا الى أذنيه.. وهو لا يهمه شيء إلا عاجل أمره..
    وهو متعجل في دنياه.. لم يعطي فرصة لما فيه من حق أن يتجلى
    ولما فيه من حق أن يتكلم.. فسيضيع في هذه الدنيا..
    فالتوجيه الحقي للإنسان هو أن يعطي فرصة لما فيه من فطرة الله..
    ولما فيه من صبغة الله.. أن يظهر على سطح وجوده..
    إذا أعطى الإنسان هذه الفرصة لفطرته.. وجَد الحقيقة..
    فإذا لم يعطي هذه الفرصة فلا حقيقة له.. ولا نجاة له.. ولا فوز له..

    إنّا حين نرى الناس اليوم.. في الشرق أو في الغرب..
    نجد معظمهم وهم لا يُعطون فرصة لمعنى الحق فيهم أن يتجلى
    عليهم أو أن يكلمهم أو أن يعلِّمهم أو أن يرشدهم..
    فإما أنهم يعتقدون أنهم بظاهر فعلهم وبظن دين فيه يقومون..
    بهذا الدين منشغلون.. ولا يتجهون الى داخلهم..
    وإما أنهم بعاجل أمرهم ودنياهم منشغلون لا يُعطون فرصةً
    لمعنى الحق فيهم أن يتجلى عليهم.. ولا إتجاه صحيح..
    إذا لم يتجلى الحق في الإنسان عليه.. وإذا لم تظهر فطرة الله عليه..
    وتحدِّثه بمعاني الحق كامنة فيه.. لذلك وجَب على الإنسان أن يهيء
    وجوده لهذا الحق فيه أن يتجلى.. ولهذا الحق فيه أن يظهر..
    إن إستطاع الإنسان ذلك.. لحظة هذا الظهور..
    هو مولد رسول الحق فيه.. ورسالة الحق فيه..
    التي هي بالغةُُ أمرها مهما طال الزمن ومهما طال الوقت
    لو أنها ظهرت فيه وتجلت عليه فإنها فاتحةُُ هذا الظلام..
    ومغيِّرة لهذا الحال إلي أفضل والى أحسن.. بعون الله وقوته..
    إن هذه اللحظة هي لحظة فائقة في تاريخ الإنسان
    وفي حياة الإنسان.. إن قامت فيه بحق..
    فإنه سوف يكسب حياته بإذن الله وبإرادة الله وبعون الله وبتوفيق الله..
    هذا ما يصبو إليه الإنسان أن يعيش لحظة صدق يدرك فيها هذه الحقيقة..
    وتتجلى عليه وتظهر فيه..

    عباد الله..

    إنّا علينا أن نحاول جاهدين لقيامنا فيما أمر به ديننا وفيما كشف
    لنا من قوانين.. حتى يولَد فينا معنى الحق وكلمة الحق..
    وحتى نكون بذلك أهلا لدعوة الحق.. فبعون الله وبتوفيق الله
    نكون من الناجين..

    إن هذه المعاني توحي لنا بها هذه المناسبة الكريمة..
    مولد الرسول الكريم.. الذي كان مولده على هذه الأرض هو ظهور
    للحق عليها.. وانتشر هذا الحق على هذه الأرض..
    من مشرقها الى مغربها.. وبقى عليها.. وسيبقى عليها..
    الى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. لا فقط.. بوجود مادي..
    متمثل في كتاب الله وفي سنة رسول الله.. وإنما بوجود روحي أيضا..
    فكل كلمة حق قيلت على هذه الأرض لا تفنى ولا تزول إنها موجودة
    في أثيرها.. يستقبلها الإنسان الصالح.. ويميز بين الخبيث والطيب
    فيما يسمع.. لأنه إن أعدّ نفسه جيدا لإستمع إليها من مصدرها
    الذي هو قائم على هذه الأرض.. فإذا كان الأمر كذلك بالنسبة
    لهذه الأرض فإن ذلك لا يكفي لأن يكسب الإنسان..
    إنما يكسب الإنسان بتجلي ما فيه هو من حق على وجوده..
    وبتجلى ما هو فيه من معنى الحياة على وجوده..
    وبتجلي ما هو موجود فيه من فطرة الله علىوجوده..
    فلن يصلح الإنسان إلا بصلاح ما فيه.. وظهور ما فيه من حقيقة
    على وجوده.. فليس العبرة أن تستمع الى الحق من خارجك..
    ولكن العبرة أن تستمع الى الحق من داخلك..
    إن سماعك لكلمات الله من داخلك هي التي تغيِّرك من حال الى حال..
    ومن قيام الى قيام.. أما سماع كلمات الله من خارجك فإنها تساعدك
    وتقوّيك.. ولكنها لن تغيرك إلا إذا استوعبتها.. وصدرت من داخلك..
    فتغيرك حقا من حال الى حال..

    إذا عرفت هذا الطريق طريق داخلك وطريق الحقيقة فيك..
    وطريق الفطرة فيك.. فإن هذا هو مولد كلمة الحق فيك
    ونور الله فيك وسر الله فيك.. الذي هو بإذنه سوف يسري
    في كل وجودك ويحولك إلي نور والى قيام حقي نوراني قيام
    حي له بقاء.. وهذا أمل الإنسان على هذه الأرض أن يكون كذلك
    وأن يتحول الى ذلك..

    نسأل الله أن يوفقنا لذلك.. وأن يجعلنا أهلا لذلك..

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. انتصار مصر ... ميلاد أمة
    بواسطة د. سمير العمري في المنتدى أَخْبَارٌ وَإعْلانَاتٌ
    مشاركات: 82
    آخر مشاركة: 12-09-2011, 01:43 PM
  2. "مَن كذَبَ عليَّ مُتعمِّداً، فليَتَبوّأْ مقعدَهُ منَ النّـار "
    بواسطة أسماء حرمة الله في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 25-03-2008, 02:17 AM
  3. مَن قتل مَن ؟
    بواسطة سعيد أبو نعسة في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 01-12-2006, 10:20 PM
  4. رسالة إلى أمة كانت خير أمة أخرجت للناس
    بواسطة محمد سوالمة في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-03-2006, 01:01 AM