" أرجوك لا تقطعي حبل أفكاري ؛ دعيني أكمل ما لم أبدأ به بعد " أين كنت يا إلهي أين ذهبت تلك الفكرة ، آه نعم وجدتها ولكن من أين أبدأ ؟ من أين .. . لكن لماذا أتعب رأسي ؟ لماذا لا أكتب لها شعرًا ، فللشعر قوة تأثير لا يملكها الكلام العادي ، إذًا لأفجر مشاعرها الليلة ولأفاجئها بموهبتي التي لا تعرف عنها شيئًا ، حسنًا سأبدأ بترديد ما سأكتبه بصوتي حتى أحفظه كاسمي ومن ثمّ أكتبها بدمي لكي تتأكد أنّها أول وآخر امرأة في حياتي ، نعم سأبدأ وأقول لها ... اليوم كتبت لكِ .. " يا الله ابتعدي عني يا حبيبتي قليلًا فقط ، ودعيني أكمل كتابتي فأنا اليوم أشعر بأنّني في أحسن حالاتي ، والإلهام يهاجمني بشدة لم أعهدها من قبل ؛ فدعيني أكتب ، أرجوك ابتعدي قليلًا وعندما أنتهي سأناديك ، أرجوك اذهبي إلى الغرفة الأخرى " حسنا لنعد إلى الموضوع أين كنا ؟ نعم سأقول .. اليوم كتبت لكِ ، ولكن مهلًا على أي وزن سأكتب وفي أي بحر سأغرق .. أغرق وأغرق ؟ ، ليكن البحر الطويل ، فأنا أحب العوم ، وبارع فيه أيضًا ، نعم البحر الطويل وقد أتحول فيما بعد إلى السريع فلعل حظي يكون وافرًا فتقتنع بي كشاعر ، وهذا سيضيف لي ميزة أخرى عندها ، وستعلم كم أحبها وكم أخفي في قلبي ما لم تره ولم تسمع به امرأة من قبل ومن بعد أيضًا ؛ نعم فكرة جيدة ، سوف أكتب قصيدة في الحب والبحر وسنبحر معًا في بحار ومحيطات لم نرها من قبل ، لكن يجب أنْ أركز جيدًا ، كي تخرج الأوزان والبحور والقوافي بشكل جميل وأنيق ، نعم سأقول .. اليوم كتبت لكِ قصيدة جمي..." يا لله ألم أقل لكِ أنْ لا تقاطعيني ، اذهبي لبعض الوقت فقط ، أشعر بأنفاسك ستحرقني ، أريد أنْ أجعلها مفاجأة فلا تفسديها أتوسل إليك " حسنًا ها قد ذهبت .. لأكمل قبل أنْ تعود ، أين وصلنا نعم سأقول .. اليوم كتبت لكِ قصيدة جميلة جمال وجهك القمري ، ولسوف أبدأها ببيت لم يبنِ مثله امرئ القيس ،و لو تناهى إلى سمع قيس بن الملوح وقال به لنسفت تلك العامرية قبيلتها عن بكرة أبيها ، والتحقت به ، ولعاشوا في سبات ونبات ، وأنجبوا صبيان وبنات ، وإليك أوله .. غرقت ببحر حبكِ ..." يا إلهي ألم أطلب منك الابتعاد قليلًا ، اذهبي أتوسل إليكِ فقد كدت أنْ أنهي ما أوشكت على أنْ أبدأ به ، أطيعيني في هذا الطلب الصغير اذهبي فقط لدقائق فأنا أشعر وكأنّني غارق في بحور الشعر ومحيطاتها ، فدعيني أكمل أرجوك " ... ها قد ذهبت لأكمل إذن ، أين كنت ، نعم كنتُ أقول .. اليوم كتبت لكِ قصيدة جميلة جمال وجهك القمري ، ولسوف أبدأها ببيت لم يبنِ مثله امرئ القيس ،و لو تناهى إلى سمع قيس بن الملوح وقال به لنسفت تلك العامرية قبيلتها عن بكرة أبيها ،والتحقت به ، ولعاشوا في سبات ونبات ، وأنجبوا صبيان وبنات ، وإليك أوله .. غرقت ببحر حبك في صبايا كأ.. " آه لماذا عدتِ مرة أخرى ألم أقل أنْ تمنحيني بعض الوقت اذهبي من أمامي الآن ، لا أريد أنْ أراك " .. أين كنت ، نعم نعم لكن لعلّها غضبت مني ، أين ذهبت ؟ تعالِ إليّ أين ذهبت ، بسبس بسبس ميوا ميوا ، أنا آسف حبيبتي ، لم أقصد أنْ أؤذي مشاعرك ، أنا آسف جدًا ، تعال إليّ ، لن أكتب شيئًا ، لقد تخليت عن الفكرة من أساسها ، ولن أكتب بعد الآن ، تعالِ أليّ حسنًا حسنًا ، إليكِ بعض الطعام ، كلي ولا تخافي ، ، لا بأس عليك ، فأنا لست غاضبًا منك ، و هي على أية حال لا تعلم بحبي لها ، ولا تعلم بوجودي على هذا الكوكب من الأصل ، لا بأس عليك اهدئي ، هيّا كلي ودعينا ننام بهدوء ، كما كنا ننام دائمًا من قبل . ..