|
رَجْعُ الوَجْد |
|
|
شَفَّ الهوى قلبي فباتَ مُلََوْعا |
و أَنْاخَ راحلةَ الحسانِ بخافقي |
|
|
و اخْتَارَهُ دون الورى مُسْتَودَعا |
ما كُنْتُ أَرْغَبُ أَنْ أَعيشَ قُبَيْلها |
|
|
أودى بيَّ التِرحالُ بِتُّ مُوَدِعا |
أَفْنَيْتُ مِنْ عُمري رَبيعَ شبابه |
|
|
فإذا ببستاني بها قد أينعا |
وَوَدَدْتُ لو انى قُتِلْتُ لأجلها |
|
|
ولقيتُ فى صَلَفِ العيونِ المَصْرعا |
يا للمرافئ كم تُشتتُ أهلها |
|
|
وسَفينها للأهل كم قدْ جَمّْعا |
هذي إلى الأيامِ بِتُّ أَخُطُها |
|
|
و إلى الزمانِ أَبُثُها و ليسمعا |
يا مَنْ لأَولِ نظرةٍ قد خِلْتُهُ |
|
|
بدراً على عرشِ الفؤادِ تَربعا |
يا نافثي سحراً و طيفُ هواكمُ |
|
|
شَّدَ الوثاقَ على الرهين فأوجعا |
هي نظرةٌ ما انفك سحرُ جمالها |
|
|
لما التقت في الوجد عينانا معا |
مَدَّتْ مَوْاشِطَ شركها فتملكت |
|
|
مني فُؤاداً و استباحت مَنْزعا |
نَسَجَتْ لي الأحداقُ من أزهارها |
|
|
ثوباً فَبِتُّ بثوبها مُتلفعا |
حَاْكَتْ لي الأيامُ ألف رديئة |
|
|
و تَنَكّْرتْ بلقائنا أن تَجمعا ! |
سيري فإن النبضَ نبضُكِ في دمي |
|
|
سَكَنَ الفؤادَ ودونما أن يَقْرَعا |
كم غادةٍ قَدْ جَمَّشَتْهُ بشهدِها |
|
|
فَأَبْى لغيركِ في الهوى وتَمَنَّعا |
ما كانَ يدري قبل ذاك بأنه |
|
|
قد أهْرَقَ العمرَ الجميل و ضيعا |
ما كان يَعْشَقُ قبلها فاسترجعا |
|
|
كل الليالي من صباه و جمَّعا |
نَقَشَتْ لي الأقدارُ طي لواعجي |
|
|
ظبياً أماسَ بناظريه البُرقعا |
مَرَّتْ وألقت بالسلام فَمُلِّكَتْ |
|
|
قلباً كواهُ الحبُ حينَ تَرَفعا |
وتَثَاقَلتْ في مشيها وكأنها |
|
|
طيرٌ يُداعبُ غُصْنَه أن وَدَّعا |
ما للوصالِ اليوم يأبى خافقي |
|
|
وذرا النوى ترضى بقلبي مَرتَعا |
فَتَدُكُنِي و تَهُدُنِي و تَشُدُنِي |
|
|
و تُذِيْبُ مني في دجاها الأربعا |
قلبي و عقلي و العيون وأضلعي |
|
|
بعد التملكِ ما عسى أن أصنعا |
ليسَ الغريبُ إذا أضَعْتَ مدائناً |
|
|
إن الغرابةَ أن تكونَ مُضَيْعا |
ما بين جَفْنٍ يَسْتَبيحُ بنصلهِ |
|
|
قلبَ الفتى وسهامه إذ أَوْدَعا |
مالي وللغيدِ الحسان ونفثها |
|
|
هل جَدَّ في نفسي هوى واسْتَقْرَعا |
الليل أهدى للحبيبِ سكونَه |
|
|
وظلامه في جانبيَّ تَقَرّعا |
و نَديمُ روحي في الغرامِ توجعي |
|
|
و قرير عيني في غيابك أدمعا |
تَمْضي بي اللوعات في سُجُف النوى |
|
|
و تَديرُ للعشاق مني مَنْبَعا |
لَمْ يبقِ فيّ الوجدُ أي نضارةٍ |
|
|
بَاْلِ الثياب تَعَاْفُهُ إن رُقِّعا |
بالله يا سيفَ الزمانِ تَرَفقا |
|
|
بي لو أَتَيْتُكَ مذنباً متشفعا |