أسابق شوقي فيك فلا أعلم من يسبق منا الآخر , أبساط سليمان اعتليت الليلة أم مراكب خيوله, فلأعلم ما هذا الوهج المبثق من داخل أعماق السمو يضيء دربا أم يحرق فتات رماد أذابه كثرة الشوق.
قرأت معاجم الشوق كلها الليلة فلم أجد بينها ما يروي غلالة خاطري من التعبير , ولا يشبع نهمي من الحديث عنك , حاولت كسر القلم ,ربط الشعور, إخفاء الورق, فعصتني أناملي لتكتب في الهواء!!!!
أي كتائب جرارة هذه ؟
لله درك-يا نفس- أي البراكين الخامدة قامتِ, الليلة وأي الوديان جرتْ بعد جفاف وتصحر اعتادتْ عليه أراضينا , أترايَ اسْتسْقيتِ في محرابك أيتها الصومعة فنزلتْ أمطار الود تبلل أرضك, فاعتدتِ الربيع بعد ما ألفتِ الجفاف, وأنِستِ النسيم بعدما أدمن الصِّر , أو تتنظرين أن يخبرك الطير أنغاما بات أذنك تسمعها بكرة وعشية ,أم تنتظرين في إشراقة الشمس وسناها إطلالة مرتقبة, أم في ذاك البدر الذي اعتدت ِمناجاته كان الخبر , من يعتد الدفء في ليال شاتية يهلكه بل يتعبه أي قرصة برد ,فيتمنى لو أن السنة كلها شتاء حتى تظل تلك النار قبسا لا يخمد .
عجيبة هي اشواقي, غريب هذا التأجج الموجود بين حناياي , أي روح غدوت أملك, لم يعد لي عليها سلطان فقد أعلنت التمرد والعصيان وشق الطاعة ,أَبِقَتْ النفس وحُق لها أن تـآبَق عندما رأت حريتها مع ذلك الشهاب المنطلق في فضاء رحب .
لحظة وقبل الختام أيتهاالسمو كنت مالكة فأصبحت مملوكة سيدة فصرت تابعة, أيعقل هذا ؟ّ
ويلك أيها القلم !!!!!!!!
ألم تعلم أن الروح تعطي الكثير مقابل أمر خفية لايدركه الباصرون ولا يجد آثاره حتى قُفاة الأثر, فسيظل الأمر سرا, كما تعودنا أيتها الصومعة ينهتي إفشاء الأمر عندما أغلق بابك الخارجي ,ليظل السر فيك لا يُجاوز لك حدا ولا يكسر لك سدا, مهما بلغ عتو الشوق وجبروته