مصافحة أولى لواحتكم الغناء
مازلت تلك الطفلة
التي تتحسس
طريقها بين الظلمات
ما زالت تبحث
بين الحجرات
عن شيء مفقود
منذ سنوات
لا تستطيع
أن تترجمه الكلمات
عن حنان أم
عن احتواء أب
عن دفء حب
عن بعض الحكايات
عن معنى الموت
لماذا يتحول الجسد
والقلب النابض
والعقل الواعي
واللسان المفوه
إلي سكون وصمت
ما زلت أسمعها تبكى
بداخلي
عندما ترى نزيف الدماء
عندما تصطدم بالزيف
والخداع
والرياء
عندما تجد للنفاق
لغة
بين الأصدقاء
عندما تجد الحياة
التي يتطاحن
عليها البشر
ما هي إلا
دار فناء
تزل خطاها البريئة
بين الأزقة
وهى تتساءل بغباء
أين الإنسان؟
ما هو الإنسان؟
كيف صار
وكيف أصبح
ويعود الصدى
برجع السؤال
يحمله الهواء
وتظل تبكى
وتبكى
بلا زيف
أو خداع
أو رياء
نقية في زمن
بلا نقاء
من أنهار دموعها
أرى انعكاس الأشياء
تمنيت يوما
ابتسامة تبدد أحزانها
فوجدتني لا أجد لها
ابتسامة فرح
تنسيها آلامها
وتذهب عنائها
قدرها أن تصبر
وقدري معها
أن أتحمل بكائها
وأسير قدما
بلا تعثر
بين حيرة العقل
وانصهار القلب
في آفاق سمائها
عبير