اسمحوا لى أن أعود معكم بالتاريخ إلى الأندلس
وجيوش الفرنجة تحاصر إحدى الإمارات الإسلامية هناك
ونتوقف لنرى النخبة المثقفة فى هذه الإمارة وقد تركت مواجهة العدو وتفرغت لتتقاتل فيما بينها على إجابة اخطر واهم سؤال فى تاريخ البشرية
وهو
كم ملك كريم يستطيعون الوقوف على راس دبوس واحد ؟؟!!!!!!!!!!!!
انشغلوا بإجابة هذا السؤال الخطير وشغلوا الأمة كلها معهم فى البحث عن إجابته
وكانت النتيجة المنطقية أن دخلت جيوش الفرنجة الإمارة وقتلت الجميع وقضت على الإسلام بالأندلس بل وقضت على الوجود العربى ذاته هناك وضاعت الأندلس من يد العرب إلى الأبد
والآن
لنعد سريعا إلى واقعنا العربى المشرق الرائع الجميل الكريم
نعود لنكتشف أن روح وفكر كهنة تلك الإمارة الاندلسية كان أهم وأوضح ما اكتفينا بأخذه من الأندلس
إسرائيل تستعد للقضاء على أهل فلسطين وهو ما إن حدث سينطلق الطوفان الاسرائيلى ليكتسح الجميع من النيل إلى الفرات وهو ما يعنى استيلاء إسرائيل على الأردن وسوريا ولبنان والكويت والإمارات وقطر والبحرين وجزء كبير من السعودية يحوى المدينة المنورة وجزء كبير من مصر
وهناك الآن تواجد اسرائيلى قوى فى شمال العراق تهيئة لتقسيم العراق
وأمريكا حضرت بجيوشها ودمرت العراق واحتلته
واحتلت أيضا السعودية والكويت وقطر والبحرين والإمارات فالتواجد العسكري الامريكى بهذه الدول ليس له اى مسمى آخر غير الاحتلال
وأصدرت أمريكا قرارا من مجلس الأمن لإجبار سوريا على سحب قواتها من لبنان توطئة لمهاجمة سوريا بدعوى عدم انصياعها لقرارات الأمم المتحدة
وقد أصدر الكونجرس الامريكى قراره بمعاقبة سوريا
واستصدرت أمريكا قرارا آخر يتيح لها التدخل فى السودان توطئة لفصل دارفور كما حدث مع جنوب السودان
وأطلقت أمريكا مبادرتها باسم الشرق الأوسط الكبير واتفقت مع الدول الثمانية الكبرى فى العالم على حتمية تنفيذها
وهى مبادرة تهدف إلى القضاء على الإسلام (باعتباره مصدر الإرهاب)والهوية العربية وتقسيم الدول العربية إلى مجرد دويلات متناحرة على أساس عرقى ومذهبى حتى تظل إسرائيل الكبرى وحدها هى عملاق المنطقة وتتمكن من السيطرة عليها
ووسط كل ذلك
نجد أن فكر وروح كهنة الإمارات الاندلسية هو ما يسيطر على فكر بعض تلك النخبة المثقفة التى يفترض بها أن تقود هذه الأمة لمواجهة تلك الأخطار
نظرة سريعة على تلك المواضيع التى يثيرها البعض وعلى تلك الحوارات التى يحاول البعض إشعالها تدلنا أن بذرة كهنة الأندلس قد أثمرت وأينعت فى أرضنا العربية بكثرة ووفرة
فبدلا من التصدي للهجمة الأمريكية الإسرائيلية وإيضاح خطورة الوضع
بدلا من محاولة إيقاظ الأمة لتواجه ما يعد لها
نجد البعض يحاول جرنا بعيدا لنعيد مناقشة ذلك السؤال الازلى
كم ملك كريم يمكن أن يقفوا على راس دبوس واحد ولكن بعد تحويره قليلا وإعطاؤه شكلا حديثا
ولكن يظل جوهره انه قضية لا نمتلك ترف مناقشتها فالعدو لم يعد على الأبواب بل أصبح داخل الوطن
يا سادتى
لسنا وحدنا على شبكة النت
فهناك كثيرون يراقبون كل حرف يكتب ويدرسونه ليعرفوا كيف تفكر الشعوب ومنه يقررون كيف يتعاملون معها
هم يعرفون جيدا أن الأمية الأبجدية تنتشر فى العالم العربى وهو ما يعنى أن مستخدمى الانترنت فى عالمنا العربى المفروض أنهم تلك النخبة المثقفة التى أجادت القراءة والكتابة وارتقت لتجيد التعامل مع أجهزة الكمبيوتر وهى نخبة تمتلك الوقت والمال الذى يتيح لها دخول شبكة النت
ومع كل الأخطار التى يواجهها العالم العربى ترى بأي انطباع سيخرجون عن تلك الشعوب التى تنشغل نخبتها بمناقشة بعض القضايا التى يثيرها البعض على شبكة النت
التصدى لهجمة الأمريكية الإسرائيلية ليس ترفا نمارسه فى وقت الفراغ وليس مجالا نستعرض فيه مهاراتنا اللغوية
بل يجب أن يكون التصدى لأمريكا وإسرائيل قضية حياة أو موت ويجب أن يكون هو محور حياتنا
الشباب العربى الذى يتواجد فى النت أمانة سنحاسب عليها
ترى اى اولويات نعطيها لهم ؟؟
الهجمة الأمريكية الإسرائيلية تستهدف الوجود العربى ذاته
ألا هل بلغت اللهم فاشهد
جمال النجار