منال استيقظي يا بنيه
لقد تأخرت عن إحضار حصتنا من الخبز من عند خباز الحارة
وأخاف أن يبرد الخبز وينفذ سريعاً هذا لان الخبز عنده مذاقه طيب وحلو كذلك ينضج باكرا في فرنه العظيم
إلا انه في فترة ما يتوقف عن العمل
واحسبها فترة ما قبل وبعد الظهيرة لكل يوم يمر علينا
لا تقلقي يا اماه الخبز لا احسبه ينفذ وانا اسرع من عامل الوقت
فالشمس لم تغرب بعد وحرارتها كفيلة بمد الجسد بروح الخبز واكثر من حرارته
كذلك تعلمين يا أمي بان الخبز متوفر كثيراً في هذه الأيام وفي الأفران كلها
وهذا لأننا نزرع بذور الحياة باستمرار
يا منال علينا إلا نغتر بخصوبة هذه الفترة بالذات
فهي تنسلخ فجأةً عن الجسد وتصبح تماماً عارية ًمن روحها المرنة وذات التربة الخصبة
فالخصوبة لا تطلب منا أن لا نأكل رغيفنا من الخبز دافئاً وطازجاً صباحاً وفي كل يوم
فلا بد من نهوض من بحر الجمود إلى بحر الشموخ وبسرعة البرق
فحرارة الفرن تقل تباعاً لان الحرارة من نصيب السابقين إليها
هذا ما أردته منك يا منال الصحوة والوقت والنهوض باكرا
فالحياة صباحاً أحلا وأطيب ومن يحليها إلا رغيف الخبز وتقاسيمه المدورة كشروق مستمر في النفوس ألطيبه وإلا يكن كذلك متنا وهلكنا كلنا في الأرض وعلى الأرض
فهيا ا أسرعي واحضري معك ما طلبته منك يا بنيتي
ولا تعودين إلينا من دون خبزنا لهذا اليوم
وإلا فلن يبقى لنا حياة بعد الآن على وجه الأرض