رحيل فوضويّ ..
..و ما زلتِ في البالِ ..
هذا الحَمامُ و هذا الكلامُ ..
و هذي السلالمُ تصعدني وجعاً وجعاً ..
ربّما صُمْتُ نبضاً عن النبضِ قلبينِ ..
من أجلِ حبٍّ يعودُ ..
بما لا يعودُ الرحيلُ بهِ..
و ما زلتِ قبّرةً في الشرودِ
على مقبض القلبِ..
نهرٌ هو البيْنُ ..
لو تعبرينَ ..
كأغنيّةٍ شَمّرتْ
في دمائيَ عن لحنِها ..
كترنيمةٍ هَدْهَدَتْني فنامتْ ونمْتُ ..
حزيناً على حزنِها ..
و أشبّ برائحةِ الشعرِ ..
و اللونُ أشبهُ بالوخزِ في غفلةِ الروحِ ..
بوحٌ لخبز الصباحِ..
الذي تدهنينَ بزعتر وَجْدي ..
و بوحٌ لقربكِ من بُعْدِ بُعْدي..
و بوحٌ لعينيكِ ..
تفترشانِِ البحارِ على صلواتِ الغرامِ..
صلاةً .. صلاةً ..
قلتُ : أحبّكِ ..
قلتُ: أريدُكِ ناراً مَجوسيّةً ..
تعبدينَ جنوني ..
و لا تخمدينَ ..
و قلتِ : أريدُكَ بُعْداً .. و بُعْداً و بُعْداً ..
و رحتِ تدقّينَ كلّ النواقيسِ ..
أعلى من الشوقِ
و الطيشِ ..
و التّيهِ ..
يكبرُ رملاً فبحراً يخوضُ الرمالْ
سلامٌ على أرقي أرِقاً ..
و على البالِ زالَ ..
و ما زِلْتِ في البالْ
فوضى رحيليّة ...
سَمّيتُ ليلَ القبّراتِ جروحا و بَكَتْ .. فكنتُ العاشقَ المفضوحا و حَمَلتُ أوهامي على أوهامِها كذباً .. يردّ إلى المَرايا الرّوحا و خُبِلْتُ .. خانتني رؤايَ و أقعدتْ قلبي خطايَ إلى الجموحِ .. جُموحا فبأيّ نارٍ ..؟! ..لا رمادَ لغربتي يقضي لبانةَ لوعتي تبريحا إنّ الخطيئةَ من هنا .. و أنا هنا .. جُرْحٌ ..أودّعُ من دمي .. المسفوحا
فوضى فوضويّة
الخطيئةُ مغفرةٌ للخطيئةِ ..
و الجَنّةُ الذنْبُ ..
و الذنْبُ آيةُ قلبي ..
من الجُبّ ..
لو آمنَ النبضُ لارتحْتُ ..
حقّ هو الحُلْمُ ..
حقٌّ ..إذا كنتُ أعلى من السقفِ في الأرضِ
أعلى .. و أكسرُ غيبَ الجدارِ ..
بعيني .. و رمشِكِ ..
ثمّ أصيحُ : ألا كلّ شيءٍ جدارٌ ..
ألا كلّ شيءٍ يزولُ ..
و أسقطُ من فزعي ..
و الشبابيكُ تتركُ أعينَها خلفَ أعينِها ..
ثمّ تسقطُ..
و السقفُ يسقطُ من خوفهِ..
و يهرولُ ..
إنّ لحُلْمكِ متّسعٌ في الحقيقةِ ..
لو كانَ يوجدُ متّسعٌ للحقيقةِ ..!!
الحبّ يتركُ ألوانَهُ في متاحفِها ..
و القصيدةُ تتركُ أحرفَها ..
و الكلامُ يرفّ شظايا ..
مرايا لكلّ الكلامِ الذي لا يجيءُ ..
البريءُ هو الذئبُ يجني عليهِ القميصُ ..
و يجني علينا الترابْ ..
لأنّ الصحاري مياهٌ ..
و أنّ المياهَ سَرابْ
فوضى ..
فوضى .. و تطرحُ سقفَها أَرْضا و تشيعُ .. لا طولاً و لا عَرْضا
إذا شاعَ من قلقي.. قلقي .. قلَقاً ..
فالقصيدةُ تعبرني ..
و أدوخُ بضوضائها ..
ثمّ أخرجُ عَنْْ سكّتي ..
هل أنا .. من أنا ؟!
أتصاعدُ حدّ الكلامِ و أهطلُ صمتاً ..
كأنّ الصدى ساربٌ في المدى ..
لا صدى ..
و لا يحملُ الأمسُ فيهِ الغَدا ..
لا صدى ..
فوضى .. و في أحشائها لغةٌ .. عضّتْ على أصدائها عَضّا
فوضى ..
... و فوضى ..
.. . ك ..ل.. ل.. ه.. ا .. ف .. و ..ض.. ى
..