|
رُوحي إلى بَلَدِ الزُّهُورِ تَرُوحُ |
فَتَضُمُّها في قاسَيُونَ سُفُوحُ |
أنا وَمْضَةٌ بِسَما دِمَشْقَ لَبارِقٍ |
أنا عَزْفُ نايٍ صَوْتُهُ مَبْحُوحُ |
أنا غَيْمَةٌ تَجْتازُ أُفْقَ سَمائِها |
وتَرُوحُ يَحْمِلُها الهَوا والرِّيْحُ |
بَلْ عابِدٌ تَحْتَ الرِّواقِ مُزَمَّلٌ |
ولَهُ بِدَيْجُورَ المَسا تَسْبيْحُ |
أنا طَيْفُ شَوْقٍ هائِمٍ بِفَضائِها |
أو ماءُ قَطْرٍ في الثَّرى مَسْفُوحُ |
قَلْبي على " الأُمَوِيِّ " حَطَّ حَمامَةً |
تَهْوي فَتَلْقُطَ حَبَّةً وَتَسِيْحُ |
أخْتالُ في "سُوقِ الحَميديْ" عابِراً |
كُلَّ المَفارِقِ في الزُّحامِ ألُوحُ |
أقْرأُ على الحَجَرِ القَديْمِ مُدَوَّناً |
سِفْراً بهِ للسَّائِلينَ شُرُوحُ |
تَتَعانَقُ الشُّرُفاتُ في حاراتِها |
سِرّاً تَكَلَّمُ لا تَكادُ تَبُوحُ |
أتَنَفَّسُ الرَّيْحانَ مِنْ أسْوارِها |
عَبَقاً تُحَلِّقُ في سَماهُ الرُّوحُ |
يا ذي العِماراتُ القَديْمَةُ شَدَّني |
طرْسٌ بِوَجْهِكِ للزَّمانِ فَصِيْحُ |
ّلما بَدا المَاضي أمامَكِ ماثِلاً |
أمْسَيْتُ دُونَكِ أغْتَدي وأرُوحُ |
هذا جَناحي في حِماكِ مُحَلِّقٌ |
والقَلْبُ عِنْدَكِ مُوْثَقٌ مَطْرُوحُ |
بُورِكْتِ يا شامَ العلا كَمْ أشْوَس |
واراهُ في زاكي ثَراكِ ضَريْحُ |
للأنْبياءِ بِغُوطَتَيْكِ مَعابِدٌ |
للأولياءِ مَعاقِلٌ وصُرُوحُ |
يا شامُ يا قَلْبَ العُرُوبَةِ يا سَنا |
أمَلٍ تَلُوذُ بِجانِبَيْهِ الرُّوحُ |
لوْ كانَ نُوحٌ في السَّفِيْنِ مُخَيَّراً |
لما نَجا لانْسابَ نَحْوَكِ نُوحُ |