الحبيب الغالى د . مسعد
ها نحن ننتظر المجيء ...
ها نحن نحلم بالوصولْ .
* * *
في كل شريان نضخ السم ..
نملأ جوفنا قيحا ...
ونصرخ في مآتمنا ..
ونصرخ يا رفاق الدرب ..
نصرخ ملء شدقينا ... !
وما سمع الصراخ ...
لنا مضيف ..
* * *
يا أيها الآتي ... متى .. ؟
الدرب ممتد ...
ويمتد المدى ...
وبين قلوبنا والدرب ...
أوردة تصولْ .
تنزّ الدمّ ...
تغسل وصمة التسويفْ ...
الدرب أوغل في الردى ..
فإلى متى ... ؟
يا أيها الآتي نماطلْ ..
وإلى متى ... ؟
يا أيها الآتي نساومْ ..
وإلى متى ... ؟
يا أيها الآتي ...
يطول غيابنا ..
والأرض خضبها النزيفْ
*******************
قرأت فيها نفسى
لأنها صريحة مباشرة قوية , و أنا ممن لا يحبون الإيغال فى الرمزية
و لأنها تصرف الموهبة فى مجرى الحق
بدلا من الغرق فى دوامات العشق
حتى صار جل الشعراء عشاقا أغلب الوقت , و مناضلين أحيانا
و صار جل القراء متخما من كثرة جرعات الغرام , و كأن الحياة كلها هيام
أو كلها تأمل فى وجه أنثى أو شخصية رجل ملتاع
و كأن الترف الفكرى بلغ مداه من كثرة الراحة و المتاع
مع أننا أمة حق لها أن تكف عن البسمات و السرور ,
كما كان سيدى ابن أيوب رحمه الله يقول
كيف أضحك و القدس فى الأسر
و كنت أترنم بها صبيا
و اليوم فهمت أن الكل فى الأسر
و أن القدس لم تكن أول عاصمة تسقط بل كانت الأخيرة
و لم تسقط بل سلمت جريحة مخذولة
و أن الكل فى الأسر من زمن بعيد
الأرض و الفرد
النفس و النفيس
الغالى و الرخيص
القلب و القالب
عقول أسرتها أوهامها , و قلوب حبستها أضلاعها
قيدتها علائق الطين فلم تحلق سوى تحت ظل الشجرة
كم سابح فى غيه عوام مستدرج بالستر و الإنعام
يا أيها الروح التى فى جثتى أغرقتها فى أبحر الآثام
***********************
فاهجر سبيل التمادى و المنى مع أبحر التسويف و الآثام
حتى متى الأخيار فى أخدارها حيث العذارى فى يد الأطغام
بارك الله فيك أخى الحبيب