|
أنا العَرَبيُّ الفَذُّ تَلْمَسُ جَبْهَتي |
|
|
رياحُ الصَّحارى والشُّمُوسُ فَتَنْصَعُ |
إذا اشْتَدَّتْ الأيّامُ عِندي تَجَلُّدٌ |
|
|
على البُؤسِ لا أعْنُو ولا أتَضَعْضَعُ |
ورِثْتُ خِلالَ الجُودِ عَنْ كُلِّ ماجِد |
|
|
فما أنا في فِعْلِ العُلا مُتَصَنِّعُ |
ولكِنَّني تِرْبُ النَّدى وحَليفُهُ |
|
|
تَهُبُّ لِداري العافِياتُ فَتُمرِعُ |
مِنَ السّادَةِ الأنْجابِ أبْناءِ يَعْرُبٍ |
|
|
لِمَجْدِهِمُ الدُّنيا تَدينُ وتَخْضَعُ |
لهُمْ دَوحَةٌ في الأرضِ غابَتْ عُرُوقُها |
|
|
وأفرُعُها فوقَ السُّهى تتفَرَّعُ |
جَعَلْتُ فَعالي قَبلَ قَولي ولا أُرى |
|
|
أُزَيِّنُ أقوالاً لها الفِعْلُ يَتْبَعُ |
وسَيْفي على الأهْوالِ يَبرِقُ مُصْلَتا |
|
|
صَفاةُ العِدا مِنْ هَوْلِهِ تتَصَدَّعُ |
وإنْ حَمِيَتْ نارُ الوغى بِسُعارِها |
|
|
فلي دُونَها نَصرٌ وإلاّ فَمَصْرعُ |
ويَندُبُني المَلْهُوفُ يَعرفُ عادَتي |
|
|
بأنّيَ مِنْ كُلِّ الفَوارسِ أسْرَعُ |
وإنْ زارَني ضَيْفٌ وقدْ نَزُرَ القِرى |
|
|
ذَبَحْتُ جوادي للضُّيُوفِ لِيَشْبَعُوا |
ولا أنْقُضُ العَهدَ الذي قدْ عَقْدْتُهُ |
|
|
فإنِّيَ عنْ فِعلِ الخَنا أتَرَفَّعُ |
بِصَبري على الأيّامِ أبْني مَكارِمي |
|
|
وأرْدَعُ نَفْسي عَنْ هَواها فَتُرْدَعُ |
إذا رُمْتَ أنْ تَحيا بِمَجْدٍ وسُؤدَد |
|
|
فإنَّ خِلالَ الجُودِ للمَجدِ مَهْيَعُ |
ولا تَحسَبَنَّ الجُودَ غابَتْ رِكابُهُ |
|
|
ففي البِيْدِ باقٍ حاتِمٌ والمُقَنَّعُ |