|
تَهْذِي أَرَاكَ سَفِيهًا فِي الضِّلالِ غَضَا |
تُؤْذِي الأَرَاكَ وَتَسْقِي الغُلَّ جَمْرَ غَضَى |
مَا إِنْ رَطَنْتَ بِقِشْرِ العِلْمِ مُنْبَطِحًا |
حَتَّى ظَنَنتَ بَأَنَّ الفَهْمَ قَدْ نَهَضَا |
فَخُنْتَ تَلْحَنُ فِي قَدْرِ الذِينِ عَلَوْا |
وَخِبْتَ تَطْعَنُ فِي الحَقِّ الذِي فَرَضَا |
مَنْ أَنْتَ؟ قُلْ لِي أَدَيُّوثٌ عَلَى طَبَقٍ |
يُقَدِّمُ العِرْضَ كَي يَسْتَقْدِمَ العَرَضَا |
مَنْ أَنْتَ؟ قُلْ لِي أَزِنْدِيقٌ يُطِيعُ هَوَى |
وَيَتْبَعُ الزَّيْغَ وَالمَعْنَى الذِي غَمُضَا |
مَنْ أَنْتَ؟ قُلْ لِي أَمَوتُورٌ بِشَرِّ أَذَى |
يُنَاصِبُ المَنْطِقَ الأَمْرَ الذِي بَغَضَا |
مَنْ أَنْتَ؟ قُلْ لِي أَمَفْتُونٌ وَمُعْتَزِلٌ |
يَرَى الكَلامَ دَلِيلا وَالنُّهَى عِوَضَا |
مَنْ أَنْتَ؟ مَنْ أَنْتَ؟ إِلا أَنْ تَكُونَ قَذَى |
أَغْرَى الذُّبَابَ فَألْقَى نَفْسَهُ حَرَضَا |
أَوْ أَنْ تَكُونَ عَقُورًا غَيرَ ذِي أَرَبٍ |
لَمْ يَبْلُغِ الحُلْمَ فِيمَا خَاضَ أَو مَخضَا |
غِرًّا وَتَحْسَبُ نُلْتَ المَجْدَ إِذْ ضَبَحَتْ |
بِكَ الخَطَايَا إِلَى الرَّمْسِ الذِي انْقَبَضَا |
مُذَمَّمًا فِي مَضِيضِ اللأَيِ مُنْتَبَذًا |
مُسَفَّهًا فِي حَضِيضِ الرَّأْيِ مُنْخَفِضَا |
هَلْ يَسْتَوِي مُؤْمِنٌ بِالمُحْكَمَاتِ هُدَى |
وَمَنْ يُحَرِّفُ بِالتَّأْوِيلِ مُفْتَرضَا |
أَلَيسَ فِي النَّفْسِ لِلمُرْتَابِ مَوْعِظَةٌ |
أَنْ كَانَ يَنْقُضُ حَدُّ العَيشِ مَا نَقَضَا |
وَالعَقْلُ بَوتَقَةُ الإِدْرَاكِ مَا عَلِمَتْ |
قُصُورَهُ عَنْ مَدَى الكُنْهِ الذِي وَمَضَا |
أَكُلَّمَا رَامَ مَأْفُونٌ نِصَابَ رِبَا |
أَصَابَ لِلدِّينِ حَدًّا أَو شَكَا مَضَضَا |
كَأَنَّمَا الكُفْرُ حَقْلٌ فِي سَنَابِلِهِ |
قَمْحُ التَّحَضُّرِ لِلفَأْرِ الذِي قَرَضَا |
أَوْ أَنَّهُ مِنْ فُرُوعِ الفِكْرِ مُزْدَهِرًا |
وَلَيسَ يُزْهِرُ فَرْعٌ جَذْرُهُ أَرِضَا |
شَرُّ الأُمُورِ سَقِيمٌ يَحْتَسِي غَصَصًا |
سُمًّا وَيَحْسَبُ فِي تِرْيَاقِهِ المَرَضَا |
وَأَعْجَبُ الحَالِ أَعْمَى هَامَ فِي سَدَفٍ |
وَقَامَ يَقْدَحُ نُورَ الشَّمْسِ مُمْتَعِضَا |
هَلا تَكَلَّفَ ذُو عِلْمٍ سَبِيلَ هُدَى |
مِنْ أَنْ يُجَدِّفَ فِي الآيَاتِ مُعْتَرِضَا |
فَإِنْ بَغَى صَادِفًا فِي الأَرْضِ فِي صَلَفٍ |
ضَاقَتْ عَلَيهِ فِجَاجٌ ثُمَّ ضَاقَ فَضَا |
أَمَا رَأَيتَ إِلى النَّمْلاتِ أَتْعَسَهَا |
نَبْتُ الجَنَاحِ فَطَارَتْ نَحْوَ حَتْفِ قَضَا |
وَالكَلْبُ مَهْمَا ارْتَقَى تَبْقَى نَجَاسَتُهُ |
سِيَّانِ هَرْوَلَ فِي الأَوْحَالِ أَوْ رَبَضَا |
يَا مَنْ رَكَضْتَ إِلى الأَلْبَابِ تُفْسِدُهَا |
بِخَيلِ إِبْلِيسَ هَذَا الفِكْرُ قَدْ رَكَضَا |
إِنَّ العَقِيدَةَ أَصْلٌ فِي شَرِيعَتِنَا |
فَلا اجْتِهَادَ وَلا تَأْوِيلَ بَعْدَ رِضَا |
إِمَّا قَبِلْتَ فَإِيمَانٌ وَتَلبِيَةٌ |
وَإِنْ رَفَضْتَ فَكُلُّ الدِّينِ قَدْ رُفِضَا |
وَفِي الحَقِيقَةِ دَرْبُ الحَقِّ مَا الْتَزَمَتْ |
مِنَّا الضَّمَائِرُ لا تَرْجُو بِهِ غَرَضَا |
كَمْ سَائِمٍ فِي ضَجِيجِ اللَّهْوِ مُنْشَغِلا |
قَضَى الحَيَاةَ قَضَى أَوْطَارَهُ وَقَضَى |
وَكَمْ مُعِيبٍ عَلَى الأَيَّامِ مَا نَضَحَتْ |
مِن الأَذَاةِ وَلَوْ عَافَ الأَذَى رَحَضَا |
أَلَيسَ أَجْدَى لِعَقْلِ المَرْءِ مَعْرِفَةٌ |
مِنْ أَنْ يُؤَرَقَ بِالبِلْبَالِ مُرْتَمِضَا |
لا يَنْكُثُ الحُرُّ عَهْدًا فِي مُسَاوَمَةٍ |
وَلا يُنَاقِضُ فِي الأَمْرِ الذِي نَقَضَا |
وَالخَائِسُ النَّفْسِ لا يَحْيَا بِلا دَخَنٍ |
وَلا يَطِيبُ لَهُ إِلا الذِي حَمُضَا |
مَا أَطيَبَ العَيشَ فِي شَرْعٍ نَلُوذُ بِهِ |
مِنْ كُلِّ قَيدٍ يَجُرُّ الغَمَّ وَالقَضَضَا |
نُحَرِّرُ النَّفْسَ مِنْ أَدْرَانِ شَهْوَتِهَا |
وَنُقْرِضُ اللهَ بِالإحْسَانِ مَا اقْتَرَضَا |
يُسَبِّحُ القَلْبُ صَفْوًا فِي يَقِينِ هُدَى |
وَتَسْبَحُ الرُّوحُ نَشْوَى فِي نَعِيمِ رِضَا |
هِيَ النَّصِيحَةُ فِي الحَالَينِ نَبْذُلُهَا |
مِنْ نَهْجِ أَحْمَدَ بِالحِرْصِ الذِي مَحَضَا |
وَالمُسْلِمُ الحَقُّ إِنْ فِي الحَادِثَاتِ رَأَى |
غِرًّا تَعَدَّى عَلَى دِينِ الهُدَى انْتَفَضَا |
فَفَارِسُ الحَرْفِ بِالحِسِّ الغَيُورِ هَجَا |
وَفَارِسُ السَّيفِ بِالعَزْمِ الهَصُورِ نَضَا |
لا يَدْحَضُ الحَقَّ إِلا سَادِرٌ أَشِرٌ |
وَلا يُقَوَّمُ إِلا بِالذِي دَحَضَا |
إِنْ تَابَ ثَابَ بِعَفْوِ اللهِ مُغْتَبِطًا |
أَوْ عَابَ غَابَ وَحُكْمُ اللهِ فِيهِ مَضَى |