*رسالة عاجلة الى أمي*
بعيد أنت مثل الحلم..
غريب مثل أقمارمكسرة على الشرفات..
ومذعوركأسراب العصافير..
يخبئها سياج الدار واللوزات..
أيقتلني الحنين تقول..
والأمداء مقفرة
فلا أم تخبي في ثنايا الثوب
عطر الليل
لايدها تسوق الخوف خلف مواطن العتمات..
ولا صوت يبلل قاع وجداني
بآفاق من التسبيح والتكبير والصلوات..
أتوق لزعتر الكفين..
لدحنون الخدود السمر..
لأزهار من الليمون عالقة على الكتفين..
لقرقعة الوضوء على بساط الفجرللخلوات..
فمع كل ارتحال للنسيمات
أراك هناك واقفة
بباب الدار..
تهزين اليك جذوع غربتنا
لعل شقاوتي تأتيك والضحكات..
فينساب المساء على
جفون ملّت الآفاق..
على (عكازة) الأحلام..
تهش على دروب الصبربالذكرى
فتبقيها على وعد وأحيانا تلوك الحزن
والخيبات
أنا ياأم مشتاق ولكني..
أكررذاتي الحيرى
فلا أدري الى أين يروح الصوت...
ولا أدري أحي أم مع الأموات..
لديني من جديد لكي
أطّلق ذعرأحلامي
وصبي في شرايني حليب اللوز..عطر الآس والزيتون..
أعيديني هنا للأرض كالدوري
كالغيمات..
وخلي لي مكاني جانب الطابون
وخبي لي عتابات عن الأحباب..
وقولي لي أتى كانون..
وما أدراك ما كانون
تغطى ياضيا عينّي برد الليل كالطاعون
أنا ياأم مذ أغلقتِ نافذتي
وروحي هناك عالقة كعنقود بدالية
كنجم يحرس الطرقات..
أراكِ حين أنفرد بأحزاني
وحين يكون لي وعد مع الأمطار
حين اعود للذكرى أمددها بأشعاري..
وينقّض البكاء عليّ والغصات..
لقد ضاقت بها روحي
وضاقت هذه الدنيا بما رحبت..
تكنّسني المقاهي بعد منتصف الأسى والحزن
وتلفظني أناوجرائدي الطرقات..
أنا مهزوزيا أماه ..
ذاكرتي يخّزقها غبار الصمت..
عاجزة حروفي عن تعابيري
وخرساء هي الكلمات..
فلا تذريني مستمعا
أهز الرأس اعجابا
أناعصفورك الغريد
لاتذريني للخيبات.
معتزابوشقير