|
في الليل تنفث سمها الرقطاءُ |
وبكل لون تخرج الحرباءُ |
والحر يرضى أن يعيش على الطوى |
من أن يُصَرَِّفَ عيشه اللُّؤماءُ |
والحق ينصره الشريف بسيفه |
والخطب ليس يرده الخطباءُ |
واليأس يهزمه الرجاءُ وربما |
يحييك بين اليائسين رجاءُ |
ومن العروبة أن تعيش بعزةٍ |
إن العروبة عزةٌ وإباءُ |
ما ضاع حقٌ أو تفسق فاسقٌ |
إلا بضعف سنه الضعفاءُ |
لا يخدعنك في الذئاب نعومةٌ |
والناب رخصٌ فالذئاب سواءُ |
دقت نواقيس القيامة عندما |
يعلو الوضيع ويحكم السفهاءُ |
إني كريم قد نسجت قصائدي |
في صدر ثوب حاكه الكرماءُ |
ألجمت شعري وانثنيت عن الهوىوهجرت ما يلهو به الشعراءُ |
فالنفس في هم المسير بعيدةٌ |
تأبى المشاعر أن تكون أسيرة |
في ذيل حرف رأسه حواءُ |
فعيون ليلى لجة مسمومةٌ |
ودلال لبنى لوعة وشقاءُ |
القلب يبكي والضلوع جريحةٌ |
والناس بكم والنُّهَى صماءُ |
الليل جاث الغُيُومُ كثيفةٌ |
والدرب وعر والخطى شلاءُ |
جفت سنابلنا وضل طريقنا |
وانسَدَّ مجرانا وغيض الماءُ |
وانسل سيف المستبد يسوسنا |
وتخطفت أكبادنا الأهواءُ |
واستأسد الجُرْذان في أوطاننا |
واستوطنت أبداننا الأدواءُ |
وانشق مجمعنا ومال لواؤنا |
وتنازعت أحشاءنا الأعداءُ |
المجرمون جحافل مصفوفةٌ |
والمسلمون شَرَاذِمٌ فُرَقاءُ |
نمشي على درب الخراب يجرنا |
نحو الخراب أئمة جهلاءُ |
جهلٌ جمودٌ جَفْوةٌ ممقوتةٌ |
فقرٌ فجورٌ فتنةٌ عمياءُ |
وكأن ماضينا المضيء خرافةٌ |
كالغول تضرب رأسه العنقاءُ |
أَوَّاهُ ياقدس الإباء مشاعري |
تَدْمَى عليك وتصرخ الأحشاءُ |
أبكي عليك وقد رأيتك حائراً |
وعلى عيونك ظلمةٌ سوداءُ |
أبكي عليك وقد بكيت من الأسى |
نفسي لجرح في يديك فداءٍُ |
سوق الخيانة قد أقيم فِناءهُ |
في كل ناحية هناك فناءُ |
في كل ركن حاضرون ليشتروا |
بع ما تشاءُ لهم وكيف تشاءُ |
جاءوا بأرضي كي تباع وقبلها |
تاريخ قومي باعه الوسطاءُ |
أمدد يديك إلى السلام ذليلة |
فالذل عند الخانعين رخاءُ |
فلم الدنيّة والشهادة غايتي |
والأرض أرضي والسما والماءُ |
والقدس قدسي والجليل مدينتي |
ورمال حيفا والربى العلياءُ |
وتراب يافا والخليل وما مشى |
عيسى الرسول وأمه العذراءُ |
كم من شهيد في ترابي شاهدٌ |
وعلى ترابي أقسم الشهداءُ |
ألا نسالم من يسيل دمائنا |
حتى تسيل من النحور دماءُ |
ما لليهود وللسلام ألا ترى |
أن اليهود أراذلٌ فسقاءُ |
إن التراب ليستغيث إذا مشوا |
فوق التراب وتصرخ البطحاءُ |
رِجْسٌ إذا جاءوا الغدير تكدرت |
عين الغدير ويستعيذ الماءُ |
شر الخلائق أمة ملعونةٌ |
لا يستجيب لكيدها العقلاءُ |
لا يستجيب إلى اليهود سوى الذي |
في ريحه من ريحهم أشياءُ |
كالكلب يدنو للكلاب وعنده |
نحو الكلاب صداقة ووفاءُ |
من كان يزعم أن في تلمودهم |
عهداً لعمرك ما لديه ولاءُ |
ريح اليهود خبيثةٌ ممقوتةٌ |
بالت على أنفاسها الخبثاءُ |
إني لأعجب ما يخر منافقٌ |
إلا وخر وراءه زعماءُ |
حمر الوجوه وضيئةٌ أجسامهم |
والفقر يلعن جده الفقراءُ |
باعوا الكرامة كي تغوص أنوفهم |
في الطين يرقص فوقها اللقطاءُ |
خروا على قدم اليهود تزلفا |
وعلى الأسافل رايةٌ بيضاءُ |
يا قدس هزي للجهاد أسنةً |
هزت نصال سيوفها الشرفاءُ |
هزي لواءك للجهاد وأشعلي |
نار الجهاد يقودها الشهداءُ |
هزي لواءك في السماء فإنما |
يكفي جحيم الغاضبين لواءُ |
الله أكبر للشهادة فانفروا |
هذا نداء عاجل ودعاءُ |
الله أكبر من بني صهيونهم |
إن اليهود وما علوا حقراءُ |
آساد غزة حينما لم ينحنوا |
زال القناع وزلزل الجبناءُ |
واستيئس الجمع اللئام وأدبروا |
غماً ينوح عليهم العملاءُ |
وأتت رياحين الصمود بنفحة |
من طيب عطر ساقه الآباءُ |
ورأيت صبحاً بالكرامة مشرقاً |
الطير يشدو والندى وضاءُ |
فانظر بربك كيف تذهب ريحهم |
تعساً وكيف تحسر التعساءُ |
لو كان فينا مثل غزة فتية |
لتربعت في دورنا الجوزاءُ |
إنا لنقسم بالمجيد كتابهُ |
لن ننحني لو دكت الأعضاءُ |
لن ننحني والقدس فوق رؤسنا |
تاج الإباء عزيزةٌ شماءُ |
يا قدس إنا نفتديك بروحنا |
لا تحزني أجفاننا حمراءُ |
كم من خبيث قد غزاك بجيشه |
ذاق الوبال وأدبر الخبثاءُ |
لا تحزني فالرابطون فوارس |
أبناء من رباهم الأمناءُ |
جيل تربى في الرباط على الهدى |
لن يسلموك وفي الضلوع دماءُ |
أجسادنا يا قدس عنك حواجز |
مما يريد بقدسك الخصماءُ |
لا تحزني مسرى الرسول فإننا |
خلف الرسول لربنا حنفاءُ |
يا قدس إني قد رسمتك للورى |
نوراً أضاء سراجَه الإسراءُ |
ولقد كتبتك في السماء قصيدة |
تفدي حروف سطورها العظماءُ |
وتسيل في بحر القريض مدامعي |
بين الحروف وتهتف الورقاءُ |
ما قلت شعراً بل نظمت مشاعريفي من بها يتغزل الشعراءُ |
|