يتهادَى إليّ طيفك، فأدير لحظي عنك!
أنتَ كَلِف بتلك الهنيهة.. أكاد أشعر بذلك..
أو ليس شعوري صائبا؟
تتذكّر جيدا أناملنا المشعشعَة من تحت الطاولة!..
تتذكّر كيف أنّ دموعي المنسجمَة أبتْ أن ترقا!..
كيف كنتَ تستاف بنانك وتقول: كالشّيح تماما يا ترانيم.. تماما كالشّيح!
كيف كنت أرقِّد جفني..
وكيف أذكيتُ غلّتك بنرجسة مراشفي؟
كيف أتأوّد، أتحدّث.. وكيف هي تقسيمة البّرى المرّن حجره في أذنك..
حينما أنكرتُ عليكَ لحظك المتخازر..
سألتك أنْ ما بك..
فأجبتَ أنْ هي ثناياي، وأنّكَ مستميتْ..
وأنّك لم تكن تتخيّل بأنني وطفاء على سبيل المثال..
وأنّك تخشى أن هذا قد لا يكون سوى آلٍ، كلّما اقتربتَ منه يعوج بعيدا..
وأنّ مداد الصّبح في الغيهب لا يمكن له أن يشبهني أبدا..
وأنّها مآقيَّ تخطر للجهة المقابلة، وتتجاهلك!!
وأنّها، وأنّها، وأنّها..
وأنّك لا تستطيع أن تستأدي نظرك لأمر لن تطيقه..
يتهادى إليّ طيفك، ولا زلت أدير لحظي عنك إليه!..
ولا زال يطرق كراي في أوّل سِنَاته!!
ولا زلتُ أُجِنُّ عنه مشاعري، فاكتفيتُ بأن أشير إلى لحن مرسَّل، وأقول: جميل!!
ولا زال القلب مخضوضلا بظلَمك..
ولا زالت كلّ الكلمات جوزاء لا تُمس..
ولا زال الصّوت من آناء النَّبْأة إلى أقصاها!!
لا أُنكر أمنيتي التي ما زالت تُلحّ على لَجَاجتي، فأندم لأنّ الأوان قد فات كثيرا..
أندم لأنّي لم أُقلِّد جيدك بذراعي!
ولأنّي لم أضع راحتّي تماما على سويدائك!
وأنّ بناني لم يمشِ على موطنه المحبّب..
وأنّ موطنه المحبّب يكون أسفل حاجبك..
ولكني كنت أرى ظلمة الرمس كلّما أزمعتُ الشّخوص لحدقك الأكلف..
وقد أصابني من الطَوَى ما لم أعد أستطيع احتماله..
وانتشرتْ بين حناناي سنوات شهباء طوال، تصر أن لا تنتهي..!!
وكنت صوتا مستمرا حبيبا.
فأدرت عيني عنك..
إلى طيفك، وسرابك..
وعناقك هنا وهناك.. أرضا وسماء..