ليتك تعود
جاء الشتاء وأنت لا تأتي حتى تعرى الصمت من صمتي جاء الشتاء وألف أغنية راحت تشب النار في بيتي هذا أنا باق وتلسعني أنّي اتجهت عقارب الوقت هذا أنا وقصائدي ذبلت قد جف في قنديلها زيتــي قالوا غداً يأتي وبعد غد ويمرّ سبت من ورا سبت وأظل خلف الباب مرتجزاُ حزني ويبكي بخته بختي لا شيء من حولي يؤطرني إلا ظلال اليأس والموت ! جاء الشتاء فكيف تخذلني يا أنت يا ولدي ويا كبدي يادرة تزهو على دُرري يا بؤبؤاً لولاه ما بصرت عيني ولا أومت إلى قمري ألقي عصاي هنا وأحملها فكأنما الترحال من قدري وتجوع يا حسان قافيتي حتى يكفكف جوعها سهري كل الطيور تعود يا ولدي رغم الدجى والريح والمطر !! والعمر مهما طال غايته أنــا إلــى عيــن بـــلا أثــر جاء الربيع وضوّع العبق والأرض كالأطفال صاخبةٌ من جوفها الأعياد تنبثق تهدي إلى قاموسنا لغــة فيها الجمال البكر والألق جاء الربيع وأنت منشغل عنا ولا تنبي بك الطرق ! والسحب قد أرخت جدائلها وتزاحم النسرين والحبق عد يا بني فإن بي رمقاً وأخاف أن يغتالني الرمق عد كالسحابة ماؤها غدق إن القلوب عليك تحترق جاء الخريف وجفت السحب جاء الخريف فلا يروق لنا بحر ولا يغري بنا طرب فالشمس ما عادت تضاحكنا والأرض ما عادت بنا تثب وأنا وهذا الصمت يا ولدي منذ التقينا والأسى نسب لو عدت لارتاحت كواهلنا ولفرّ من أعصابنا التعب لو عدت كان شرابنا عسلاً والترب بين أكفنا ذهب لو عدت لا خضلت قصائدنا ولأورقت أعمارنا الحطب