وُقُوفاً على ماءِ الفُراتَينِ
**)) مصــــطفى حســــين الســــنجاري
بَكَــــيْتُ لِعُـقْبَى أُمَّــــةٍ ماتَ صِـــيْدُها
فَصَارَتْ ذَلُولاً , مَنْ يَشاءُ يَصـــيْدُها
أَتِـــلْكُم رُؤُوسٌ أمْ ذيـــولٌ تَرَنَّـحَتْ..؟
تُطاوِعُ رِيْـــحاً , ما تَمِــــــيْدُ تَمِـيْدُُها
كَأنَّ رُؤُوْسَ الرّافِـــعيْنَ رُؤُوْسَـــــهُم
مِنَ الفِكْــرِ والإبْداعِ ِجَـــفَّ رَصِـيْدَُها
نَسَـــــت أنَّها مِنْ أُمّــةٍ تَقْطُنُ الذُّرى
وفــــي أُذُنِ الجَوْزاءِ شَبَّ نَشـــيدُها
وكانت إذا شــَـــــدَّتْ لِجُلّىً نِطـــاقَها
فَسِـــــــيّان مِنها وَعْدُها وَوَعِـــيدُها
تَكالَبَتِ الأحـــداثُ كالمُزْن ِفَوْقـَـــــها
وما عَبَّ مِنْ خَـــمْرِِ الهُدوءِ بَريـدُها
لَكَمْ شرَّقّتْ عَنْ نَفسِها مِنْ مُصـــيبَةٍ
ولـــــــــكنْ خُمـــولُ الأولياء ِيُعيدُها
فَتَعْســــاً لَها مِنْ أُمـَّـــــــةٍ في تَقَهْقُُر ٍ
أ َلِلْقُــدْمِ تَمْضي , والذُّيولُ تــَقودُها ؟
أراهــم على الإخْوان أخْوَةَ يُوسـُــفٍ
أذا زَعَــلُوا حَـــزُّالرِّقاب ِحَصِــــيْدُها
إذا لـَــمْ يَكُنْ في أمـَّــــــة ٍكـَـفُّ رادِع ٍ
سَيَفْتِكُ دَوْما ً بالحُسَــــــين يَزِيـْــدُها
وَتَعْسـا ً لَها مِن ْأُمـــــَّــة ٍما لِحـَــيِّها
سُرورٌ،وفي بَرْدِ الرُّمـــوسِ سَعيدُها
ألا كَيْفَ لا يَدْعـُــو لِمَجْد ٍقَريبـُــــــها
وَقَدْ مــَــلأ َالأفاقَ مـَـجْدا ً بَعِــــــيْدُها
وُقُوْفا ً على بَغْــــدادَ جاءَتْ يَدُ البِِلَى
عَلَى ما بَنَى منْصـورُها وَرَشيــــدُها
فَأَبْكَتْ عُيــــونَ المَـجْدِ مِلءَ جُفُونِها
وَقََدْ هَـــــدَّ ما شـــــادَ القََدِيْمُ جَديدُها
أفـــــي كُلِّ يَــــــــــوْمٍ للمَغُولِ إغارَةٌ
عَلَيها..فيَشْـــــكو نَصْلَ حِقْدٍ وَريدُها؟
وُقُوفاً على ماءِ الفُراتَينِ, لَمْ يَــــزَلْ
يُطــــــــارِدُ أمجاداً خواءً يُريـــــدُها
يَحثُّ الخُـــــطى كالثائرينَ ..بهـــمّةٍ
إذا نازَلَت شُـــــمَّ الجِبالِ تَبيـــــــدُها
وأكتافُهُ مِـــن كُلِّ خَــيرٍ حَليـــــــــقََةٌٌ
تَســَـاوَى لَميسُ الماءُ مِنْها وَبِـيدُها
كَأُمٍّ لطِفْلِ الجارِ تــَـدْفَعُ صَـــــــدْرَها
وَعافَتْ أسِيرَ الجوعِ يَبْكي وَليـــدُها
أيا أُمَّـــــــةً حَـــلَّ الرَّدى بِسَـــوادِها (*)
وَلَمّا نَجِــدْ لِبْسَ السَّـــوادِ يَسُــودُها
فَـَـلا شـَـــيْءَ يَدعُوها لِقََطْْبِ جَبينِها
وَما زالَ مِلَْءَ الصَّحْنِ دَسْماً ثَريدُها
أيا أمَّةً صــــــامَتْ بِصَمْتٍ عَنِ الفِدا
ألا لَيْتَ شِــعري أينَ يَقْبَعُ عِــــيدُها
أَنُحْني لأقْــزامِ الوُجــــــودِ رُؤُوسَنا
وَنَحْنُ رُؤوسُ المَـــكْرُماتِ وجِيْدُها
(*) السّـــــواد : هو أرض العراق
**)) مصــــطفى حســــين الســــنجاري
23/09/2009