لِهاثُ سنيني
هاهو لِهاث ُ سنيني
يُحيط ُ بجسدي المسجى داخل َ نعشي
نافثاً لدغاته فيه
يتأرجحُ نعشي على أكتاف مراسيم جنازتي
وحول النعش تحوم ُ أحلامي المشوهة ٍ
التي كانت تصحو على طرف سريري
وسريري مفعم ٌ بانتحار شهوتي
فوق جسد ٍ عذراءٍ
تاهت أنوثتها في عروقي
وشاخ َ وجهها قبل أوان فَض الستار ِ
ومن تمايل جسدي داخل نعشي
إلى ضياع روحي في أفق نهايتي
ثمة امرأة ..
ترنو إليَّ ..
وجهها خارطة ٌ لتجاعيد ٍ
تتنبأُ لها بنبوءة ٍ تعيدها حيث سفر التكوين
تهذي ولهذيانها بكاءٌ
وبكاؤها عزف ٌ لصمت ٍقديم
يوشح ُ بطنها المتكور الحامِلُ
جنينا يشبهني
قد أكون ُ أنا
وقد يكون ُ ماضيا ً تَلَبَسَ جنينا
يقودها إلى لحظة خبث ٍ
تُعلِن ُ فيها عن ألمَها
تستجدي رحمة قابِلَة ٍ لتخلِصَها
من حمل ٍأضناها طيلة تأريخ ٍ مهزوم
تجهل بدايته .
وفي نهايته ...
صور ُرجال ٍ أدمنوا كؤوساً
على صفحات كتب ٍ خرساء
تضيع ُ عناوينها على أرصفة الموت
تَبحث ُ في وجوههم عن رجل ٍ
يحمِل ُ على وجههِ صورتي
تتمنى أن يبتعد عن بقعِ الوجع
المرابط في خنادق مركبة
من تراب وبقايا أجساد ٍ سبقتني إليها
ومع اقترابي من دينونة ٍ
تخطف ُ سيرتي
وتودِعها مؤرشفة ً على رفوف العَدَم
يبدأ جسدي بالانكماش
تَصمت شهواته
يغلفه ُ لون ٌ مقيت
لونٌ لم آلفه ُ
تربص بي من منصة ندمٍ
عندما راقصتُ تلك الشهوات
وهي تستعرض ُ خطاياي
بِدءاً من الخطيئة ألأولى
حيث ُخُلِعَ عني ثوب التوتُ
وُتلاطمت أعضاءُ جسدي لنشوة ٍ
غزت خيالي
ومع انجراري لها
وجدت ُ نفسي معفراً بتراب ٍ متقرح ٍ
وأقدامي تتيه ُ في لجة َ زمنٍ
يتوالد ُ القدر منه مترنحاُ
من فرط ِ احتسائه ِخمر ِ هزيمة ٍ
كتب عنوانها أول ُ إنسان ٍ
حَمَلَ في يديه حجرا مدمى
تَلَبَسني الجنون
وأنا أحوم ُبلا جسدي حول نعشي
كسَفان ٍ أعياه ُ العوم
حَول َ سراب ِ فنار
لم يبقَ من جسدي إلا سمعي
أسمع به
لهاثُ سنيني يرثيني مستهزئا
عندها قُطِع َ المشهد ...
وغابت الرؤيا ....!!!!!!!!!!!
أمير بولص إبراهيم
العراق
الموصل - برطلة