|
مَـنْ قـالَ إنّــي قـد خلـعــــتُ ردائــــــــــي |
وَ تركـت أجراس الحـنيـــــن و رائـــي ؟ |
مَـنْ قـالَ بَـرْقَ الحــرفِ عنـدي خلّــــــبٌ |
وَ مـراكبــي شــطّت عن المينـــــاءِ ؟ |
وَ رهَـنــتُ ســيفي عـنــدَ مَـنْ قـاتلتُــــــهُ |
وَ طغَـــتْ علــيَّ مدينـةُ الأضــــــــواءِ ؟ |
مَـنْ قـال إنّ قصـــــــائـدي مشــــــــبوهــةٌ |
وَ لذا أتت تمشـــي على اســــتحيـاءِ ؟ |
نسِــــــيَتْ " حِــراءُ " كأنّهــا ما يمّمَــــتْ |
وَجهـــاً و لا سـلكتْ طـريقَ حـــــراءِ ! |
مَنْ قـالَ إنّــي قـد عَقَـقْـتُـــكَ يا أبــــــــــي |
وَ بغــــى علـــيَّ و عقّنــــي أبنائــــــــي ؟ |
تَغفـــــو النّجـــــــومُ و لا أزالُ مُيـمّـمــــــــــاً |
وَجــــهَ النّجــــــومِ أشـــــــــعُّ في الظّــلمــاءِ |
ماضٍ على رَمْــلِ الطّريــقِ وَ وَهْجـــــــــهُ |
تَقفُو خُطايَ بهِ خُطـــا " القَصْـــــــــواءِ " |
أنـا لا أزالُ أشـــــــــدُّ قَـوسَ عـقـيدَتِـــــي |
و أهُـــــــزُّ رَغْـــــــمَ المُرْجِفيـــــــنَ لِوائـــــي |
وَ أُقلِّـــمُ الأشــــــجـارَ عِنـــدَ يَباسِــــــــهَـا |
وَ أرُجُّ غَيْمـــي كـــي تَــزُخَّ سَــــــمائِـــــي |
وَ نَذَرتُ هـذا الشّـــــــعرَ نَبْعـــاً صافيـــاً |
فَـلْـتَـــرْتَـــــوي يا أُمَّــــــــــــةَ الفُقَــــــــــــــــراءِ |
مَـا قَايَضَـــتْ تِلـكَ العَرائِـــــسُ يـا أبِــــــي |
يَومـاً و لا رَقَصَـــــــتْ علـى أشْـــــلاءِ ! |
وَ حُـــروفُهــــــا لَـمّــا تَـــــزَلْ مَنــــــــــذورةً |
لِلفَجْـــــــرِ صَـاعِــــــــدَةً إلــى الجَـــــــــوْزَاءِ |
و لَقدْ نَبَـــوْتُ لِكـــلِّ سَـــــــــيفٍ نَبْـــــــــوةً |
وَ لَقــدْ هَفَــــوتُ كَســـــائِرَ الشُّـــــــــــعَراءِ |
وَ لَقدْ شَـــــــرِبْتُ على القَــذى وَ لَرُبّمــا |
شَـــرِبَ الكَــريـــمُ السُّــــــــمَّ فـي البَلْــــواءِ |
وَ لَقدْ ضَحِكْـــــتُ لِمَنْ تَجَهّـمَ وَجهُــــــهُ |
حتّــى أَزيـــــحَ سَــــــفاهـةَ السُّــــــــــــفَهَاءِ |
وَ لَقدْ سَطَا بعضُ اللُّصُــوصِ و أَوْغَلُـــوا |
فــي قَنْـــصِ أفكـــــــاري وَ فــي إيذائـــي |
سَـــــــــدّوا علــــيَّ منافِــــذِي حتّــى إذا |
ضاقــــتْ علَـــيَّ نَهضْــــــتُ كَالعَنْقـــــــاءِ |
مِنْ ثُقْـــبِ ذاكِـــرَتــي بَعَثـــتُ رَســــائِلـي |
وَ شَــمَمْتُ رِيــحَ المِسْـــكِ مِنْ رَمْضائـي |
وَ لَقدْ قَبَضْـتُ على العَـذَابِ مُصابِـــــراً |
وَ اللّيـــلُ يَرْجـــفُ مِنْ صَــريــرِ دُعائـــــي |
قالــت : لمــاذا جِئـتـنــــا مُتأخّـــــــــراً ؟ |
فأَجَبتُهـــا : إِنّــــي خَصَفْـــــتُ حِذَائِــــي |
قالـتْ : و لكــنَّ الحُــــــــروفَ عَصِيَّــــــةٌ |
فَأَجَبْتُهــا : إِنّ الحُــــــــرُوفَ إِمَـائِــــــــــــي |
و بَرَيْـتُ أقْلامِــي لِأُوقِــــــظَ فَجْرَكُــــــــــمْ |
إنّ الجِـهــــادَ بِهِـــنَّ بعــــــضُ عــزَائِـــــــــي |
و ر أيتُ بعضَ الدّمـــعِ يألفُ مُقلتـــــــي |
فَأَعَــــرْتُ هــذا الدّمـــــعَ للخَنســــــــــــاءِ |
و تلــــــــــوتُ آيـاتٍ علـــيّ عـــزيــــــــــــــزةً |
فاخْضَــــرَّ ما قد جَــــفَّ مِنْ أعضائِـي |
هيَ مِحْنــــةٌ و اللـّــــهُ أكرمَنـــــــي بهـــــــا |
حتّـــى يُمحّــــصَ طـاقَتِــــي وَ بَـلائِـــــــــي |
حتّــى يُعيــــدَ إلـى يَقينـــــيَ نَبضَــــــــــــــهُ |
وَ يقُـــصّ مـا قـد طــالَ مِـنْ غَلـــوائِـــــــي |
و يَفُكَّ أسْــري مِنْ مَخالبِ شَـــــــهوتِي |
وَ يُعيــــدَنِــي لِطُفـــــولَتـــي و نَقـائِـــــــــــــي |
حتّــى تُغَــرْبلنِـــي الحَيــــــاةُ فَينْتَفــــــــــــي |
خَبَثـــــي وَ يَطفُـــــــو للعَيَـــــــانِ غُثائِــــــي |
و َ أَدُقَّ بـابـاً ما أعَــــــــــزَّ وُلُــوجَـــــــــــــهُ |
فَلَــرُبّمــا أصْبَحـــــتُ فـي الشُّــــــــــهَـداءِ |