|
عُد حيث جئت إلي الزمان النائي |
إني محوت الحب من أحشائي |
وزرعت ثورة عشقنا في غيمتي |
فتناذر المطر الثخين بمائي |
لا تنتظر مني الحنان وطيبةً |
قد أهلكتني في أنين رجائي |
أو تنتظر مني التهاب مشاعري |
إن عدت يوما بعد طول شقائي |
فبراءة الوجه التي جوَّدتها |
لم تنخدع أخرى بها أنحائي |
هذا القناع المستنير على المدى |
يخفي ورا قسماته إعيائي |
أنا لن ألومك إن ذهبت مع الهوى |
ترعى وحوش الغيِّ في البيداء |
مذ خنت عهدا كنت لي متوحدا |
و شهودنا تنمو لهم أنبائي |
أنَّا انْدمجنا مثل قلب واحدٍ |
كالثوب أو كجراحة الآعضاءِ |
أثَّرت في روحي فمازجني الكرى |
واخضر سحر العشق في أرجائي |
صدَّقتُ أنَّا لن نلام إذا طغى |
منك الرحيقُ على ثرى ِأعضائي |
وكذبتني عشقا وكنت متيما |
احنو على هدب الجفاف بمائي |
وأنيخ ظبي كرائمي بمودتي |
في حجرك القاني بفيض إنائي |
أقري الحماقة بالنعيم وليتني |
كنت البخيل فيالبعد غبائي |
يا ذائقا عسلي بمحض سذاجتي |
لم لم تذق سُمِّي المميتَ ودائي |
وأنا الذي قد صنت حبك رغبة |
مزَّقتني فتناثرت أضوائي |
إن تهد شبرا أوتِ قصر عوارفي |
أو تبتسم تُسْتَاكَ سرَّ رضائي |
إن زنت معصم حبنا بأساور |
زنتُ النجوم بروعتي وبهائي |
عشنا على رغم الملامة قصةً |
ترنو لفرط بهائها أشيائي |
يا خائنا عهد القلوب بقسوةٍ |
لُمِّ الخداع فلن أبيح دمائي |
عُد حيث جئت فلن تنال مسامعي |
أوصدتها وتطايرت أصدائي |
ومحوت شؤم خيانة من أدمعي |
وحرمت لِاسمك رائق الإصغاءِ |
وبخير حبٍّ قد حظيت رضابها |
دنيا الهوى وتعطرت بحيائي |
حبٌّ جديدٌ قد محى من حسنه |
ما قد لقيت فدع ربيع هنائي |